تحل هذا العام الذكرى الخامسة والثمانون لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون « توت عنخ آمون» 1354 1345 قبل الميلاد الملك الطفل الذي نقل مصر إلى العالم ونقل العالم إلى مصر. وتوافق ذكرى اكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون الصغير يوم الرابع من نوفمبر في كل عام وهو التاريخ الذي اتخذته محافظة الأقصر بصعيد مصر عيدا قوميا لها. وبدأت مصر إحياء تلك الذكرى ووسط أجواء وطقوس تتسم بسحر وغموض الفراعنة وعبق ورائحة احتفالات مصر الشعبية في مدينة الأقصر وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري. وتتضمن الاحتفالات مجموعة من الفعاليات والأنشطة الفنية والفكرية والثقافية التي يشارك في إقامتها المؤسسات الأثرية والثقافية المصرية. ويحاضر في الفعاليات الفكرية والثقافية عدد من علماء المصريات وأساتذة الفنون والآثار. ويقول سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر: ستؤرخ وتناقش بالتحليل أحداث الاكتشاف لحظة بلحظة منذ رفع العمال في الرابع من نوفمبر عام 1922 لأول عتبة حجرية في السلم المؤدى للمقبرة وحتى فتحها للزيارة وهو الاكتشاف الذي استأثر بخيال العالم ولا يزال يستأثر به حتى اليوم. ويضيف أن الفعاليات ستركز على إلقاء الضوء على شخصية المكتشف الإنجليزي هيوارد كارتر واكتشافاته الأثرية ومنطقة وادي الملوك قبل وبعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. وتشهد احتفالات ذكرى اكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون توت عنخ آمون هذا العام مشروعا لاستخراج مومياء الفرعون الذهبي توت عنخ آمون من التابوت الخاص بها، وعرضها أمام السائحين الأجانب عرضا علنيا في قالب زجاجي بداخل مقبرته في منطقة وادي الملوك عرب مدينة الأقصر. وكان يوم السبت الموافق الرابع من نوفمبر 1922 شهد بداية لكشف من أعظم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين، ففي الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي من ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الانجليزي هوا رد كارتر 1873 1939 يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر موفدا من قبل اللورد هربرت ايرل كارنا فون الخامس 1866 1923 عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها إلى مقبرة الملك الصغير توت عنخ آمون وكنوزها المبهرة. وعثر هوارد كارتر على كنز توت عنخ آمون بكامل محتوياته دون أن تصل له يد اللصوص على مدار أكثر من ثلاثة آلاف عام، إذ حوى الكنز المخبأ على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والمجوهرات الذهبية والأثاث السحري والعادي والمحاريب الذهبية والأواني المصنوعة من الخزف. وقد أعطت محتويات المقبرة لعلماء الآثار فرصة فريدة للتعميق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الثامنة عشرة 150 1319 قبل الميلاد والتي تعد فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة.