امتداداً لحضارة مصر القديمة ، الذى أسسها قدماؤنا المصريون منذ حوالى سبعة آلاف عام ، وتركوا لنا كنوزاً لا تُقارن بأية كنوز أثرية أخرى فى العالم ، فمنذ ذلك الحين يتزايد الاهتمام بتلك الآثار وتاريخها وترميها من أجل الحفاظ عليها ، والآن تشهد مصر حدثاً جديداً فى هذا السياق وهو مشروع تطوير المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية ، والتى تتمثل فى تحديث بانوراما العرض المتحفى بالكامل باستخدام التقنيات المتطورة من الإضاءة والوسائل الإيضاحية المصاحبة للآثار باللغات المختلفة ، وكذلك إضافة قاعات لاستقبال المؤتمرات والمحاضرات العلمية . فمنذ تولى الرئيس محمد حسنى مبارك منصب الرئاسة لجمهورية مصر العربية شهدت مصر نهضة ثقافية غير مسبوقة ، شملت الاهتمام بترميم وتطوير متاحف مصر على مختلف أنواعها ، بل وبآثار مصر القديمة ، منها الإسلامية والقبطية وغيرها من الآثار التى تحكى تاريخ مصر العريق. وفى إطار الاستعدادات النهائية لتنفيذ مشروع تطوير وترميم المتحف اليونانى الرومانى ، تقرر بدء العمل فى نقل آثار المتحف اليونانى الرومانى بالاسكندرية ، والبالغ عددها حوالى 300 ألف قطعة أثرية إلى منطقة " ماريا " للتخزين المتحفى بغرب المحافظة وذلك خلال اليومين القادمين ، حيث صرح الدكتور إبراهيم درويش مدير عام متحف الاسكندرية القومى أن أعمال نقل الآثار تستغرق ثلاثة أشهر . يُذكر أن آثار المتحف اليونانى الرومانى تُعد أول آثار يتم تخزينها بمنطقة ماريا بغرب الاسكندرية ، والتى تبلغ مساحتها 1500 متر مربع ، وتكلفت عمليات تنفيذ المشروع الخاص ببنائها 4 ملايين جنيه ، فهى مزودة بأحدث أساليب التخزين المتحفى والرقابة الإلكترونية وذلك من أجل الحفاظ على سلامة الآثار المصرية ، وكان قد أعلن من قبل المجلس الأعلى المصرى للآثار عن مشروع عاجل لتطوير وترميم المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية ، وإعداده للزيارة السياحية بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 70 مليون جنيه ، وأن العمل يستغرق 24 شهراً يعود بعدها كأهم وأضخم المتاحف التى تعرض مجموعات من آثار العصر اليونانى الرومانى فى العالم ، وأن المشروع يهدف إلى مُضاعفة مساحة المتحف من 4 آلاف و 500 متر إلى 11 ألف متر مربع ، وذلك من خلال إقامة طابقين آخرين أعلى المبنى الحالى للمتحف الذى يرجع إلى مائة عام تقريباً مع الحفاظ على الطراز المعمارى . وترجع فكرة إنشاء المتحف فى الاسكندرية إلى عام 1881 ليضم مقتنيات الآثار المصرية فى العصرين اليونانى والرومانى ، والتى عُثر عليها فى الاسكندرية وفى مناطق الآثار اليونانية الرومانية الأخرى ، وكان المتحف فى البداية منشأة صغيرة تتكون من خمس حجرات تقع فى شارع رشيد سابقاً " طريق الحرية حالياً " بالإسكندرية ، ومع كثرة الآثار اليونانية الرومانية المُكتشفة أصبح واضحاً أن هذا المبنى الصغير لم يعد يفى بالغرض المطلوب ، لهذا تقرر إنشاء متحف جديد عام 1895 ، وهو المتحف الحالى وكان يتكون من 11 قاعة عرض ، وبمرور الوقت أضيف إلى المتحف قاعات أخرى كانت آخرها القاعة رقم 25 التى استجدت أثناء تطوير المتحف عام 1984 ، وهى القاعة التى تضم أكبر مجموعة من العملات من معادن مختلفة منذ عام 650 ق.م من بلاد اليونان وحتى العصر العثمانى ، ومن أهم المجموعات المعروضة بالمتحف تلك التى تُعرف بمجموعة الإسكندرية أو قاعة الإسكندرية ، والتى تضم بعض رؤوس تماثيل للإسكندر الأكبر وتمثال سرابيس ، والذى ترجع لعهد هادريان وعُثر عليه فى منطقة السرابيوم بالإسكندرية ، وتمثال نصفى لسرابيس من الألبستر وآخر من خشب الجميز ، ولوحات من الفسيفساء تصور رمز الإسكندرية على هيئة امرأة وكذلك تمثال لكل من إيزيس وحاربو قراط . وأيضا توجد القاعة التى تضم مجموعة من الآثار المصرية من تماثيل وتمائم وتوابيت ، وكذلك أقنعة جصية رومانية وبعض مقتنيات معبد سوبك المعروض فى الحديقة المتحفية والذى كان يقوم فى منطقة بطن حريت بالفيوم ، وهناك القاعة التى تُعرض فيها قطعاً منحوتة تمثل الفن المصرى والفن اليونانى ، ثم القاعة التى تضم عدداً كبيراً من اللوحات الجنائزية وقاعة تماثيل لبعض ملوك البطالمة وبعض الأباطرة الرومان ، وقاعة تماثيل والتى تضم تمثال أفروديت ، ثم قاعة التوابيت وقاعة الفخار وقاعة التناجرا وقاعة الزجاج والمسارج والنسيج وتيجان أعمدة مختلفة . 21/4/2007