قال مصدر عسكري بولندي ان هناك بصمات بريطانية وراء ايقاف ايران لدعمها الى المليشيات الشيعية في جنوب العراق فيما قال قيادي في مليشيا جيش المهدي ان الحملة اليومية المتصاعدة ضد عناصر الجيش من قبل اجهزة وزارة الداخلية العراقية موجهة من تنظيم المجلس الاسلامي صاحب النفوذ في تلك الاجهزة والمقرب من ايران، واتهم ايران بالتهرب من مسؤوليتها في حماية انصار رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر.? وابلغ مصدر في القوات البولندية صحيفة “زيدنيك” الصادرة في وارسو العاصمة البولدنية بأن جهودا بريطانية مبكرة مع ايران تضمنت وعودا بالتزام قرار الانسحاب من مناطق الجنوب العراقي في غضون الاشهر الثلاثة الاولى من العام الجديد تقف وراء الانقلاب على المليشيات الشيعية غير الحكومية في البصرة ومحافظات الجنوب العراقي، واكد المصدر “لقد باركنا تلك الاتصالات التي جرت في خلال الاشهر الستة الماضية، بل وقمنا بتقديم افكار للجانب البريطاني عن تطييب خواطر الايرانيين وكسب ثقتهم، وقد حصلنا على مؤشرات حول توقف تدفق الاسلحة عبر الحدود الايرانية الى المتمردين الشيعة”.? واشار المصدر العسكري البولندي الى المفاوضات الامريكيةالايرانية حول متطلبات الامن في العراق ساعدت الى حد كبير، بالاضافة الى الجهود البريطانية، في تشجيع ايران على ايقاف دعمها للمليشيات الشيعية واضاف “كان رأينا ان التسليح الايراني لمليشيات جيش المهدي وبعض الجماعات الشيعية في البصرة والديوانية والعمارة ادى الى نشوب حرب بين الشيعة انفسهم، وكان هذا مضمون تحذيراتنا الى طهران بوجوب وقف تدفق الاسلحة الى المتمردين”. يذكر ان ميليشيات جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر شنت في نوفمبر الماضي هجمات صاروخية على معسكر للجيش العراقي في جنوب العراق تديره القوات الأمريكية والبولندية، واعلن متمردون شيعة ان هذا الهجوم جاء ردا على تعذيب محتجزين من انصار الصدر على يد قوات بولندية، وقالوا “ إنّ بولونيا تحالفت مع الشيطان من أجل قتل العراقيين”.وكان السفير البولوني”البولندي” إدوارد بيتريشك قد أصيب في هجوم انتحاري استهدف قافلته مطلع الشهر الماضي وبعدها بخمسة أيام استهدفت السفارة البولونية في انفجار سيارة مفخّخة قتل خلاله شخصان.?الى ذلك اتهم الشيخ احمد الحسيني اليماني قائد مليشيات جيش المهدي في البصرة تنظيم المجلس الاسلامي الذي يتزعمه رئيس الكتلة الشيعية في مجلس النواب العراقي عبدالعزيز الحكيم بشن حملة انتقامية منظمة ضد اعضاء وانصار جيش المهدي “برغم ان الجيش اوقف نشاطه العسكري بأمر من السيد مقتدى الصدر” واضاف “اننا انتظرنا من طهران تدخلا لوقف هذه الحملة، لكننا لا حظنا ترحيبا بها من هناك”.? ونقل موقع التيار الصدري على شبكة الانترنيت عن اليماني قوله “وقعنا مع مجلس الحكيم اتفاق هدنة برعاية ايرانية كريمة لكن حين خرقوا اتفاق الهدنة لم تتدخل ايران لتحمل مسؤوليتها في حماية ابنائنا وانصارنا” واضاف “ان حملة مداهمات واعتقالات واسعة شهدتها مدينة البصرة اسفرت عن اعتقال 25 عنصرا من جيش المهدي”?وامس جدد قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال باتريوس القول ان ايران التزمت على ما يبدو بالوعود المؤكدة التي كانت قد قطعتها للمسؤولين العراقيين والامريكيين في الخريف الماضي بعدم مساعدة المتطرفين في العراق. وقال لصحيفة نيويورك تايمز ان المسؤولين الامريكيين لمسوا تراجعا ايضا في مستوى الاسلحة والاموال التي تقدمها ايران للمتمردين في العراق واضاف: نستطيع التأكيد ان القيادة الايرانية التزمت فعلا بتعهدها لوقف تمويل وتدريب مجموعات المليشيات الخاصة والامتناع عن امدادها بالسلاح، ولقد ظهر هذا واضحا من خلال تناقص عدد الهجمات التي يتم فيها استخدام الاسلحة الايرانية.? غيران الصحيفة تضيف القول ان بعض المحللين السياسيين يرون ان هناك احتمالاً بأن تكون الاسلحة الايرانية قد دخلت العراق دون موافقة حكومة طهران، وتقول: على الرغم من ان جهود ايران واعدة في هذا المجال، فلا يزال المسؤولون العسكريون الامريكيون يلتزمون الحذر، ولو جزئيا، بسبب بعض الحوادث المعاكسة على الارض? على صعيد ذي صلة نقلت قناة “العراقية” التلفزيونية الحكومية امس عن جمال بياتي ممثل وزارة الكهرباء الإيرانية قوله خلال لقائه محافظ كربلاء “ إن إيران مستعدة لتوفير الطاقة الكهربائية للعراق من خلال عدة مشاريع منها مشروع تمويل الطاقة الكهربائية عن طريق محافظة البصرة والذي سينتهي انجازه خلال الفترة القادمة” مضيفا أن هناك مشروع إنشاء محطة توليدية تعمل بالوقود وبقدرة 180 ميكاواط خاصة بمحافظتي كربلاء والنجف وتتبعها محطتان تحويليتان في تلك المحافظتين.? وأشار بياتي “نحن بحاجة إلى إكمال التعهدات التي أطلقها الجانب العراقي كتحديد الأرض المخصصة للمشروع وإيصال الخدمات الأساسية التي يتطلبها العمل”، وبين أن إيران مستعدة للدخول في التنافس مع الشركات العالمية الأخرى لإنجاز مشروع المحطة الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية في ناحية الخيرات. مشيرا إلى أن صادرات إيران من الطاقة إلى دول الجوار وصلت إلى (5000) ميكاواط.?من جانبه دعا محافظ كربلاء عقيل الخزعلي الحكومة الإيرانية إلى استغلال التحسن السياسي والأمني لتفعيل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال الفترات السابقة لإنجاز المشاريع الخدمية المختلفة.