كشفت دراسة جديدة لمركز بيو لاستطلاعات الراى، ان الشعور بالاكتئاب وعدم التفائل نتيجة الازمة الاقتصادية في جميع أنحاء العالم منذ عام 2008، ادت الى تآكل على نطاق واسع لدعم الرأسمالية فى العالم. الاستطلاع الذى اجُري الربيع الماضي مع 26210 مشارك في21 بلد اكدت نتائجه أن هناك تباين في التوقعات الاقتصادية بين الأسواق الناشئة مثل البرازيل والصين والهند وتركيا، و بين المناطق المتقدمة صناعيا كالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. فالناس الذين يعيشون في الاقتصادات الناشئة، هم أكثر تفاؤلا من الأميركيين والأوروبيين حول ما إذا كانوا يعتقدون ان الأوضاع الاقتصادية في بلدانهم جيدة، وحول مستقبل أطفالهم. في غضون ذلك، فان خبراء الاقتصاد يرون ان مستقبل الاقتصاد العالمي أصبح أكثر بعثا على القلق مع تدهور العديد من مؤشرات النشاط الاقتصادي في الأشهر الأخيرة. وقالت كريستين لاجارد، المديرالعام لصندوق النقد الدولي الاسبوع الماضي ان تقدير المنظمة المحدث للاقتصاد العالمي سيكون "(أسوأ) مما توقعنا قبل ثلاثة أشهر فقط". ووفقا لاستطلاعات بيو للأبحاث، أقل من ثلث الأميركيين يرون ان اقتصاد الولاياتالمتحدة يعمل جيدا، وبين الأوروبيين (73٪) من الألمان فقط يرون ان اقتصادهم ممتاز، وفي آسيا فقط 7 في المئة من اليابانيين يعتقدون ان اقتصادهم في حالة جيدة. على النقيض من ذلك، فإن الصينيين هم الأكثر تفاؤلا، و يرونه إيجابيا على مدى العقد الماضي. فقد صوت 92 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع في الصين قائلين انهم أفضل حالا من الجيل السابق و83٪ راضون عن الظروف الاقتصادية الحالية، ونحو 70٪ يشعرون أنهم أكثر ازدهارا من الناحية المالية مما كانت عليه قبل خمسة أعوام و69 في المئة سعداء مع ظروفها الاقتصادية الشخصية. ومن ضمن البلدان ال21 التي شملتها الدراسة، قال نحو اكثر من نصف من شملهم الاستطلاع في الصين وألمانيا ومصر فقط انهم سعداء ازاء مسار بلادهم، على الرغم من ان المشاعر الايجابية بين المصريين في الواقع انخفضت 12 نقطة مئوية اعتبارا من عام 2011، بعد ان كانت 65 في المئة. وأظهرت استطلاعات الرأي عضب بعض الشعوب على حكوماتها، حيث وصلت بين الباكستانيين (95 في المئة)، والهنود (92٪)، والمكسيكيين (91 في المئة)، واليابانين (91٪)، وجمهورية التشيك (91٪) والبولنديين (90٪). واشارت نتائج الدراسة ايضا أن الأزمة الاقتصادية العالمية أدت إلى تآكل الدعم للرأسمالية في اكثر من 11 بلد، فنصف المشاركين أو أقل مازال يرى ان الحال أفضل في ظل اقتصاد السوق الحرة، وبينما بلغت خيبة الأمل حدها في كل من ايطاليا واسبانيا وبولندا، بلغ الدعم للرأسمالية أشده في البرازيل والصين وألمانيا والولاياتالمتحدة، وكان أكبر المشككين فى السوق الحرة بالمكسيك واليابان. اما في العالم العربي، فثلث الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع في مصر والأردن ولبنان وتونس يعتقدون أنهم أفضل حالا من والديهم في نفس العمر، و30 في المئة فقط قالوا انهم على ما يرام من الناحية المالية، بينما 16 في المئة فقط يعتقدون انه سيتاح لأطفالهم مستقبل أفضل حالا من الناحية الاقتصادية.