تحتفل محافظة الأقصر التاريخية اعتبارا من اليوم الخميس بالذكرى ال88 لاكتشاف كنوز ومقبرة الفرعون "توت عنخ آمون"( 1354¬- 1345 قبل الميلاد) الملك الطفل الذي نقل مصر للعالم ونقل العالم لمصر والتي توافق يوم 4 نوفمبر من كل عام وهو التاريخ الذي اتخذته الأقصر عيدا قوميا لها. ووسط أجواء وطقوس تتسم بسحر وغموض الفراعنة وعبق ورائحة احتفالات مصر الشعبية بدأت في مدينة الأقصر وحتى نهاية شهر نوفمبر الجاري مجموعة من الفعاليات والأنشطة الفنية والفكرية والثقافية التي يشارك في إقامتها المؤسسات الأثرية والثقافية في الأقصر مثل كلية الفنون الجميلة ومتحف التحنيط ومتحف الأقصر ومنطقة آثار مصر العليا وهيئة قصور الثقافة ومكتبة مبارك العامة بالأقصر. وتشهد ساحات وميادين الأقصر عروضا فنية وفلكلورية لفرق الفنون الشعبية كما يقام عرض فني خاص ستحضره قرينة الرئيس المصري السيدة سوزان مبارك والتي ستشاهد أيضا التشغيل التجريبي لمشروع إضاءة جبل القرنة التاريخي ومنطقة البر الغربي للأقصر وهو المشروع الذي يقام بخبرات فرنسية وتتجاوز تكلفته 58 مليون جنيه وتنفذه شركة مصر للصوت والضوء. ويقام في كلية الفنون الجميلة معرض فني خاص إحياء للمناسبة وموسم ثقافي خاص يقيمه قطاع المتاحف المصرية. ويحاضر في الفعاليات الفكرية والثقافية الخاصة بإحياء الذكرى ال88 لاكتشاف مقبرة "توت عنخ آمون" عدد من علماء المصريات وأساتذة الفنون والآثار. وستناقش فعاليات تلك الملتقيات والندوات الأحداث التي واكبت الاكتشاف الكبير وإلقاء الضوء على شخصية المكتشف الانجليزي هوارد كارتر واكتشافاته الأثرية ومنطقة وادي الملوك قبل وبعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون وأهم الاكتشافات التي شهدتها الأقصر قديما وحديثا. يذكر أن يوم السبت الموافق 4 نوفمبر عام 1922 كان بداية لكشف من أعظم الكشوفات الأثرية في القرن العشرين، ففي الساعة العاشرة من ذلك اليوم وبينما كان المستكشف الانجليزي هوارد كارتر يقوم بمسح شامل لمنطقة وادي الملوك الأثرية غرب مدينة الأقصر عثر على أول عتبة حجرية توصل عبرها لمقبرة "توت عنخ آمون" وكنوزها المبهرة. وعثر هوارد كارتر على كنز توت عنخ آمون بكامل محتوياته دون أن تصل له يد اللصوص على مدار أكثر من 3 آلاف عام ، إذ حوي الكنز على مقاصير التوابيت وتماثيل الملك الصغير والمجوهرات الذهبية والأثاثات السحرية والعادية والمحاريب الذهبية والأواني المصنوعة من الخزف. وقد أعطت محتويات المقبرة لعلماء الآثار فرصة فريدة للتعمق في معرفة طبيعة الحياة في عصر الأسرة الثامنة عشرة قبل التاريخ والتي تعد فترة ذات أهمية خاصة في تاريخ مصر القديمة.