واصلت القوات السورية التابعة للنظام اليوم قصفها على مدينة حمص وخصوصا على حي بابا عمرو لليوم الثاني عشر على التوالي، وتصاعدت أعمدة الدخان من بعض مناطق المدينة فيما أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن طائرات عسكرية قصفت خط أنابيب نقل النفط في حمص للمرة الثالثة على التوالي. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية في مدينة حمص هادي العبد الله إن مدينة حمص تتعرض لقصف عنيف من قبل الجيش النظامي المؤيد لبشار الأسد. وأضاف العبد الله أن الجيش السوري قصف أنبوبا للنفط في حي بابا عمرو وأن سحابة من الدخان الأسود تغطي سماء الحي بالكامل. وقال العبد الله "حاول بعض أهالي المدينة كسر الحصار عن حي بابا عمرو وإدخال بعض الأدوية وبعض المواد الطبية، لكن للأسف لم ينجحوا بذلك، وقد أصيب عدة أشخاص منهم". وعن عدد الجرحى في حي بابا عمرو والذي يتعرض للقصف الشديد في هذه الأثناء، أشار العبد الله إلى أن أكثر من ألف مصاب في الحي وأن جميعهم يفتقرون لمستلزمات العلاج الأولي. كما أوضح العبد الله أن حي بابا عمرو أضحى ثكنة عسكرية مغلقة للجيش السوري وأن القناصة التابعين لقوات الأسد يعتلون أسطح المباني في حارات وأزقة المدينة. في المقابل، أعلن مصدر أمني سوري رسمي لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن قوات حفظ النظام في حي بابا عمرو عثرت على العديد من الأنفاق التي تستخدمها مجموعات إرهابية في تهريب الأسلحة والتنقل من منطقة إلى أخرى لاستهداف المواطنين وقوات حفظ النظام. وأضافت سانا نقلا عن المصدر أن المجموعات المسلحة عمدت إلى تفخيخ وتفجير عدد من المنازل لقتل وترويع المواطنين في حي بابا عمرو وتصوير أن القوات السورية النظامية هي من تعمد إلى فعل ذلك. من ناحية أخرى، قال ناشطون معارضون إن قوات النظام السوري شنت هجوما على مدينة حماة فجر اليوم مطلقة نيران مدرعات ومدافع محمولة مضادة للطائرات على أحياء سكنية، مما أوقع قتلى وجرحى. وقالت الهيئة العامة للثوار إن كافة خدمات الاتصالات والإنترنت قطعت عن حماة، كما قالت في بيان لها أن أصوات إطلاق الرصاص والقذائف تسمع بشكل كثيف، وأن الأنباء الأولى تشير إلى سقوط عدد من الجرحى أغلبهم جراء إطلاق الرصاص العشوائي داخل المنازل. إلى ذلك أعلن مصدر أمني سوري أن الجيش النظامي ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر المسلحة التي يستخدمها من وصفهم بالإرهابيين في قتل المدنيين وقوات الجيش في محافظة حماة. وأضاف المصدر الأمني لوكالة سانا أن العملية تمت خلال مطاردة الجيش السوري لفلول المجموعات الإرهابية المسلحة في حمص كما صادرت سيارة محملة بالأسلحة والذخائر. في غضون ذلك، أعلنت مصادر في المجلس الوطني السوري المعارض أن المجلس سيعقد اليوم اجتماعا في الدوحة لاختيار رئيس جديد له أو التمديد لرئيسه الحالي برهان غليون. وقالت عضو المجلس الوطني السوري بسمة قضماني إن عملية الانتخاب ستكون وفق برنامج يقدمه المرشحون وليس على أساس طائفي. يأتي هذا في وقت أعلن فيه دبلوماسيون غربيون أن المجموعة العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وزعت مشروع قرار يدين العنف في سورية، ويتوقع التصويت عليه يوم غد الخميس. وقد أعدت قطر والسعودية مشروع القرار الذي سيطالب في نصه الحكومة السورية بإنهاء هجماتها على المدنيين ويدعم جهود الجامعة العربية لتأمين انتقال ديموقراطي للسلطة في سورية ويوصي بتعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة إلى سورية. من ناحية أخرى، أبلغ الرئيس أوباما نائب الرئيس الصيني شي بينغ أمس الثلاثاء في البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تشعر بخيبة أمل لاستخدام الصين حق النقض الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار يساند خطة عربية تدعو إلى وقف العنف في سورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. يذكر أن دمشق رفضت ما وصفته بأنه ادعاءات مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول وقوع جرائم ضد الإنسانية في سورية. ونقلت وكالة سانا أن وزارة الخارجية السورية أكدت في رسالة إلى المفوضية رفض البلاد بشكل قاطع كل ما ورد في بيانها من ادعاءات جديدة حول سورية. واعتبرت الخارجية السورية أن المفوضة نافي بيلاي تحولت إلى أداة بيد بعض الدول التي تستهدف سورية وتتجاهل الجرائم الإرهابية التي تقترفها المجموعات المسلحة وفق البيان الرسمي. وكانت بيلاي قد قالت في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي إن "طبيعية التجاوزات التي ارتكبتها القوات السورية ومدى هذه التجاوزات يدلان على أن جرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت على الأرجح منذ مارس 2011".