دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إلى وقف أعمال العنف في الصومال حيث لقي المئات مصرعهم واضطر مئات الآلاف إلى ترك منازلهم خلال الايام الماضية بسبب القتال الدائر هناك عقب ستة أيام من المعارك الطاحنة في مقديشيو فيما شوهدت عشرات الجثث مقطعة الأوصال والرؤوس في الشوارع , واستحال سحبها بسبب استمرار المعارك . ومن جانبها أكدت المتحدثة باسم الامين العام ميشال مونتاس للصحفيين إن الامين العام للامم المتحدة يشعر بقلق كبير بسبب استمرار القتال العنيف في مقديشو والذي أفادت تقارير بأنه أودى بحياة أكثر من 250 شخصاً وأجبر أكثر من 320 ألفاً على ترك منازلهم خلال الايام الستة الماضية . وأضافت ميشال أن الامين العام للامم المتحدة يشجب ما جاء في تقارير عن استخدام الاسلحة الثقيلة بشكل عشوائي ضد المراكز المدنية الآهلة بالمدنيين في انتهاك للقانون الانساني الدولي, ودعان بان كي مون كافة الفرقاء للوقف الفوري لكل الاعمال العدائية وتسهيل وصول المساعدات الانسانية بشكل عاجل, مكرراً القول بأن لا حل عسكرياً للنزاع في الصومال وداعياً لاستمرار الحوار السياسي. وقد تواصلت الاشتباكات العنيفة في مقديشيو بين الحكومة الصومالية وحلفائها من الجيش الاثيوبى ضد المسلحين, والتي اودت بحياة 37 شخصا الاثنين, وقال نشطاء من جماعات محلية لحقوق الانسان ان 18 مدنيا و 19 مسلحا قتلوا خلال المواجهات ما يرفع حصيلة القتلى منذ اندلاع المواجهات الى 267 شخصا. وقال شهود عيان أن القتال المندلع منذ يوم الاربعاء أسفر عن سقوط 230 قتيلا على الاقل, وتركزت المعارك في الاونة الاخيرة حول معقل للمقاتلين الاسلاميين في شمال المدينة حيث الجثث ملقاة على الارض تحت الشمس وقد تعفنت وبعضها مشوه أو مقطوعة الرأس بسبب القصف المتواصل الذي حول العديد من المباني الى حطام. ومن جهة اخري شوهدت عشرات الجثث مقطعة الأوصال والرؤوس أحيانا, واستحال سحبها من الشوارع بسبب عنف القتال, بينما ضجت المستشفيات بمئات الجرحى مما جعلها تنصب خياما بحدائقها لاستيعابهم, فيما قال حسين سعيد كورغاب الناطق باسم قبيلة الهوية كبرى قبائل مقديشو إن "القتال عنيف جدا وعدد الضحايا في ارتفاع كل يوم", واتهم القوات الإثيوبية بقصف المدنيين بشكل عشوائي متسببة في رحيل 70 ألف شخص وخسائر في الممتلكات تقدر بنصف مليار دولار. ودعا رئيس منظمة "عمان" الصومالية لحقوق الإنسان سودان علي أحمد إلى تحقيق دولي في ما وصفه بجرائم حرب ترتكبها قوات الحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية, وفي المقابل اتهم نائب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة صلاد علي جيلي من وصفهم بإرهابيين على صلة بتنظيم القاعدة بالسعي لاتخاذ الصومال قاعدة لشن هجمات في شرق أفريقيا. كما قال سودان احمد علي رئيس منظمة "المن بيس اند هيومن رايتس" للسلام وحقوق الانسان "لدينا حتى الان جثث 18 مدنيا وكذلك 21 جريحا آخرين، وكذلك لدينا جثث 19 من المسلحين و 21 مصابا", وافاد شهود ان عددا من المدنيين علقوا داخل مناطق القتال في حين لا تزال الكثير من الجثث المتحللة في الشوارع في اماكن خطرة لا يمكن الوصول اليها في حين امتلأت المستشفيات بالجرحى. ومن جهة اخري قال المتحدث باسم زعماء قبيلة الهوية النافذة حسين عدن قرغاب ان "القتال عنيف جدا وعدد الضحايا يتزايد يوميا، والقوات الاثيوبية تضرب المواقع المدنية من دون تمييز", مشيراً الي ان المعارك الاخيرة تسبب بنزوح عشرات الآلاف ودمرت الكثير من الممتلكات. واوضح ان "نحو 70 ألف شخص تركوا منازلهم، ودمرت ممتلكات تقدر ب500 مليون دولار" وحمل قرغاب "القوات الاثيوبية والحكومة الحالية المسؤولية كاملة للفوضى والخسائر الناجمة", وشوهد المئات من المدنيين يحملون اغراضهم الشخصية ويغادرون الاحياء الجنوبية في مقديشو مستغلين الهدوء النسبي في احيائهم. واعلنت المفوضية العليا لشئون الاجئين التابعة للامم المتحدة ان 321 الف شخص فروا من مقديشو خلال الشهرين الاخيرين يقيم العديد منهم تحت الاشجار خارج المدينة من دون اي تجهيزات، وفي مناطق تنتشر فيها الاوبئة، وفقا لبعض التقارير.