اكتشف باحثون ان خللا في الطريقة التي تزيل بها الخلايا البروتينات التالفة يمكن أن يكون العامل الذي يثير أعراض مرض باركنسونز (الشلل الرعاش) وهو اكتشاف قد يقود الى علاجات جديدة لهذا المرض المستعصي. وركز الفريق الامريكي على عملية تسمى الالتهام الذاتي تقوم فيها الخلايا بهضم الجزيئات التالفة واعادة تدويرها بما في ذلك البروتينات التي تنمو مع تقدم الخلايا في العمر، وهذا النظام يعيد بشكل اساسي تجديد الخلايا لتواصل ممارسة وظيفتها على نحو سليم. واكدت انا ماريا كويرفو عالمة بيولوجيا الخلايا التي قادت الدراسة ان هذه الالية هامة أيضا في الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ حيث يمكن للبروتينات المعتلة أن تقتل الخلايا وتسبب الاعراض الموهنة لمرض باركنسونز مثل الارتجافات. ويمكن أن تؤدي هذه النتائج الى ابتكار عقاقير لمعالجة الاعراض لكن ليس لعلاج المرض الذي يعانيه أكثر من مليون مريض في الولاياتالمتحدة وحدها والذي يتسم بموت خلايا الدماغ التي تفرز الدوبامين. والدوبامين ناقل عصبي أو مادة كيميائية تحمل الرسائل المرتبطة بالحركة. وكانت كويرفو قد أوضحت في السابق كيف أن أشكالا متحورة لاحد البروتينات الذي وجد في نسبة ضئيلة من مرضى باركنسونز حالت دون تحلل المواد ومنعت الخلايا من ازالة البروتينات التالفة. وفي الدراسة التي نشرت في دورية (جورنال أوف كلينيكال انفيستيجيشن) الاربعاء أظهر الفريق كيف أنه في غالبية المرضى يقوم الدوبامين بتغيير البروتينات العادية لتعمل بنفس طريقة البروتينات المتحورة فتثير الارتجافات وأعراضا أخرى. وقالت كويرفو "ما اكتشفناه هو أن الدوبامين يغير هذا البروتين الذي يحاكي التحور بالفعل... ولهذا تظهر نفس الاعراض." وأضافت أن دراسات ربطت أيضا بين مشاكل هذه العملية وبين حالات للتدهور العصبي مثل مرض الزهايمر ومرض هانتينجتونز على الرغم من أن الاليات المحددة التي تسبب العلل في هذه الحالات مختلفة. وذكرت كويرفو أن ابتكار عقار لعلاج التحلل في مرضى باركنسونز سيستغرق سنوات لان الباحثين سيحتاجون الى وقت ليفهموا بشكل كامل كيف تحدث العملية. وقالت "هذا لن يؤدي الى علاج غدا ... الامل هو أن نستطيع في غضون خمسة أعوام مساعدة الشركات في ايجاد عقار قادر على تنشيط هذا النظام""