حذرت دراسة حديثة من ان حرق جميع ودائع العالم من الفحم والنفط والغاز الطبيعي من شأنه أن يرفع درجة حرارة الارض و جعلها كافية لإذابة الغطاء الجليدي كله الذى يغطي القارة القطبية الجنوبية، مما سيرفع مستوى سطح البحر لاعلى بكثير من 160 قدم، ويغرق الكثير من المناطق بالعالم . ففي مفاجأة كبرى للعلماء، وجدوا أن نصف هذا الذوبان قد يحدث في اقل من ألف سنة، مما سيتسبب في ارتفاع مناسيب المحيطات ، بما يقرب من 10 أضعاف المعدل الذي يرتفع به الآن. ومن المؤكد ان سير الامور بهذه الوتيرة يضع المجتمع البشري فى حالة من الفوضى، مما يؤدى الى التراجع السريع بعيدا عن المدن الساحلية في العالم. حيث قد يتجاوز الارتفاع الكلي للمياه البحر 200 قدم. " ريكاردا فينكلمان Ricarda Winkelmann "، وهى باحثة في معهد بوتسدام لبحوث التأثيرات المناخية في ألمانيا ، والمؤلف الرئيسي لورقة البحث التى نشرت الجمعة في مجلة العلوم المتقدمة the journal Science Advances .. تقول " إذا احرقنا كل شيء، فاننا سنذيب كل هذا الجليد ". و ارتفاع مستوى سطح البحر اكثر من 200 قدم من شأنه أن يضع تقريبا كل من ولاية فلوريدا، والكثير من لويزيانا وتكساس، وكل الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وأجزاء كبيرة من بريطانيا والكثير من الدول الأوروبية، وأجزاء كبيرة من آسيا الساحلية تحت الماء. . و هناك مدن كثيرة ستفقد ، مثل ميامي ونيو أورليانز، وهيوستن، واشنطن، نيويورك، أمستردام، ستوكهولم، لندن وباريس وبرلين والبندقية، بوينس آيرس، بكين، شنغهاي، سيدني وروما وطوكيو. بالطبع ، لا أحد على قيد الحياة اليوم، ولا حتى أحفادهم، سوف يعيش لرؤية مثل هذا الكارثة تتكشف، و لكن الحقيقة ان ذوبان الجليد مستمر .. لذا الدراسة و نتائجها تصب فى اعطاء لمحو انسانية لما يمكن ان تسفر عنه التغيرات الجولوجية و تعطي فكرة عن المخاطر التي ستواجه الأجيال القادمة إذا لم يتم وضع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تحت السيطرة. "كين كالديرا Ken Caldeira "، وهو باحث في معهد كارنيجي للعلوم في ستانفورد، كاليفورنيا، ومؤلف مشارك بالدراسة "نحن لا نؤثر خفية على نظام المناخ ، بل نحن نغيره بمطرقه – لقد فترض علماء المناخ منذ وقت طويل أن الدول ستعترف بمخاطر الاستمرار في حفر وحرق الوقود الأحفوري في العالم. ومع ذلك نقول دائما انه لمدة 30 عاما، كانت الجهود السياسية للحد من حرق الوقود غير فعالة".