جولة مرتقبة للرئيس الأمريكي جورج بوش لدول منطقة الشرق الأوسط ، تعد الأولى من نوعها يزور فيها عدداً من الدول تشمل عددا من دول المنطقة هي السعودية ومصر والأردن والبحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت، إلى جانب إسرائيل وأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية . . هدف الزيارة كما هو معلن من الجانب الأمريكى هو دعم نتائج مؤتمر أنابوليس للسلام، وتقوية العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودول المنطقة والتأكيد على التزام واشنطن بأمن الخليج ومساعدة دوله على محاربة الإرهاب والتطرف . توقعات متباينة حول الزيارة بالرغم من استبعاد مسؤولين أمريكيين فى أن تسفر الجولة عن نتائج ملموسة في تحقيق السلام بالمنطقة ، إلا ان الرئيس بوش أعلن الاسبوع الماضي انه يتطلع قدما للقيام بهذه الجولة متوقعاً أنها ستكون على جانب كبير من الاهمية ،مشيراً أن لديه هدفان احدها دفع عملية السلام الاسرائيلي الفلسطيني قدما وثانيهما مواصلة العمل مع الأصدقاء العرب على المصالحة مع اسرائيل واخيرا التأكيد للشعوب في الشرق الاوسط على تفهم والإلتزام الحثيث حيال الامن في المنطقة 0 فى الجانب الفلسطينى، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الرئيس الاميركي من المفترض أن يتحدث بشكل واضح عن ضرورة إزالة جميع العقبات التي تقف في طريق المفاوضات، وأبرزها مسألة الاستيطان. أما حماس من جانبها فاعتبرت الزيارة هى بمثابة جهد يأتى فى الوقت الضائع.. مؤكدة أن زيارة بوش للمنطقة لن تجلب سوى مزيد من المزيد من الانتكاسات والمزيد من الاخطار على الوضع الداخلى الفلسطيني، وذلك حسب تصريحات فوزى برهوم الناطق باسم الحركة . وقالت حماس ان زيارة بوش تهدف الى تعزيز الدعم لاسرائيل واحتلالها للاراضى الفلسطينية. على الجانب الاسرائيلى وطبقا لما ذكرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية على موقعها الإلكترونى أن رئيس الوزراء ايهود اولمرت والمسؤولين فى حكومته قد أكدوا على ان الولاياتالمتحدة ستساهم بفاعلية فى عملية السلام خلال الفترة المتبقية من ولاية الرئيس بوش وانها سوف تستخدم كل إمكانياتها للمساعدة فى الإعداد لإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل. وكان الرئيس بوش قد تعهد للاسرائيليين والفلسطينيين بان يفعل كل ما بوسعه وطوال فترته الرئاسية المتبقية لمساعدتهم . ويرى المراقبون أنه رغم ما تحمله زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى الأراضي الفلسطينية من إمكانية تحقيق بعض الانفراج السياسي في عملية التسوية المتجمدة، إلا أن المؤشرات وتطورات الأحداث في الولاياتالمتحدة والساحة الداخلية الإسرائيلية، تشير إلى ان كل ما يتعلق بالتسوية على المسار الفلسطيني الإسرائيلي متوقف باستثناء التعاون الأمني بين الجانبين وذلك استجابة لطلب إدارة بوش الذي يقترب من توديع منصبه. ويتوقع المرا قبون من خلال المؤشرات الأولية ان الجانب الإسرائيلي سوف يسعى للحصول على المزيد من الدعم لسياساته وخططه وبرامجه، في حين أن الجانب الفلسطيني سوف يركز على جملة من المطالب المكررة مثل وقف الاستيطان والعدوان، ورفع الحواجز وإطلاق سراح الأسرى، وتفعيل عمل اللجنة الثلاثية (الأمريكية الفلسطينية الإسرائيلية ) لمراقبة تطبيق خطة خارطة الطريق . من ناحيتها انتقدت سوريا بشدة الزيارة التي ينوى الرئيس الاميركي جورج بوش القيام بها الى المنطقة ، فاشارت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحيتها الى نفاد صبر الشعب العربي من سياسة الادارة الاميركية في المنطقة ،مؤكدة أن زيارة الرئيس الاميركي لن تستطيع أن تقدم شيئا للمنطقة بعد الخراب الذي أحدثته السياسة الأمريکية والاسرائيلية . الرئيس بشار الاسد كان قد عبر عن شكه خلال لقاء مع صحيفة «داي بريس» النمساوية بنتائج جولة بوش لأنها تأتي في السنة الاخيرة من رئاسته. ويرى المراقبون أنه بالرغم من تباين التوقعات حول النتائج التى يمكن أن تسفر عن هذه الجولة ، إلا أنها تكتسب أهمية خاصة لعدة أسباب هى : - هي المرة الاولى التي يقوم بها بوش منذ توليه الرئاسة 2001 بزيارة لكل من : اسرائيل، الضفة الغربية، المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربية. والاولى أيضاً لرئيس أمريكي إلى أسرائيل منذ الزيارة التي قام بها كلينتون في ديسمبر 1998. ويذكر أن بوش لم يزر إسرائيل أو الأراضي الفلسطيني إلا مرة واحدة في 1998 عندما كان حاكما لولاية تكساس. -جاء الإعلان عن هذه الزيارة، بعد اسبوع واحد من اجتماع انابوليس.وكان رئيس الوزراء الاسرائيلى ايهود أولمرت وعباس اتفقا فى مؤتمر عقد فى أنابوليس بولاية ماريلاند الامريكية فى نوفمبرعلى محاولة التوصل لاتفاق بشأن اقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء فترة ولاية بوش فى بداية عام 2009 . - توقيت الجولة حيث تاتى وسط اجواء سياسية تتسم بالتوتر، فبعد ان تعهد المجتمع الدولي في اجتماع بباريس الاسبوع الماضي بتقديم مليارات الجنيهات الاسترلينية كمساعدة للضفة الغربية على مدى السنوات الثلاث المقبلة، شنت القوات الاسرائيلية هجمات على اهداف معينة في غزة ردا على هجمات صاروخية فلسطينية. -بالنسبة لمصر يرى المراقبون أن زيارة بوش المرتقبة لمصر تكتسب اهمية خاصة من بين كل الدول التى سيزورها نظرا للرؤية المختلفة بين البلدين تجاه بعض القضايا مثل الاتهامات التى يرددها بعض اعضاء الكونجرس لمصر واسرائيل بأنها لم تتخذ الخطوات الكافية لمنع تهريب الاسلحة والذخائر من سيناء إلى قطاع غزة الذى تسيطر عليها حركة حماس. مما أوجد بعض التداعيات مثل اتخاذ مجلس النواب الامريكى اجراء ضد مصر تمثل فى حجز مبلغ 100 مليون دولار من اجمالى المساعدات العسكرية المخصصة لمصر خلال العام القادم وقدرها 1300 مليون دولار وربط الإفراج عن هذا المبلغ بتحقيق مصر تقدما فى مجالات حقوق الانسان . - يرى مراقبون أن جولة الرئيس بوش فى عدد من دول الشرق الاوسط يمكن ان تدعم مرحلة ترسيخ النفوذ من خلال التحالفات الاستراتيجية طويلة الأمد مع بعض نظم المنطقة حيث أكدت الولاياتالمتحدة وحكومة نور المالكى فى العراق عزمهما على ابرام شراكة طويلة الامد. ويدلل اصحاب هذا الرأى على صحة هذا التوجه باستقبال الولاياتالمتحدة للمؤتمر الدولى للسلام فى الشرق الاوسط الذى عقد يوم 28 نوفمبر الماضى بمدينة "أنابوليس" ويصفوا الخطوتان بانهما يستهدفان تحقيق مكاسب عديدة للسياسة الامريكية فى الشرق الاوسط من بينها حصار ايران وتحجيم حلفائها الاستراتيجيين فى المنطقة من خلال العمل على تحقيق تقدم أمنى داخل العراق وتدعيم قدرة حكومة نورالمالكى على فرض الامن والاستقرار. وتسريع مفاوضات الحل النهائى بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. -تأتى الزيارة كرد على اتهام بوش حتى من قبل بعض حلفائه بإهمال هذا النزاع لتركيز إهتمامه على العراق وبخدمة المصالح الاسرائيلية فقط . -الزيارة تبرهن على ان الحل الدبلوماسي للمشكلات العالقة هو الأفضل والأصلح للجميع، ويؤدى بدول المنطقة إلى الاستقرار والأمان . -التشابه بين زيارة بوش في العام الاخير من ولايته ومحاولات الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون انجاز اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين في الساعات الأخيرة من عهده حينما استخدم الوقت كعامل ضغط على الطرفين مما أدى الى رفضهما وبالتالى لم تنجح المفاوضات بينهما فى ذلك الوقت . -سعى بوش وبذل من جهود من اجل إنقاذ صورة حزبه الجمهوري المنخرط في سباق الحملة الانتخابية للرئاسة من خلال الاعتماد على أوراق سياسية خارج حدود الولايات المتحدة