يعاني العالم اجمع من الأدوية المغشوشة التي توجد في كل مكان في العالم. وهي تتراوح بين الخليط من المواد السامة والضارة وبين التركيبات غير الفعالة والاسوأ من ذلك ان بعضها يحتوي على مكون معلن وفعال ويبدو مماثلاً للمنتج الأصلي إلى الحد الذي يخدع المهنيين الصحيين والمرضى. والى الان مازال مصدر الدواء المزيف مجهولاً على المستوى العالمي ومحتواه لا يمكن الوثوق فيه. فالثابت انها تجارة غير مشروعة. ويمكن أن تتسبب في فشل العلاج أو الوفاة أيضاً.ويجب العمل على القضاء عليها ولن يكون ذلك الا بتكاتف الجهود. ومن هنا جاءت الفكرة التي عملت عليها ونفذتها شركة سانوفي مصر للادوية بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية والسفارة الفرنسية بالقاهرة لمكافحة الغش الدوائي تحت شعار " نحارب الغش ونشكل المستقبل ". واعلنت الشركة عن اطلاق تقنية جديدة للكشف عن سلامة وصحة الادوية في مصر وبدأتها بدواء افار لعلاج الروماتويد ودواء بلافكس لعلاج امراض القلب. مجلس أعلى للصحة وزير الصحة د. احمد عماد يؤكد ان الوزارة تتصدى بكل حزم لأي محاولات غش الدواء وتجرم فاعليها. واضاف ان غش الدواء امر مرفوض بتاتا وأكد على حق المريض المصري في الحصول على الدواء الصحيح بدون اي غش في تصنيعه او تهريبه. أعلن الدكتور أحمد عماد وزير الصحة والسكان أن الوزارة بصدد تطبيق نظام "الباركود" علي جميع الأدوية في جميع محافظات الجمهورية والتي تعتبر نقلة نوعية علي طريق مكافحة غش الأدوية. وأكد وزير الصحة أن الدولة تولي ملف الدواء أهمية قصوي وأن الباركود سيشكل نقلة نوعية في مكافحة غش الدواء حيث سيتمكن كل مستهلك من التأكد من سلامة الدواء قبل تناوله. وأضاف عماد ان الوزارة بصدد انشاء المجلس الأعلي للصحة والذي سيكون علي رأس المهام الموكلة إليه ضبط سوق الدواء في مصر ومكافحة غشه وذلك بالتعاون مع جهات من الداخلية والقضاء. وأوضح ان من المقرر أن يقوم المجلس بمراقبة الاعلانات عن الادوية في الفضائيات بالاشتراك مع جهاز حماية المستهلك ومندوب من وزارة العدل. وطالب الوزير بتعميم تلك الفكرة على كل الادوية في مصر بمعاونة جهاز الرقابة الدوائية واجهزة وزارة العدل لضمان وصول الدواء السليم الى المريض المصري. ملايين يموتون بسبب غش الدواء وأكد اندريه بارونت السفير الفرنسي في كلمته بالمؤتمر الصحفي، أن التلاعب بالأدوية وغشها يسبب أضرار خطيرة في كل دول العالم على صحة المواطنين، حيث اكدت الدراسات التي اجرتها منظمة الصحة العالمية ان هناك ملايين يموتون سنويا نتيجة لغش الدواء. وطالب السفير بتجرم تجارة الأدوية المغشوشة، وتوفير الحماية اللازمة للدواء الاصلي، ومنع استخدام الأدوية المغشوشة والمقلدة، لافتا أن شركة سانوفي للأدوية تعمل على مكافحة الدواء المغشوش، وأسست معملا لتحليل الأدوية المغشوشة بالتعاون مع منظمات الدواء، بالإضافة إلى ابتكار تكنولوجيا جديدة وهى طباعة باركود على عبوات الدواء كلها ليتأكد المريض والصيدلى من أمان الدواء وإنه منتج أصلي وليس مغشوشا لضمان صحة المواطن المصري. وأكد السفير على دعم فرنسا لقرارات الحكومة المصرية للقضاء على غش الدواء، لافتا إلى التعاون بين دولة مصر وفرنسا في قطاع الدواء منذ سنوات ووجود تعاون علمى بين البلدين، ويتلقى الأطباءالمصريين تعليمهم في دولة فرنسا ويتم التعاون أيضا في معهد البحوث تيودور بلهارس. وشدد أندريه بارون على اهمية مكافحة التلاعب في مجال غش الدواء وتجريمها وتعزيز حماية الملكية الفكرية، مشيرًا إلى أنه على السلطات المختلفة السعي لذلك من أجل صحة المواطنين. أضاف السفير الفرنسي خلال المؤتمر الصحفي المنعقد الآن بالسفارة الفرنسية عن غش الدواء، أن شركات الدواء في مصر إطلقت اتفاقية حماية السوق من الأدوية المغشوشة في أكتوبر الماضي، مؤكدا على حق المواطن في مصر أن يحصل علي علاج مضمون وغير مشكوك فيه. خدمة مجانية وأوضح الكسى مويرون Alexis Moyrand مدير عام شركة سانوفى مصر في تصريح لأخبار مصر أن هذه التقنية تعتمد على أكتشاف الدواء المغشوش، من خلال طبع أرقام كودية على غلاف الأدوية بأستخدام جهاز متطور مخصص