رمى وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير كرة الحل في ملعب الفرقاء اللبنانيين، واصفاً المشكلة المستحكمة بينهم بأنها «أزمة سلطة» ومحذراً في نفس الوقت من عودة الحرب إذا لم ينجح الحوار بين الأطراف اللبنانية «المختلفة»، بينما تواصلت الاستعدادات لخوض معركة انتخابية قاسية في الخامس من أغسطس المقبل. ولاحظ كوشنير عقب اجتماعات شملت رئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري وفؤاد السنيورة وشخصيات من الموالاة والمعارضة، أن زيارته الحالية بمثابة «خطوة ستليها زيارات أخرى»، معولاً على إمكان عقد اجتماع قريب للذين شاركوا في لقاء «سان كلو» قبل ثلاثة أسابيع. واعتبر أن الأسابيع الثلاثة التي فصلت عن مؤتمر «سان كلو» مرت بسرعة «ويمكن للساحة اللبنانية أن تشهد تطورات سريعة، فالأشياء في لبنان قابلة للتغيير في ثلاثة أسابيع، ويمكن أن يحصل تقارب في وجهات النظر أو تباعد ويمكن أن تسود المحبة بينهم أو الخصومة حتى يتصادموا». وأمل في أن يستمر الحوار بين الطوائف، لافتاً إلى أن جميع من اجتمعوا في «سان- كلو كانوا يودون التحادث في ضرورة إرساء الثقة بين الطوائف والمجموعات والمحافظة عليها». وقال الوزير الفرنسي: «لا أعلم إن كان سيعقد مؤتمر آخر في سان كلو، لكننا أشرنا إلى أن الحل هو بين أيدي اللبنانيين، وأنا لم أكن شخصياً أحمل خطة سحرية أو مشروعاً لتتوقف الأزمة، بل على جميع اللبنانيين وكل الطوائف وبالتأكيد التأثيرات الخارجية، تقديم حل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ونحن نعرف أن هناك انتخابات فرعية قريبة». وحض الطوائف على التحاور «بصراحة ونزاهة»، آملاً من كل الأطراف الخروج بحل لبناني يقبله العالم ويقبله بالتالي «الجيران وتحديداً الجيران». وإزاء هذه التطورات، تساءلت أوساط سياسية عما إذا كان كوشنير سيتمكن من تبريد الأجواء بغية وضع «مدونة شرف» لمنع تفاقم الأوضاع في لبنان. وكشفت مصادر دبلوماسية غربية أن رسالة شديدة اللهجة نقلها المبعوث الفرنسي جان كلود كوسران إلى القيادة السورية، ملوحاً بأنه سيكون «آخر مبعوث أوروبي يزور سوريا ما لم تغير سلوكها تجاه لبنان وتبدي تجاوباً مع المساعي الجارية لإيجاد حل للأزمة». وفي غضون ذلك، تصاعدت حمى المعركة الانتخابية المتوقعة في المتن بين التيار الوطني الحر بزعامة النائب العماد ميشال عون الذي رشح كميل الخوري مقابل الرئيس الأسبق أمين الجميل مدعوماً من «قوى 14 آذار» لتولي المقعد الذي شغر باغتيال نجله الوزير النائب بيار الجميل قبل أشهر، وذلك بعد فشل وساطة بكركي بين عون والجميل. ورفض عون الأخذ بنصيحة البطريرك الماروني نصرالله صفير لتزكية ترشيح الرئيس أمين الجميل. وأعلن «أن التعسف الحكومي سيكسر في المتن وسيقهر المال السياسي أيضاً». ووضع عنواناً للمعركة الانتخابية هو: «استعادة صلاحيات رئيس الجمهورية وعدم تحوله رئيساً بروتوكولياً»، واصفاً الحكومة بأنها «مافيوية تتنكر للدستور والقانون»، مشيراً إلى أن «المعركة ليست ضد الرئيس الجميل أو غيره إنما ضد من يهمّشون الوضع المسيحي ويستخدمون الجميل والمجموعة المسيحية في السلطة لذلك» . وأبدى عون استعداده للنظر في موقفه إذا تم إصلاح الموقف السياسي وتكون هناك شجاعة والتزام «وإلا فنحن مستمرون بالمعركة، وإذا كان هناك مجال لإعادة النظر بالقضية المرفوعة أمام مجلس شورى الدولة فلينظر بها وفقاً للقوانين والأعراف وليفصل بها وإلا فالموعد سيكون الأحد 5 أغسطس». في المقابل، قال الجميل: «كنا نتمنى أن يكون هذا الاستحقاق مدخلاً للتعاون في وجه التهميش للحضور المسيحي واغتيال القيادات التي رفعت راية السيادة والحرية في البلد». وانتقد «كل من يدعي بحجة الدفاع عن مصالح المسيحيين وهو ينتهك بتغطيته كل يوم هذه المصالح، بل يدق مسماراً في نعش مصلحة المسيحيين». ومع ذلك، قالت أوساط مراقبة ان مخرجاً وحيداً بقي وتمثل في ما سيكون عليه موقف مجلس شورى الدولة من الطعن الذي قدمه المرشح كميل الخوري. ولفتت إلى أن قبول المجلس هذا الطعن من شأنه أن يشكل الفرصة الأخيرة لتفادي التطاحن المسيحي في المتن الشمالي. السنيورة يبحث الوضع مع موراتينوس يستقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اليوم وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس، حيث سيتركز الاجتماع على استعراض تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، والدور الذي تقوم به اسبانيا لمساعدة لبنان على مختلف الأصعدة.