نائب سني: الغزو أوقع البلاد في دوامة العنف بسبب السياسات غير المدروسة تمر اليوم الذكرى السنوية الرابعة للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وحلفاؤهما للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد أن فشلت فرق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل الوصول إلى أي أدلة تؤكد امتلاك العراق لمثل هذه الاسلحة، كما كانت تروج الادارة الأميركية. وفي فجر 20 مارس (آذار) 2003 شنت القوات الأميركية وحلفاؤها هجوما عسكريا واسع النطاق في عملية عسكرية أطلق عليها اسم «حرية العراق»، أسفرت في التاسع من أبريل (نيسان) من نفس العام عن سقوط بغداد وفرار صدام حسين والعثور عليه في ديسمبر (كانون الأول) من ذات العام في مخبأ قرب مسقط رأسه في تكريت في عملية تاريخية للجيش الأميركي أفضت في 30 ديسمبر عام 2006 عن إعدامه بعد محاكمة طويلة في قضية مقتل 148 قرويا من أهالي بلدة الدجيل الشيعية. ونجحت القوات الاميركية في غضون عام في اعتقال جميع أعضاء الحكومة العراقية وأودعتهم السجون، فيما ظل نائب الرئيس عزة إبراهيم متواريا عن الانظار في حين قتلت آخرين أبرزهم نجلي صدام عدي وقصي وحفيده مصطفى في صيف عام 2003. وغرق العراق في دوامة العنف المتصاعد بعد نحو أربعة أشهر من الغزو وفشل الادارة الاميركية في إقامة نظام حكم محلي لتسيير الامور في البلاد بعد حل جميع الاجهزة الحكومية والجيش والشرطة العراقية، وعدم ضبط الحدود مع بلدان الجوار، مما جعل العراق منطلقا للجماعات المتطرفة لتنفيذ أعمال عنف وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص جراء الاغتيالات العشوائية التي طالت جميع شرائح المجتمع من دون استثناء، فضلا عن الانفجارات المدمرة شبه اليومية بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة، إضافة إلى انتشار ظاهرة التهجير القسري الذي طال أكثر من 90 ألف عائلة داخل البلاد ونحو مليونين خارج البلاد. ولم تفلح الحكومات الاربع التي تشكلت في العراق بعد الإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين في ضبط الامن؛ فقد فشل مجلس الحكم الانتقالي وحكومته التي تشكلت في أغسطس (آب) عام 2003 في ضبط الوضع الأمني، كما فشلت حكومة أياد علاوي عام 2004 من تحقيق الهدف وكذلك حكومة إبراهيم الجعفري عام 2005 رغم أنها جاءت عن طريق الانتخابات فيما لا يزال رئيس الحكومة الرابعة نوري المالكي يصارع العنف وصولا إلى ضبط الاوضاع الامنية المتدهورة. وكشف استطلاع جديد للرأي صورة متشائمة لثقة العراقيين في حكومتهم وقوات التحالف. وقال النائب أحمد العلوان من جبهة التوافق العراقية «السنية» لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الغزو الأميركي للعراق «أوقع البلاد في دوامة العنف وجرها إلى الحرب الطائفية من خلال سياسات غير مدروسة وخاطئة». وأضاف «أن ما آلت إليه الأوضاع في العراق بعد الغزو تعكس بجلاء الفشل الذريع للادارة الاميركية في تسويق مبررات الغزو». وقال النائب أسامة النجيفي عضو الكتلة النيابية التي يقودها اياد علاوي «قرار الحرب على العراق كان خطأ فادحا لأنه أحادي الجانب بنيت عليه أخطاء فظيعة أوصلت البلاد إلى وضع مأساوي وخطير». وأضاف «أميركا فشلت في بناء نموذج في العراق، بل جرت العراق إلى الاقتتال الطائفي وليس بناء نظام ديمقراطي حقيقي». وقال النائب الشيعي عن الائتلاف العراقي الموحد عباس البياتي «أعتقد أن سقوط نظام صدام حسين