تحت هذا العنوان ذكرت الصحيفة ان سعر البترول الذي وصل عام 2002 الي 20 دولار اصبح اليوم 100 دولار اي تضاعف خمس مرات خلال خمس سنوات في سابقة لم يتوقعها الخبراء من قبل. ولكن ما هو سبب هذه الزيادة التي من المتوقع ان تستمر لفترة طويلة. ويري الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للبترول ان السعر الحالي لبرميل البترول ليس مرتفعا بالضرورة اخذا في الاعتبار الطلب المتزايد عليه وارتفاع تكلفة الاستخراج. ومن المتوقع ان يزداد استهلاك البترول عام 2008 -في حالة عدم وجود تباطؤ في الاقتصاديات- وخاصة من جانب دول مثل الصين والهند ودول الخليج والولاياتالمتحدة، فالصين وحدها تستهلك 10% من الانتاج العالمي اما الولاياتالمتحدة فتستهلك ربع الانتاج العالمي. بالاضافة لهذا لم يتم حتي الان اكتشاف بدائل للبترول . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي المستجدات التي ادت الي ارتفاع سعر البترول بطريقة غير مبررة؟ منذ ازمة البورصة التي وقعت فى الولاياتالمتحدة تحول اصحاب المال من الاستثمارات التقليدية الى الاستثمار فى المواد الاولية ومع تدهور سعر الدولار استطاع من يمتلك عملات اجنبية اخري شراء هذه المواد بسعر جيد. ويري مدير شركة "توتال" ان احتياطي البترول يكفي للوفاء بالطلب العالمي الا ان القدرة الانتاجية هي التي تعجز عن مسايرة الطلب. لقد تمكنت اكبر خمس شركات بترول فى العالم وهى : اكسون، شل، بي بي، توتال، شيفرون ان تحقق ارباح وصلت الي 20 مليار دولار في اخر عام 2007 مما يسمح لها بتسديد ارباح مساهميها. الا ان عليها ايضا ان تتولي تمويل مشروعات جديدة ومكلفة خاصة مع ازدياد صعوبات استخراج البترول والتحديات التكنولوجية وارتفاع اسعار المعدات وندرة الايدي العاملة المدربة. وعلي الرغم من ان هذا الوضع يمثل كارثة الا ان بعض المدافعين عن البيئة يرون فيه عاملا ايجابيا يدفع العالم الي خفض استهلاكه من الطاقة وبالتالي خفض التلوث البيئي كما انه يجعل مصادر الطاقة المتجددة(مثل الطاقة الشمسية والرياح) اكثر تنافسية. وتساءلت الصحيفة اذا ما كان الوضع الحالي يمثل صدمة بترولية ثالثة عقب صدمتي عام 1973(ابان الحرب بين مصر واسرائيل) وصدمة عام 1979 (عقب الثورة الاسلامية في ايران). ان سعر البترول الخام قد تضاعف بنسبة 57% عام 2007 . ومقارنة بالسبعينات فان المعطيات الافتصادية قد تغيرت ان العالم اليوم لا يشهد ازمة انتاج او ندرة فى موارد البترول كما كان الحال من قبل ولكن بالاحري طلب متزايد من جانب الصينيين والهنود والامريكان علي البترول الخام وهو الامر الذي يمثل دليلا علي تعافي الاقتصاد العالمي ولكنه ادي في نفس الوقت الي خلق توتر في الاسواق وارتفاع سعر البترول. واختتمت الصحيفة المقال بقولها ان اقتصاديات الدول المتقدمة لم تعد تعتمد كليا علي الذهب الاسود كما كان الحال في السبعينيات من القرن الماضي، كما انها نجحت في السيطرة علي التضخم ولكن الي متي سوف يستمر هذا الوضع؟ ان مؤشرات الاسعار الاخيرة التي تم الاعلان عنها في بداية العام الحالي اشارت الي تزايد نسبة التضخم ففي اسبانيا علي سبيل المثال وصلت نسبة التضخم اواخر العام الماضي الي 4،3 % وفي المانيا وصل التضخم عام 2007 الي 2،2%فى المتوسط مسجلا اعلي نسبة منذ عام 1993.