حدد الرئيس السوري بشار الأسد يوم 26 فبراير الجاري موعدا للاستفتاء على مشروع الدستور السوري الجديد، وذكرت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس الأسد أصدر مرسوما تشريعيا الأربعاء بتحديد موعد الاستفتاء. وكان الأسد استقبل أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد دستور جديد لسوريا يوم الأحد الماضي وتسلم مشروع الدستور الجديد. ومن أبرز التعديلات التي شهدها الدستور الجديد هى أن النظام السياسي للدولة يقوم على مبدأ التعددية السياسية وتتم ممارسة السلطة ديمقراطيا عبر الاقتراع، وتسهم الأحزاب السياسية المرخصة والتجمعات السياسية الانتخابية في الحياة السياسية الوطنية". وقد حلت هذه المادة محل المادة الثامنة من الدستور الحالي التي تقول إن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة ويقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات جماهير الشعب ووضعها في خدمة أهداف الأمة العربية. كما حدد مشروع الدستور مدة الولاية الرئاسية بسبع سنوات ولولايتين .. مما يعني أن تجديد الولاية سيكون لمرة واحدة فقط في حين حدد الدستور الحالي مدة الولاية بسبع سنوات تاركا عدد مرات تجديدها مفتوحا. وكان نقاش مطول قد دار بين أعضاء اللجنة حول ديانة رئيس الجمهورية .. واستقرت اللجنة على بقاء المادة كما هى في الدستور القديم والتي تنص على أن الإسلام هو دين رئيس الجمهورية. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب بإسقاط نظام الرئيس الأسد, مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى الجرحى بين المدنيين وقوات الأمن, وتلقى السلطات السورية باللائمة في هذا الأمر على ما تصفها ب"الجماعات المسلحة" فيما يتهم المعارضون السلطات بارتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين. وفى سياق متصل،واصلت القوات السورية التابعة للنظام الأربعاء قصفها على مدينة حمص وعلى حي بابا عمرو لليوم الثاني عشر على التوالي، وتصاعدت أعمدة الدخان من بعض مناطق المدينة، فيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن طائرات عسكرية قصفت خط أنابيب نقل النفط في حمص للمرة الثالثة على التوالي. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص هادي العبد الله إن مدينة حمص تتعرض لقصف عنيف من قبل الجيش النظامي المؤيد لبشار الأسد،وأضاف أن الجيش السوري قصف أنبوبا للنفط في حي بابا عمرو وأن سحابة من الدخان الأسود تغطي سماء الحي بالكامل. وقال العبد الله "حاول بعض أهالي المدينة كسر الحصار عن حي بابا عمرو وإدخال بعض الأدوية وبعض المواد الطبية، لكن للأسف لم ينجحوا بذلك، وقد أصيب عدة أشخاص منهم". وعن عدد الجرحى في حي بابا عمرو والذي يتعرض للقصف الشديد في هذه الأثناء، أشار العبد الله إلى أن أكثر من ألف مصاب في الحي وأن جميعهم يفتقرون لمستلزمات العلاج الأولي. كما أوضح العبد الله أن حي بابا عمرو أضحى ثكنة عسكرية مغلقة للجيش السوري وأن القناصة التابعين لقوات الأسد يعتلون أسطح المباني في حارات وأزقة المدينة. في المقابل، أعلن مصدر أمني سوري رسمي لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات حفظ النظام في حي بابا عمرو عثرت على العديد من الأنفاق التي تستخدمها مجموعات إرهابية في تهريب الأسلحة والتنقل من منطقة إلى أخرى لاستهداف المواطنين وقوات حفظ النظام. وأضافت سانا نقلا عن المصدر أن المجموعات المسلحة عمدت إلى تفخيخ وتفجير عدد من المنازل لقتل وترويع المواطنين في حي بابا عمرو وتصوير أن القوات السورية النظامية هي من تعمد إلى فعل ذلك. كما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن حصيلة القتلى فى صفوف السوريين على أيدى قوات الأمن والجيش بلغت الثلاثاء 49 قتيلا فيما انشق عدد من عناصر الأمن الجنائى بمدينة حمص.