بقلم :المستشار عبدالعاطي محمود الشافعي الأخبار 07/01/08 وهكذا.. التحقت.. بل التصقت بداية العام الهجري الجديد .. بمطلع العام الميلادي الوليد.. لتتعاقب بل لتتعانق المناسبتان الغاليتان.. ذكري ميلاد السيد المسيح عيسي ابن مريم البتول.. وذكري هجرة اخيه محمد بن عبدالله.. النبي الرسول.. عليهما الصلاة والسلام.. في وقت تستشرف فيه البشرية آفاق السلام الغائب بل المفقود.. والسلام هو أمل البشرية ومعقد رجائها.. هو ركيزة امن الانسانية واستقرارها ورخائها.. بالسلام اتصلت الارض بأنوار السماوات.. واليه دعا كل الانبياء.. وجاءت به سائر الرسالات.. فمن المأثور انه مع ميلاد السيد المسيح عليه السلام انطلقت الترنيمة الملائكية: المجد لله في الاعالي وعلي الارض السلام.. وبالناس المسرة'.. ثم جاء السيد المسيح ليدعو الي السلام.. ويحث عليه.. ويسوق البشري الي من يعملون من اجل السلام ويقودون مسيرته.. من يصونونه ويحرسونه ويرفعون بين الناس رايته.. ثم نسب صانعي السلام الي الملكوت الاعلي بقوله طوبي لصانعي السلام.. فهم ابناء الله يدعون ثم جاءت شريعة الاسلام لتعلي قدر السلم والسلام.. وليأتي ذكرها في عشرات المواضع من القرآن.. ليقرر الاسلام ان السلام هو ما ينبغي ان يكون عليه خلق المسلم وسلوكه.. وهو ما يجب ان تتسم به علاقته مع ربه.. مع اهله.. مع قومه.. مع وطنه مع بيئته.. ومع نفسه.. ليكون هو غاية المؤمن ووسيلته.. اساس عقيدته.. وقدس عبادته.. وكيف لا.. والسلام 'لغة' هو مصدر الاسلام.. هو .. فعل السلام.. ولقد بلغ السلام ذروة قيمته.. وقمة شرفه ورفعة مكانته حين جعله الله تعالي اسما من اسمائه الحسني.. وصفة من صفاته العلي.. ذلك قوله: الله لا إله الا هوالملك القدوس السلام.. من هنا كان السلام للمؤمن الها معبودا.. وصراطا ممدودا.. وسلوكا محمودا.. وخلقا مشهودا.. ورجاء واملا منشودا.. هو رفيق المؤمن في كل حالاته.. في حركاته وسكناته.. في صلواته ومعاملاته في مجالسته لغيره.. في انفراده بذاته.. هو محبته لاخيه وختام صلاته.. والسلام.. هو تأشيرة الدخول الي الجنة.. وذلك ان افشاء السلام.. ينبت الحب.. والحب يثمر الايمان.. والايمان يدخل الجنة ذلكم هو معني الحديث الشريف 'لن تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا.. ولن تؤمنوا حتي تحابوا. افلا ادلكم علي شيء اذا فعلتموه تحاببتم.. افشوا السلام بينكم'. ان الدنيا قاطبة تتعطش الي ان ترتوي من نبع السلام.. وتتطلع الي زوال شبح العدوان وغاشية الظلم والظلام.. فلقد عانت البشرية كثيرا من الحروب وويلاتها.. ومن النزاعات ومضاعها.. من الصراعات.. ومعقباتها.. وانفقت اكثر ثروات الشعوب.. واهدرت ثمرات زراعاتها وصناعاتها.. علي شراء آلات الحروب ومعداتها.. وغلت ايادي عشرات الملايين من البشر وعطلت طاقاتهم عن تعمير الارض وخدمة الانسانية.. كيما يجري اعدادها لتكون آلة او وقود النيران الحروب.. لاستدعاء المصائب والكروب.. لتقويض البنيان.. وتدمير مظاهر العمران.. وخسرت الشعوب ثرواتها ومقومات حياتها ومقدراتها.. وفقدت الملايين من خيرة رجالها وزهرات شبابها وشاباتها.. في ساحات العدوان والاقتتال.. وذاقت ما ذاقت من صنوف الشرور والوبال.. ولقيت سوء الحاضر وواجهت شقاء المال.. وما كان ذلك ليجري إلا في غياب المحبة والمودة والسلام.. ليتهم يتذكرون.. ان البشر جميعا اخوة ابوهم آدم وحواء أمهم. ولنبتهل الي الله ان تكون ذكري الهجرة النبوية الشريفة ومعها ذكري الميلاد المجيد للسيد المسيح.. فاتحة خير.. وبشير خير للبشرية المعذبة المصدومة. المزيد فى أقلام وآراء