الروائح التي يتعطَّر بها الإنسان يُطلق عليها مُسمَّياتٍ عديدةٍ: ماء الكولونيا، أو عطور، أو بارفانات، أو مزيلات العرق؛ فكلها سواء في أنَّها تُكسب الجسد رائحةً جميلةً، بدلاً من رائحة العرق التي تجعل الجميع يهرب منك، إلا أنَّها مختلفةٌ في تأثيرها وقوةِ رائحتها وفترة دوامها. وقد أظهرت دراسةٌ فرنسيةٌ أنَّ نثر قطراتٍ من العطر على الجسم فنٌّ له قواعد وأصول تجهلها كثيراتٌ؛ مما يُفقد العطر تأثيره المستمر. كيف تضعين العطور: لذلك فإنَّ النصيحة التي يُقدِّمها المتخصِّصون إلى المرأة: هي ضرورة تجنُّب الأماكن المعتادة لنثر العطر عليها، مثل منطقة العنق، وخلف الأذنين؛ لأنَّ تراكم القطرات على هذه المناطق يعمل على سدِّ الحيِّز التنفسي لها، كما أنَّه يُساعد في فصل الصيف على ظهور البقع الداكنة على جلدها؛ فيقترحون على المرأة إذا كان العطر من النوع القوي النفاذ أنْ تُنشر رشَّة منه في الهواء، وتتقدَّم بجسمها خطوة إلى الأمام في اتجاه مكان الرش، وتدور حول نفسها بحركةٍ سريعةٍ؛ لتلتقط أماكن متفرقة من الجسم قطراته؛ فيتكَون حولها شبه هالةٍ عطريةٍ، وإذا قمتِ برشِّه بدءاً من الشعر حتى الذراع بطوله؛ ستتطاير الرائحة في الهواء كلما حرَّكتِ رأسكِ، كما يمكن رشُّه على الفراش "مرتبة" السرير، والتي ستنتقل منها الرائحة إلى الملاءات وتُنعشك أثناء نومك. وبشكل عام.. فإنَّ أفضل مكانٍ لوضع العطر بعد شرائه هو في أماكن النبض التالية: . الرسغ. . خلف الأذن. . أسفل الرقبة. . باطن الركبة. . المنطقة ما بين الثديين. ويقترحون أيضاً أماكن جديدة للاحتفاظ برائحة العطر لفترةٍ أطول، مثل ثنايا الملابس، خاصة بين خياطات ذيل الفستان أو الجاكت، كما يُمكن بَلُّ قطعةٍ صغيرةٍ من القطن وتوزيعها في الجيوب؛ لتستمر الرائحة، ويمكن أيضاً نثر رشَّاتٍ من العطر على خُصلة شعر؛ لقدرتها على الاحتفاظ بالذرات العطرية لفترةٍ طويلةٍ، وإعادة بعثها ببراعةٍ مع كل حركة رأس، كما ينبغي مراعاة الأمور التالية: . تختفي رائحة بعض العطور بعد 4 – 6 ساعات؛ لذا ينبغي رشُّ القليل منه مرةً أخرى إذا كنتِ ترغبين في ذلك. . لدوام رائحة عبير العطر يُفضَّل أخذ حمامٍ في الصباح الباكر عند الاستيقاظ وقبل الذهاب للعمل. . لا ترشِّي أيَّ عطر على الشعر إلا إذا كان نظيفاً ومغسولاً؛ لأن الزيوت التي توجد في الشعر قد تُغيِّر من طبيعة العطر. . لا تُحاولي مسح العطر بأصابعك عند وضعه لتوزيعه؛ لأن هذا يُتلف تركيب جزيئات العطر. . المسافة المثالية التي ينبغي أنْ تُبعَدَ الزجاجة فيها عن الجسم عند وضع العطر لضمان توزيع شذاه حوالي 8 سم. . تجنُّب رشِّ أيَّة روائح عطريةٍ على الملابس؛ لأنَّها قد تتركُ آثاراً للبقع عليها، وإذا أردت أنْ تكتسب الملابس رائحةً زكيةً يمكنك وضعها على الملابس الداخلية. اختيار العطر المناسب: من المعروف أنَّ عطور الصيف عادةً تعتمد على روائح الزهور والفاكهة، ولكن مع الخريف تدخل الروائح الخشبية وتختفي روائح الفاكهة الحلوة؛ لمنح عطور الخريف لمسةَ دفءٍ وحميميَّةٍ تُناسب جو الخريف بلياليه الباردة، ومع ذلك هناك العديد من الأشياء التي ينبغي أنْ تضعيها في الاعتبار عندما تقومين باختيار ما ترغبين فيه من عطورٍ، وخاصَّةً إذا كانت نوعاً جديداً: . إحساسك بمشاعرَ خاصَّةٍ بمجرد أنْ تشمِّي رائحتها تجذبك إليها، فمثلاً روائح الأزهار والفاكهة تُعطيك إحساساً بالراحة والانتعاش؛ فهي بمثابة المهدِّئ. . عند تجربة أيِّ نوعٍ من أنواع الروائح لا بُدَّ وأنْ يتولَّد معها وصفٌ على لسانك لهذا العطر (بخلاف الإحساس الداخلي عندك) تُخبرين به نفسك، أو تُخبرين به غيرك، مثل: مُنعش – جميل – جذَّاب.. إلخ. . إذا أعجبك عطرٌ تضعه إحدى الصديقات، فهذا لا يعني أنَّه سيروق لك؛ لأنَّ تفاعل الجلد مع الروائح يختلف من شخصٍ لآخر. . لا تكتفي بشمِّ العطر من زجاجته، ولكن ضعي القليل منه على جلدك واتركيه لمدة 10 دقائق؛ لتعرفي رائحته الحقيقية. . لا تُجرِّبي أكثر من (3 – 4) أنواع في المرة الواحدة؛ لأنَّ الروائح ستتشابه، ولن تستطيعي إصدار أيَّ حكمٍ على أيٍّ منها، ولكنَّ الأفضل يبقى في أخذ عددٍ من العيِّنات وتجربتها في المنزل بتأنٍّ ورويَّةٍ، واختيار الأنسب فيما بينها، مع الإشارة إلى أنَّ العطر يتلاءم مع الجسم بعد فترةٍ معينةٍ من الاستعمال. . أنسب مكانٍ لوضع العطر عند اختباره هو عند الرسغين مكان النبض، أو عند الجزء الداخلي في منطقة الكوع. . تُعدُّ الروائح الرقيقة (روائح الزهور والفاكهة) مناسبةً لفصل الصيف، أما الروائح الثقيلة (التي تحتوي على زيوتٍ) أفضل لفصل الشتاء؛ لإعطائك إيحاءً بالدفءِ. . بدء التجربة بوضع العطر داخل اليد، ويجب عدم رشِّه وفركه على الجلد؛ لأنَّ الحرارة الناتجة من الفرك تؤدِّي إلى فُقدانه خصائص رائحته الزكية. وأخيراً.. كما أنَّ لكل شيء تاريخ صلاحية فكذلك العطور، فصلاحية العطور تختلف بحسب نوع كلٍّ منها، وكذلك فترة الاستهلاك، لكنَّ الطريقة المثلى هي في وضع العطر دائماً في علبته الخاصة؛ لأن الضوء والحرارة يمكن أنْ يُفسدا الرائحة والخصائص، كما نودُّ التنبيه إلى ما نصح به الخبراء بعدم وضع العطر على الوجه، لا سيَّما أنَّ العطر ليس مخصَّصاً للوجه، إذ تعتبر بشرة الوجه حسَّاسةٌ جداً، خصوصاً أنَّ معظم العطور تحتوي على نسبةٍ مرتفعةٍ من الكحول؛ لذلك يُفضَّل وضع العطر على الرقبة والصدر، مع قليلٍ منه على الشعر.