هو أهم ثمار الغزو الأميركي للعراق». وأضاف «نعم هناك أخطاء رافقت الغزو الأميركي، ولكن علينا أن نعترف أن العراق شهد تحولات ديمقراطية لم تشهدها البلاد منذ نصف قرن، وهو مؤشر جيد علينا الاعتراف به». ولا يزال العراقيون وللعام الرابع على التوالي يترقبون حدوث تطور كبير يؤمن لهم العيش بحرية وأمان في ظل بلد لطالما حلموا أن يكون متطورا وهادئا ويعمل على الاستفادة من قدراته الاقتصادية الهائلة في جميع المجالات لإنهاء حالة الفقر المتصاعد والبطالة التي تشكل خطرا كبيرا على الوضع الداخلي. وحول نفس الموضوع نشرت جريدة الراية:المالكي يعلن نهاية العنف الطائفي في العراق اعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في حديث الى قناة اي تي في التلفزيونية البريطانية بثته مساء امس ان العنف الطائفي في العراق انتهى. وقال المالكي يمكنني القول ان العنف الطائفي انتهى ، وذلك في الذكرى الرابعة للاحتلال الاميركي للعراق . واظهر المالكي تفاؤلا معتبرا ان اندلاع حرب طائفية كان تهديدا، لكن هذا الامر انتهى بفضل عاملين: الاول هو عملية المصالحة الوطنية التي لا نزال نركز عليها (...) والثاني هو قدرة القوى الامنية على اعتقال من يتسببون باعمال العنف الطائفية . واشاد بما سماه النجاح الكبير (الذي تمثله) نهاية العنف الطائفي واعمال الخطف ، لافتا الى ان تنظيم القاعدة لا يزال التهديد الاكبر للعراق والمنطقة . واضاف ان تهديد الارهابيين ليس تهديدا يطاول فقط فئة من السكان (...) فهم يرتكبون مجازر وجرائم في المناطق السنية وكذلك في المناطق الشيعية . واوضح ان القاعدة تعتقد ان جميع من يعملون لحساب الحكومة يستحقون القتل . وقال المالكي ايضا ان الناس مسرورون لنهاية هذه المجازر الطائفية الغامضة وعمليات الخطف في احيائهم، ولكون الامور تسير في شكل طبيعي بين مختلف الطوائف . وسئل عن استمرار العنف في العراق، فحمل القاعدة وشركاءها مسؤولية ذلك، واضاف ربما يتلقون الدعم من بعض السياسيين الذين لم يساهموا في نجاح الخطة الامنية في بغداد . في هذه الاثناء قتل العشرات من العراقيين وأصيب كثير آخرون امس في سلسلة من الهجمات الدموية. فقد أفادت مصادر الشرطة العراقية بأن خمسة أشخاص قتلوا وجرح 15 آخرون في انفجارين منفصلين بضواحي العاصمة العراقية. وقالت المصادر إن خمسة أشخاص قتلوا وجرح 11 آخرون في انفجار عبوة ناسفة بالقرب من مسجد للشيعة في سوق الشورجة التجاري الكبير وسط بغداد الذي يشهد انفجارات بين الحين والاخر. ونقلت وكالة أنباء أصوات العراق نقلا عن مصادر بالشرطة العراقية أن مسلحين مجهولين قتلوا شخصا وأصابوا آخر في محافظة ديالا شمال-شرق بغداد. وفي كركوك، قالت الشرطة العراقية ان تفجير ثلاث سيارات ملغومة وشحنتين ناسفتين على جانب الطرق أدى الى مقتل 18 واصابة 37. ووقعت التفجيرات في مناطق متفرقة من المدينة وخلال فترات زمنية متقاربة. وقال العميد سرحت قادر ان احدى السيارات الملغومة استهدفت المقر المحلي للحزب السياسي العلماني لرئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي في حين استهدفت أخرى مبنى حكوميا وانفجرت الثالثة في شارع تجاري. وأضاف قادر ان التفجيرين الاخرين استهدفا دوريتين للشرطة العراقية والجيش العراقي. وتقع كركوك على بعد 250 كيلومترا الى الشمال من بغداد وهي مدينة يتنازع عليها العرب والاكراد والتركمان والعنف هناك شائع. وتحديد وضعها النهائي واحد من اكثر القضايا حساسية في العراق.