قاد نمو حجوزات مقاعد درجة رجال الاعمال ارباح شركات الطيران العالمية التي لا تملك حماية من ارتفاع تكاليف الوقود. وظهر ذلك الثلاثاء مع اعلان نتائج أعمال القطاع حيث ارتفعت أرباح طيران الامارات ومقرها دبي بفضل نمو شريحة السفر الفاخر في حين منيت كل من ايزي-جت البريطانية واس.ايه.اس الاسكندنافية بخسائر من جراء ارتفاع تكاليف وقود الطائرات وتعثر التعافي الاقتصادي في أوروبا. وعلى مدى الاشهر الاخيرة شهدت الناقلات في أنحاء العالم نموا مطردا في حركة السفر على الدرجة الاولى ودرجة رجال الاعمال - وهما الاكثر ربحية ضمن نشاط نقل الركاب - بفضل تنامي السفر الى الاسواق الناشئة. في الاشهر القليلة الماضية أيضا سجلت بي.ايه.ايه مالكة مطار هيثرو في لندن - أحد أكثر المطارات ازدحاما في العالم - زيادة مطردة في رحلات الاعمال الطويلة ولاسيما الى الصين والهند. وشهدت فنادق انتركونتننتال أضخم شركة فندقية في العالم أرباحها تنمو بفضل تعافي رحلات رجال الاعمال الامريكيين وتوقعت الشركة حجوزات أقوى ومعدلات اشغال أعلى حتى نهاية العام. وقال هوارد ويلدون المحلل الاقتصادي ان رحلات الاعمال عادت خلال 2010 ولا يقتصر الامر على الشرق الاوسط وأماكن مثل الامارات بل يشمل أنحاء العالم بينما مازالت الدرجة الاقتصادية تعاني. وفي الاسبوع الماضي قالت اي.ايه.جي التي تمخضت عن اندماج الخطوط الجوية البريطانية وايبيريا ان السفر الفاخر ظل قويا وهو نفس صدى تعليقات صدرت في الاونة الاخيرة عن منافستيها لوفتهانزا واير فرانس-كيه.ال.ام. وذكرت ايزي-جت انها ستنفذ خطتها لجذب مزيد من العملاء من قطاع الاعمال في النصف الثاني من العام في خطوة تتوقع أن ترفع ايراداتها. وكان الاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا" قال في وقت سابق من مايو / ايار انه على الرغم من عودة مسافري درجة رجال الاعمال الا أن ارتفاع تكاليف الوقود - مع الاضطرابات في العالم العربي - قد يمحو ربحية شركات الطيران في 2011 ويعرقل تعافي الصناعة. وقالت طيران الامارات ان تكاليفها التشغيلية زادت الربع تقريبا وعزت ذلك بدرجة كبيرة الى ارتفاع فاتورة الوقود في الاشهر الستة حتى نهاية مارس/ اذار. وفي الوقت نفسه، قالت اس.ايه.اس التي تكبدت خسائر في الربع الاول من 2011 انها مازالت تأمل في تحقيق أرباح هذا العام رغم صعوبة ذلك في ظل ارتفاع سعر الوقود في الفترة الاخيرة. ويشكل الوقود ما يصل الى ثلث التكلفة التشغيلية لشركات الطيران ومن شأن ارتفاع حاد في السعر أن يضر بجهود الصناعة للتعافي من الازمة المالية العالمية لاسيما وأنها غالبا ما تعمل بهوامش ضئيلة جدا. وسجلت أسعار النفط العالمية أعلى مستوى في عامين ونصف العام خلال ابريل مع تفشي الاضطرابات في شمال افريقيا والشرق الاوسط مما أجج المخاوف من تعطل الامدادات. وارتفع سعر خام برنت 20 % منذ مطلع العام ويبلغ السعر الحالي للبرميل تسليم يونيو/ حزيران نحو 112 دولارا في حين مازال الخام الامريكي يحوم حول 100 دولار للبرميل.