قصفت القوات اللبنانية مخيماً للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان الخميس بعد ان قتل متشددون ثلاثة من الجنود اللبنانيين . و يشهد مخيم نهر البادر منذ فجر الخميس أعنف قصف مدفعي شهده المخيم منذ بداية العمليات العسكرية بالمخيم في 20 مايو الماضي ويستمر هذا القصف بعد ليلة لم يتوقف فيها سقوط القذائف على كافة محاور المخيم. وذكرت المعلومات الأمنية الواردة من محيط مخيم نهر البارد "الخميس" أن الجيش اللبناني وجه انذارا أخيرا الى المدنيين داخل المخيم القديم باخلائه واستسلام أفراد تنظيم فتح الاسلام قبل بدء العملية العسكرية. وأشارت الى ان التصعيد الميداني بدأ مساء الأربعاء بالقصف المركز من مواقع الجيش على مخابئ المسلحين داخل المخيم القديم حيث دكت المدفعية الثقيلة مواقع محتملة للمسلحين ودمرت كل التحصينات لاسيما الواجهة البحرية والشمالية. وأضافت ان وحدات قتالية تابعة للمغاوير واصلت قضم المواقع الاستراتيجية داخل المخيم القديم بعد تطهير المخيم الجديد واحكام السيطرة عليه. وعزز التوجه نحو الحسم العسكري حديث ممثل منظمة التحرير الفلسطينية عباس زكي الأربعاء على أن تشكيل القوة الأمنية الفلسطينية لحفظ الأمن في المخيم لم يعد واردا بعد اشتداد الخلاف بين الفصائل الفلسطينية على قيادة هذه القوة وطبيعة الدور الهام الذي ستقوم به. وترددت معلومات أمنية مساء الأربعاء عن استسلام نحو 52 عنصرا من فتح الاسلام غير ان أحدا من الجهات أو المصادر المعنية لم يؤكد أو ينفي صحة هذا الأمر. وقالت المعلومات ان حوالى 15 مسلحا من عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة - رفضوا الخروج فيما طلب عناصر فتح الاسلام من المسلحين الذين غادروا ترك سلاحهم لاستعماله في المعارك ضد الجيش الا ان المعلومات الامنية ذكرت ان تدابير معينة اتخذت داخل المخيم لمنع تسرب هذه الاسلحة. وأضافت المعلومات انه تم اخلاء نحو 250 شخصا الأربعاء بينهم اكثر من 70 مسلحا من حركة فتح والجبهة الشعبية في مقدمتهم المسئولان في فتح ابو عماد الوني وأمين سر الحركة في الشمال بلال اصلان والمسئول في الجبهة ابو جابر سمير كوباني وقد توجه هؤلاء سيرا الى مدخل المخيم ونقلوا بسيارات عسكرية الى ثكنات الجيش في طرابلس لخضوعهم الى التحقيق الاولي.