لذلك وعند اتمام عملية الشراء من الصيدلية يقوم المواطن بخدش الرقم الكودي وارساله من خلال رسالة هاتفية مقدمة مجانية من الشركة الى رقم 4438 لتصل رسالة تؤكد حالة المستحضر الطبى ومدى صلاحيته وما إذا كان مغشوش أم أصلى كما سيتمكن المريض من الأتصال بالخط الساخن للمتصل لمزيد من المعلومات. وأكد مويرون ان كل ذلك بدون أي تكلفة على المريض بل ان كل الاتصالات مدفوعة بالكامل مقدما من الشركة. وأن اليوم الشركة تحتفل بتدشين تلك التقنية الحديثة التى سيترتب على إستخدامها تحقيق طفرة كبيرة فى مجال مكافحة غش الدواء فى مصر. و تحقيقا لهذه الغاية، وضعت سانوفي هياكل مكرسة لمحاربة الغش الدوائى. وقد تم تفعيل هذة التقنية بشكل مبدئى على عقاري Plavix لعلاج امراض القلب و Avara لعلاج الروماتويد. مضيفا انه سوف يتم اضافة ادوية اخرى بحلول عام 2016. وأوضح ان التركيز يكون على الادوية التي تعالج الامراض الخطرة كونها الاكثر في مجال غش الدواء والتقليد والتي تؤثر الغش فيها بشكل سلبي على صحة المريض وحياته. وأكد مويرون على إستمرار التعاون المشترك مع جميع قطاعات وزارة الصحة و السكان في شتى المجالات وخاصة في دعم هذه المبادرة لمكافحة الغش والتزيف الدوائى نظرا لأن الهدف الرئيسى لشركة سانوفى هو التأكد من حصول المرضى على رعاية جيدة ودواء أصلى. وأكد ان مشكلة الأدوية المغشوشة ليست جديدة من نوعها ولكنها تشكل اتجاها إجراميا عالميا متزايدا يهدد حياة المريض. وتخضع المنتجات الدوائية على مستوى العالم الى ضوابط صارمة لضمان جودتها وسلامة فاعلياتها في اداء الغرض المخصص لها فيجب ان تكون جميع الأدوية في الاسواق حاصلة على حق تسويق من هيئة تنظيمية بحيث يضمن حق التسويق هذا سلامة المنتج وجودته وفاعليته. غير ان الأدوية المزورة لا تحترم هذه المتطلبات اذ يتم تقليدها وانتاجها ولا تخضع لضوابط من قبل السلطات الصحية او أخصائيي الصحة فبالتالي لا توجد اي ضمانات لجودتها وفاعليتها. ويمكن للادوية المغشوشة ان تكون غير فعالة او سامة والادوية الغير فعالة لا ينتج عنها ما يمنع المرض او يعالجه بينما الأدوية السامة يمكن ان تسبب ضررا فسيولوجيا. وأوضح انه وفقا للتعريف الصادر عن البرلمان الاوروبي ومجلس أوروبا في 8 يونيو 2011 فان الدواء المغشوش هو الذي يوجد عليه بيانات زائفة في تعبئته او اسمه او تركيبته في مجملها او نسب اي من مكوناته. وكذا هو الدواء الذي الذي عليه أية بيانات زائفة تتعلق بجهة تصنيعه او الدولة المصنعة او بلد المنشأ او مالك حق التسويق او السجلات والوثائق التي يستخدمها الموزع. واضاف ان الدواء المغشوش هو الذي يكون بدون مادة فعالة او ان تكون المادة الفعالة بتركيز خاطئ او مخالفة للمنتج الأصلي او ان يكون المنتج يحتوي على شوائب او مواد سامة. واضاف المدير العام لشركة سانوفي مصر ان من اهم أولويات الشركة هو اتاحة الرعاية الصحية والادوية التي تتسم بالجودة. واضاف ان الشركة منذ سنوات تلعب دورا نشطا في مكافحة غش الدواء مع كافة الأطراف المعنية لحماية المرضى من خطر الدواء المغشوش. 30 مليار جنيه حجم صناعة الدواء وواوضح اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك أن حجم صناعة الدواء في مصر يبلغ 30 مليار جنيه، موضحا ان تعميم تطبيق نظام الباركود علي جميع الأدوية يحتاج لتكاتف عدة جهات حتي يتم احكام السيطرة علي الاسواق وضمان تحقيق الهدف منه. وأضاف في تصريح خاص لمحررة أخبار مصر انه يجري حاليا العمل بنظام تصدقيق المصادقة على المنتجات بالتعاون مع وزارة الانتاج الحربي ليس فقط على الادوية لكن على الكثير من المنتجات وكل ذلك بهدف حماية المستهلك المصري. الغش في الدواء 10% ومن جهته أكد الدكتور طارق سلمان مساعد الوزير لشئون الصيدلة على مع ان نسبة الغش في الادوية بمصر تتراوح بين 8 الى 10% الا انه يجب العمل نهائيا على القضاء عليها حفاظا على صحة وحياة المواطن المصري. وأوضح ان التعاون مع سانوفي في مجال مكافحة غش الدواء بدأ منذ 2014 وهي فكرة ممتازة لوضع حدا لمشكلة غش الادوية وأضاف ان هناك شركتان اخريتان بدأتا في وضع الباركود على علب الدواء.