أيام قليلة ويبدأ عمل مجلس النواب الذي انتظرناه طويلاً وحلم به المصريون، فهذا البرلمان يعد الاخر في الحياة النيابية لاسيما وانه أمام تحديات كثيرة منها الأداء الرقابي والتشريعي، لكن ليس بالمؤثر من جانب كل النواب، فهناك اقلية تعى الادوات التشريعية والرقابية، وهناك اكثرية ليس لديها استراتيجية او ادارة جيدة لهذه الادوات، وهذه الكتلة ستكون عبء على الحياة البرلمانية. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حوار مع رامي محسن مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث البرلمانية نص الحوار: كيف ترى شكل البرلمان بعد الاختلافات التى تمت في التحالفات الموجودة؟ اتصور ان كل هذه الاختلافات وتغير الخريطة التحالفية من وقت الى اخر وتعددها يصب فى مصلحة البرلمان، حيث ان فكرة الديمقراطية البرلمانية تهدف الى تمثيل كافة الآراء والأطياف، وبالتالى فمن المفيد ان تتعدد التيارات والتحالفات، وغير ذلك ربما يؤدى إلى برلمان لا يختلف عن سابقه من الحزب الوطنى. كيف ترى المشاكل التى صدرها بعض النواب داخل المجلس قبل انعقاد البرلمان؟ لاشك ان البرلمان قد بدء قبل ان يدعو الرئيس لانعقاده، فقد بدء النواب الحياة البرلمانية سريعا، لكن للاسف الشديد هناك بعض النواب لا يقدرون أهمية هذا البرلمان، ويسيرون على نفس النهج السابق، فنجد حالة من عدم الانضباط الاعلامى، وتصريحات صحفية مستفزة من البعض، وتصريحات اخرى مخالفة للدستور، كمن يتنازل عن الحصانة، او من يطالب بجواز سفر لعائلته، او من يعرض فيديوهات لنواب فى اوضاع مخلة، او من يخالف الالتزامات الحزبية ويتراشق مع اعضاء حزبه على صفحات الجرائد، ومن يستقيل ويطلب اللجوء السياسي الي بلد اخر، وغير ذلك من السلوكيات التى ان دلت فتدل على ان بعض النواب ليسوا على قدر المسؤولية السياسية. هل تتوقع اذاعة الجلسات على الهواء؟ نص الدستور أن جلسات المجلس علنية، وترك للأعضاء أنفسهم تحديد ضوابط إذاعة الجلسات من عدمه، وانا اعتقد انه سيكون هناك اذاعة للجلسات، حيث ان هناك ضغط مجتمعي ان يكون هناك اذاعة للجلسات، كما ان هناك كثيرين من النواب يريدون اذاعة الجلسات. من سيكون له الأغلبية داخل المجلس؟ ما هو مستقبل التحالفات بعد انعقاد الجلسة الاولى؟ اعتقد ان لن تكون هناك اغلبية على الاطلاق تحت القبة، بل ستكون هناك اكثرية، وستتغير هذه الكتل من حين لاخر حسب اتفاق المصالح او اختلافها ومن حين لاخر، لذلك نطالب ان يكون هناك نص فى اللائحة ينظم الائتلافات وطريقة اشهارها تحت القبة، وطريقة الانضمام لها، وحقوقها البرلمانية، وما لها وما عليها، كي نضمن الاستقرار التصويتي، ونضمن ايضا استقرار النخب تحت القبة. وماذا عن رئاسة اللجان وهل تتوقع زيادة في عددها؟ كيف ترى دور المرأة المصرية بعد أن أصبحت عددها قرابة ال 90 عضوه؟ بلا شك سيزيد عدد اللجان، ف19 لجنة عدد غير كاف سواء للنواب او ايضا للممارسة مهامها، فاللجان هى المطبخ التشريعي، وبالتالى يجب ان تكون مقسمة تقسيم جيد، ولها مهام محددة، وكلها زاد العدد زادت التقسيمات، واصبحت المهام اكثر تحديدا وفعالية. واتوقع ان تكون للمرأة دورا هام فى هذه اللجان، فالتجربة اثبتت ان المرأة تصدرت المشهد كناخبة وايضا كمرشحة، واتصور ستتصدر المشهد كنائبة تحت القبة. كيف تتوقع الأداء الرقابي والتشريعي لهذا المجلس؟ اتوقع اداء رقابى وتشريعي ساخن، لكن ليس بالمؤثر من جانب كل النواب، فهناك اقلية تعى الادوات التشريعية والرقابية، وهناك اكثرية ليس لديها استراتيجية او ادارة جيدة لهذه الادوات، وهذه الكتلة ستكون عبء على الحياة البرلمانية. وكيف ترى أولى القوانين التى ستناقش؟ ربما ستكون قوانين التظاهر والخدمة المدنية وبناء الكنائس والايجارات وايضا حزمة القوانين الاستثمارية التى اصدرها الرئيس، بالاضافة الى قوانين التامين الصحى والضرائب. وماذا عن استقالة الحكومة هل تتوقع الموافقة على بيانها؟ اعتقد ذلك، وستكون الموافقة عليها تلبية لرغبة الرئيس وفقط، لكن النواب وكذا المواطن المصري غير راض عن ادائها. ماذا تتوقع كلمة الرئيس في الجلسة الاولى للبرلمان؟ كيف ينظر العالم الى هذا المجلس؟ اتوقع من الرئيس ان يكون صريحا كعادته، حيث سيصارح النواب بالموقف السياسي والاقتصادى التى تمر به البلاد، مطالبا النواب بمساعدته فى النهوض بمصر من هذه الكبوة، وسيطالبهم بالعبد عن الخلافات الشخصية او التى ستؤدى الى الفرقة فيما بينهم بما سيضر مصالح مصرز ماذا عن مميزات النواب سواء المالية أو الميزات الاخرى؟ قانون مجلس النواب نص على تسهيلات العضوية فى المادة 36 منه، حيث أقر بعض الميزات لعضو البرلمان منها: بعد أداء العضو اليمين الدستورية، سيقوم المجلس باستخراج اشتراك للسفر بالدرجة الأولى الممتازة كل نائب، بسكك حديد جمهورية مصر العربية، والطائرات من الجهة التى يختارها فى دائرته الانتخابية إلى القاهرة، أو اى وسيلة من وسائل المواصلات التى يختارها العضو. وتبين لائحة المجلس التسهيلات الأخرى التى يقدمها المجلس لأعضائه لتمكينهم من مباشرة مسئولياتهم. هذه الميزات سيتكلفها المجلس من ميزانيته، ولا تحسب هذه المبالغ ضمن ما يتقاضاه العضو. كما قام المجلس بدفع اشتراكات للأعضاء فى جراج التحرير من ميزانية المجلس، كى يتمكن الأعضاء من ركن سياراتهم. إذا حسبنا بشكل عشوائي كلفة كل ذلك من ميزانية المجلس، بالتطبيق على نصف عدد الأعضاء على اعتبار أن ليس كل الأعضاء سيستخدمون الطائرة أو القطار أو الجراج. فنجد أن: متوسط ساعة الانتظار 5جنيهات، بواقع 5ساعات باجمالى 25 جنية يوميا للعضو الواحد، اى 7500جنية لنصف الأعضاء يوميا، باجمالى شهريا 225000 جنيه. متوسط سعر تذكرة القطار 30 جنية، بواقع مرتان فى الأسبوع اى 120جنية، باجمالى 480جنية شهريا للعضو، باجمالى 144000 جنية لنص عدد الأعضاء. متوسط سعر تذكرة الطيران 1000 جنية، بواقع 4 مرات فى الشهر باجمالى 4000جنية للعضو، بواقع 1200000جنية لنصف عدد الأعضاء. إذن اجمالى مدفوعات الأعضاء من ميزانية المجلس شهريا…. تقريبا 1569000جنية، اى ما يزيد عن مليون ونصف جنية شهريا، بخلاف اى ميزات أخرى سينص عليها فى اللائحة ومن هنا اطالب النواب بصفتهم من سيضعون اللائحة الجديدة، إعادة النظر فى الميزات التى قد تقرر لهم وترهق ميزانية الدولة.