أكد مسؤولون باكستانيون الاثنين أن بلادهم لن تسمح لأى بلد باجراء عمليات عسكرية على أراضيها، رافضين ما جاء في تقرير صحفي من أن الولاياتالمتحدة تبحث التصريح لقواتها بالعمل في باكستان. ورفض المتحدث العسكري الميجر جنرال وحيد أرشد التقرير ووصفه بأنه لا أساس له من الصحة وقال ان العمليات العسكرية الامريكية غير مسموح بها سواء كانت علنية أم سرية. يأتى ذلك ردا على الأنباء التى افادت ان الحكومة الأمريكية تبحث توسيع سلطات جهاز المخابرات (سي.اي.ايه) والجيش لتمكينهما من القيام بعمليات سرية أكبر بكثير في باكستان ، وأن المسؤولين الأمريكيين الذين يدرسون الخطة مهتمون بتقارير للمخابرات تشير الى أن مقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان أكثر عزما على زعزعة الاستقرار في باكستان. وفى السياق ذاته ، أشار محمد صديق المتحدث باسم وزارة الخارجية الى "ان موقف باكستان في الحرب على الارهاب كان واضحا جدا... وهو أن أي عمل على التراب الباكستاني لن تقوم به الا القوات الباكستانية وأجهزة الامن الباكستانية." وأضاف "لن يسمح لاي بلد اخر بتنفيذ عمليات في باكستان ، وهذه الرسالة نقلت الى أعلى مستوى." تجدر الاشارة الى ان الحزام القبلي الذي يفتقر للقانون على حدود باكستان مع أفغانستان يعد ملاذا لمقاتلى القاعدة وطالبان الذين فروا من أفغانستان عندما أطاحت القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة بحركة طالبان بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولاياتالمتحدة. وتقاتل قوات الأمن الباكستانية المتشددين منذ ذلك الحين لكن تحالفها مع الولاياتالمتحدة يثير استياء كثير من الباكستانيين. مقتل 8 أشخاص فى هجوم لمتشددين من ناحية أخرى ، أعلن الجيش الباكستانى الاثنين مقتل ثمانية أشخاص اثر قيام متشددين على صلة بتنظيم القاعدة في شمال غرب باكستان بمهاجمة مكتبين لحركة لارساء السلام ترعاها الحكومة . ووقعت الهجمات في اقليم وزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان حيث يتمركز زعيم للمتشددين تقول الحكومة الباكستانية انه وراء اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو في 27 ديسمبر كانون الاول. ويعد اقليم وزيرستان الجنوبية واقليم وزيرستان الشمالية المجاور على الحدود الافغانية أيضا معقلين لدعم حركة طالبان الافغانية وتنظيم القاعدة ، وفر العديد من المتشددين الى هناك عندما أطاحت القوات بقيادة الولاياتالمتحدة بحركة طالبان من السلطة في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول. وتكافح الحكومة لفرض سيطرتها على المنطقتين وطرد المتشددين الاجانب وكبح حلفائهم الباكستانيين. وشكلت الحكومة لجانا لتعزيز المحادثات بين قبائل البشتون العرقية في المنطقة وبعضها يساند المتشددين. وجاءت هجمات مساء الاحد بعد يومين من تهديد متحدث باسم المتشددين بشن هجمات على أهداف عسكرية وحكومية للثأر من هجوم حكومي ضد المسلحين في وادي سوات بشمال غرب البلاد. وقال مسؤول بالجيش الاثنين ان مهاجما انتحاريا شن هجوما بسيارة ملغومة عند بوابة معسكر للجيش في سوات مما أسفر عن اصابة ثلاثة جنود. وشنت القوات الحكومية هجوما في وادي سوات بالاقليم الحدودي الشمالي الغربي في نوفمبر تشرين الثاني لطرد المتشددين الذين تسللوا من معاقل على الحدود الافغانية. ويقول الجيش انه قتل أكثر من 300 من المتشددين وألقى القبض على 430 اخرين في العملية. وذكر مسؤول أمني أن متشددين هاجموا معسكرا أمنيا في منطقة قبلية الاحد مما أسفر عن اصابة جنديين. صورة ارشيفية لبنظير بوتو وقالت الحكومة ان زعيما مطلوبا للمتشددين يتمركز في اقليم وزيرستان الجنوبية وهو بيت الله محسود مسؤول عن اغتيال بوتو في هجوم انتحاري بمدينة روالبندي. وفى لندن ، نظمت مجموعة من 50 شخصا الاثنين مظاهرة خارج مقر المفوضية العليا الباكستانية فى لندن للمطالبة باجراء تحقيق دولى تحت اشراف الأممالمتحدة فى وفاة رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو وزعيمة حزب الشعب المعارض. وكان فريق من شرطة اسكتلانديارد البريطانية قد بدأ تحقيقاته الرسمية فى قضية اغتيال بوتو والتى لقيت مصرعها فى 27 ديسمبر الماضى فى هجوم إرهابى بمنطقة لياقت باغ بمدينة روالبندى الباكستانية ولأنه ليس مسموحا للمتظاهرين الاقتراب من مقر المفوضية العليا الباكستانية الواقعة فى منطقة نايتسبريدج أو جسر الفرسان بلندن فكان يتعين عليهم أن يرفعوا أصواتهم حتى يجعلوها مسموعة وقد ردد المتظاهرون عبر مكبرات الصوت "مهما زاد قتلاكم من أمثال بوتو ستظل دائما بوتو تقاتل". وكان أنصار بينظير بوتو قد دعوا إلى المظاهرة قبل وقت قصير منها لكن المظاهرة تضخمت بانضمام آخرين من الطلاب ورجال الأعمال وأنصار زعيم آخر للمعارضة فى باكستان هو نواز شريف وكان العديد منهم يعرفون بوتو شخصيا. وقد أعرب البعض عن شعورهم بالاحباط ورغبتهم فى معرفة من قتل بوتو وألقوا باللوم فى الحادث على الحكومة الباكستانية كما أبدى المتظاهرون غضبهم من تصريح أدلى به الرئيس الباكستانى برفيز مشرف وألقى فيه باللوم على بوتو فى أنها خرجت من السيارة التى كانت بها وقت الحادث فى مدينة روالبندى شمال باكستان وقال سيبجاتول قدرى المحامى فى مجال حقوق الانسان "إنهم لم يحموها والآن يحاولون التغطية على ما فعلوه".