ساعات قليلة وتحسم نتائج الماراثون الإنتخابى الرئاسي صوب قصر الإليزيه وهو الماراثون الذى يخوضه الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى والمرشح الإشتراكى فرانسوا هولاند , فى ظل عدم وضوح وشبه غياب بشأن السياسة الخارجية الفرنسية خاصة تجاه منطقة الشرق الأوسط التى تذخر بالملفات والقضايا الشائكة والملحة. وغابت السياسة الخارجية عن المهرجانات الإنتخابية للمرشحين الرئاسيين الاثنين,إلا من خلال بعض التصريحات لكل منهما فى أحاديث صحفية وإعلامية..فبالنسبة لساركوزى فإن سياسته الخارجية واضحة وقد يواصلها فى حالة فوزه فى الانتخابات ولكن تبدو سياسة هولاند بالنسبة للعلاقات الخارجية غير واضحة المعالم حتى الآن إلا بالنسبة للقارة الأوروبية. ويرجع المحللون الفرنسيون عدم تطرق الإشتراكى خلال حملته الانتخابية إلى القضايا الخارجية إلى انه كان يقصد ذلك تارة , وتارة أخرى إلى عدم تمكنه لقلة خبرته, وبالتالى فإنه تفادى الخوض فيها خلال الحملة..ولكنهم يتوقعون فى الوقت نفسه ألا تتغير السياسة الدولية لفرنسا كثيرا إذا ما فاز الاشتراكى. وحرص هولاند على التركيز على الملف الخارجى على مدار مشواره نحو القصر الرئاسى على الأزمة الأوروبية المالية وخاصة فى منطقة اليورو وإعادة التفاوض بشأن معاهدة الإنضابط المالى الأوروبية إلى جانب سحب القوات الفرنسية العاملة فى أفغانستان إلى جانب الوضع في منطقة الساحل وهو ما ظهر جليا فى مناظرته المتلفزة الأربعاء الماضى مع منافسه ساركوزى من منظور الحرص على الرهائن الفرنسيين. وحول القضايا الرئيسية فى الشرق الأوسط ومن بينها المسألة النووية في إيران, وسوريا, والعلاقات مع العالم العربي, والدفاع عن الحقوق الأساسية, والصلات مع الولاياتالمتحدة..والتحديات التى تشكلها الصين, والعلاقات مع الإقتصاديات الناشئة الأخرى بالاضافة إلى العلاقات مع موسكو..فتطرق المرشح الاشتراكى الفرنسي فرانسوا هولاند الأوفر حظا بحسب الاستطلاعات بتصريحات مقتضبة خالية من التفاصيل. أما بالنسبة الى السياسة الفرنسية تجاه سوريا, فان هولاند سيكمل على الأرجح سياسة ساركوزي , وقد يكون اكثر تشددا من ساركوزي حيالها..حيث استخدم فى حملته الانتخابية كلمات شديدة اللهجة بالنسبة الى وضع سوريا الى حد قوله انه لا يمانع بمشاركة فرنسا في عمل عسكري ضد النظام السوري, ويشكل الموضوع السوري احد اولويات مواضيع السياسة الخارجية. وفيما يتعلق باسرائيل , فمن الناحية التاريخية كان الاشتراكيون ولا يزالون قريبين من اسرائيل, ويهتمون بأمنها ومصالحها..فقد أكد فرانسوا هولاند منذ أيام قليل انه يعتزم زيارة إسرائيل فى حال فوزه بالجولة الثانية من الاستحقاق الرئاسي. وقال هولاند فى حديث لأحد المواقع الالكترونية اليهودية "تريبون جويف انفو" أن زيارة إسرائيل على جدول أعماله..مذكرا بانه يرغب فى الوصول إلى "السلام بين اسرائيل والفلسطينيين" على أساس إقامة دولتين جارتين تتمتعان بالسيادة وتحترم كل واحدة منها شرعية الاخرى. وأعرب هولاند عن إعتراضه على مسألة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية..مشيرا إلى أن هذه المقاطعة "غير عادلة ولا تصب فى صالح قضية السلام". وتبقى القضية الفلسطينية والصراع مع اسرائيل الملف الحاضر فى كافة السياسات الدولية..حيث أكد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى خلال الماراثون الانتخابي أنه يعتزم فى حال فوزه فى الانتخابات - التوجه بعد أيام من إعلان نتائج الانتخابات إلى الاراضى الفلسطينية وإسرائيل. وقال ساركوزى انه يحرص على تتخذ فرنسا زمام المبادرة "لكى يصبح عام 2012 عاما للسلام فى الشرق الأوسط وخاصة بين الفلسطينيين واسرائيل". وأعرب الرئيس الفرنسى عن آسفه "لأن أوروبا لم تعد أكثر استعدادا لمحاولة ايجاد حل للصراع الفلسطينى-الاسرائيلى"..مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية أيضا على الأبواب "والتى أتمنى أن يحقق الرئيس الأمريكى باراك أوباما فوزا فيها لولاية أخرى" وبالتالى فان واشنطن لن تتخذ مبادرة أو تحرك فى الشرق الأوسط قبل نهاية هذه الانتخابات. وشدد ساركوزى على أن الصراع فى الشرق الأوسط "استمر أكثر من اللازم"..مشيرا إلى ضرورة العمل على إقناع الطرفين (الفلسطينى والاسرائيلى) باستئناف المحادثات و"الاتفاق على إقامة السلام". وقال الرئيس الفرنسى "إذا كان هناك شعب فى العالم يتعين عليه أن يتفهم تطلعات الفلسطينيين للحصول على دولتهم فانه سيكون الشعب الاسرائيلى إذ أن الشعب اليهودي طالما انتظر إقامة دولته وبالتالى فإنه من الممكن أن يتفهم تطلعات الشعب الفلسطينى "..مشيرا إلى أن الشعبين يعيشان جنبا إلى جنب منذ قرون من الزمان. وذكر ساركوزى أن "محرقة اليهود وإبادتهم تمت إبان الحرب العالمية الثانية فى أوروبا وليس بالشرق الأوسط".