افتتح اليوم فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع تحت عنوان "التربية الإعلامية في مواجهة غزو العقول في العصر الرقمي" الذي تنظمه كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية بالتنسيق مع اليونسكو تحت رعاية الدكتور السيد عبد الخالق وزير التعليم العالي رئيس اللجنة الوطنية لليونسكو , ويستمر المؤتمر لمدة ثلاثة أيام. وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية – خلال افتتاح المؤتمر – أهمية التربية الإعلامية باعتبارها أداة هامة تهدف إلى خلق إنسان عربي واع بقضايا وطنه بما يؤهله للمساهمة في بناء مجتمعه , مع المحافظة على التقاليد العربية. وأشارت إلى أن أبرز التحديات التي تواجه العالم العربي في عصر المعلومات ما نسميه ب " الفجوة الرقمية " بين من يملكون وسائل الاتصال الرقمية الحديثة وبين من لا يملكون..لافتة إلى أهمية وضع استراتيجية تتبناها المنشآت الحكومية في العالم العربي,وعقد المؤسسات الإعلامية لورش عمل وندوات ومحاضرات لطلبة المدارس بهدف تعليمهم القوانين الإعلامية لمحاربة الإعلام السلبي وكيفية التعامل مع المواد الإعلامية. وأعلنت أن الجامعة العربية سوف تستضيف الشهر القادم اجتماعا لوزراء الإعلام العرب بهدف التوصل إلى توصيات عملية تثمر في تبنى حوار عربي مشترك في القضايا الإعلامية المهمة. من جانبه , قال الدكتور غيث فريز مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة إن الملتقي يركز على عدة قضايا رئيسية من أهمها صياغة شراكات ملموسة لدفع عجلة التنمية فيما يختص بالثقافة الإعلامية والمعلوماتية في العالم العربي وتأثيرها في منطقة الشرق الأوسط وكذلك تعميق استراتيجية الثقافة الإعلامية والمعلوماتية من خلال توفير منصة مشتركة للشبكات والجمعيات ذات الصلة في منطقة الشرق الأوسط , فضلا عن تدشين الفرع العربي للتحالف الدولى للثقافة الإعلامية والمعلوماتية. وأضاف أن الملتقى يحظى بمشاركة 80 باحثا وأكاديميا من 13 دولة عربية كما يشارك فيه 7 من خبراء دوليين يمثلون كندا وفرنسا وإسبانيا والبرازيل والمكسيك , ونيجيريا وذلك لتبادل خبراتهم وتجاربهم في بلادهم فيما يخص إدخال مفهوم محو الثقافة الإعلامية والمعلوماتية في النظام التعليمي. وأشار إلى أن منظمة اليونسكو سوف تعمل خلال الفترة المقبلة على تدريب المعلمين لتوعيتهم بأهمية محو الثقافة العلمية والمعلوماتية في العملية التعليمية, وتمكينهم من دمجها في المواد التي يقومون بتدريسها والعمل على توفير الوسائل التربوية والمناهج والموارد المناسبة. من جهته أكد الدكتور فاروق إسماعيل رئيس جامعة الأهرام الكندية أن اختيار موضوع التربية الاعلامية وغزو العقول فى مؤتمر هذا العام يأتي انطلاقا من إدراك الجامعة لخطورة هذه القضية فى ظل التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتلاحقة التي تمر بها دول العالم بشكل عام والمجتمعات العربية بصفة خاصة والتى خلقت نوعا من الفوضى الإعلامية التي تفرض على الجميع سياسيين وتربويين وإعلاميين القيام بأدوارهم للتوعية بالآثار السلبية التي تخلقها هذه الفوضى. وشدد على ضرورة بذل كافة الجهود على كافة المستويات لرفع مستوي الوعي لدى الجمهور بكيفية التعامل بإيجابية مع وسائل الاعلام وتنمية المهارات اللازمة لمحو أمية المواطنين تجاه الوسائط الاعلامية التقليدية والجديدة لفهمها واستيعاب آلية عملها وإنتاجها للرسائل الاتصالية المختلفة مما يجعل الجمهور طرفا أصيلا ومشاركا ومتواصلا فى ظل بيئة إعلامية وسياسية تدعم دور المواطن وتدفع الى تمكينه من اجل تفعيل مبادئ الديموقراطية. وأضاف أن التمسك بالمعايير المهنية والأخلاقية وتطوير قدرات الإعلاميين واتجاهاتهم و تأهيل الجمهور للتعامل الواعي مع وسائل الإعلام كلها متطلبات ضرورية لمواجهة الغزو الثقافى وغسيل العقول في هذا العصر الرقمي الذى يتربص فيه كثيرون بمنطقتنا العربية. من جانبها, قالت الدكتور ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية إن ما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية جعل من المستحيل التعامل مع المواطنين من جمهور وسائل الإعلام على أنهم يحتاجون إلى الوصاية من جانب بعض من يتصورون أن بإمكانهم التحكم فيما تتعرض له الجماهير من مضامين أو رسائل إعلامية. وأشارت إلى أن هذه التطورات جعلت التربية الإعلامية أمرا ضروريا من أجل تدريب الجمهور وإكسابهم مهارات القدرة على ابداء وجهات نظر نقدية فيما يقدم لهم من خلال وسائل الاتصال التقليدية والجديدة , وتشجيعهم على النقد ومساعدتهم على حسن التمييز بين الحقيقة والزيف وبين ماهو ثابت وصائب وماهو تافه وظاهري, ومساعدتهم على تكوين شخصية مستقلة قادرة على التقييم والاختبار. ونوهت بأن المؤتمر سيشهد الإعلان عن إطلاق الفرع العربى للتحالف الدولي للثقافة الإعلامية, والمعلوماتية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا , معربة عن أملها في ان يلعب دورا فاعلا ومهما في تحقيق أهداف التربية الإعلامية والمعلوماتية من خلال ما سيقوم به من أنشطة متعددة ومتنوعة.