تجدد الأربعاء القصف بالمدفعية الثقيلة و إطلاق النار بين القوات التايلاندية والكمبودية على حدود البلدين بالقرب من معبد برياه فيهير المتنازع علية و امتد لمسافة 150 كيلومترا شرقي معبدين هندوسيين اخرين و ذلك لليوم السادس على التوالي حيث تندلع الاشتباكات بينهم بشكل متقطع منذ يوم الجمعة الماضي . وقال المتحدث باسم الجيش التايلاندي الكولونيل سونسيرن كايوكومنيرد "إن أحد القرويين لقى حتفه جراء إطلاق صاروخ الثلاثاء" .. مضيفا أن بانكوك قررت إلغاء المحادثات بين وزيري الدفاع التايلاندي والكمبودي ،التي كانت مقررة الاربعاء، لانهاء النزاع الحدودي الاكثر دموية منذ سنوات في جنوب شرق اسيا مما قضى على أمل وقف وشيك للقتال الذي أدى الى مقتل 14 شخصا على الاقل واجلاء أكثر من 50 ألف شخص عن منازلهم الى مراكز ايواء. و اضاف كايوكامنرد "نرحب بالمحادثات لكن فقط حين تتوقف القوات الكمبودية أولا عن اطلاق النار." بينما اتخذ رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا موقفا أقل تشددا وصرح بان المحادثات "تأجلت" فقط. يشار إلى أن المواجهات العسكرية بين كمبوديا وتايلاند كانت قد بدأت عام 2008 بعدما وافقت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) على ضم معبد "برياه فيهيار" - الواقع في منطقة متنازع عليها- لقائمة التراث العالمي. وعلى الرغم من أن تايلاند قبلت لفترة طويلة قرارا أصدرته محكمة العدل الدولية عام 1962 يمنح كمبوديا السيادة على المعبد الواقع على أرض يصل ارتفاعها إلى أكثر من 500 متر وتعتبر خطا فاصلا للحدود بين البلدين إلا أنها شككت في مزاعم بنوم بنه بملكيتها للمنطقة المحيطة بمجمع المعبد. ومن المقرر ان يجتمع وزير خارجية تايلاند مع رئيس رابطة دول جنوب شرق اسيا "اسيان" في جاكرتا الخميس حيث تسعى دول الجوار لانهاء النزاع. وجاء التصعيد في القتال بعد الغاء زيارة مبعوث رفيع لرابطة اسيان كان سيزور البلدين بعد ان توسط من قبل في اتفاق لوقف اطلاق النار في 22 فبراير/ شباط دعمته الاممالمتحدة عقب اشتباكات أوقعت قتلى قرب معبد برياه فيهير على بعد 150 كيلومترا. وتخوض الحكومتان نزاعات دبلوماسية منذ عامين وربما تحاول كل منهما تقويض مصداقية الاخرى واذكاء المشاعر القومية بينما تستعد تايلاند لانتخابات عامة متوقعة في يوليو/ تموز. ويقول محللون ان الجيش التايلاندي ربما يحاول أيضا استعراض عضلاته ليحافظ على مكانته الكبيرة في المشهد السياسي التايلاندي وارضاء نخبة محافظة تخوض صراعا مع المعارضة التايلاندية القوية. وتريد تايلاند التوصل الى حل ثنائي لكن كمبوديا استبعدت اي محادثات قبل قمة اسيان التي تعقد يومي السابع والثامن من مايو /ايار في العاصمة الاندونيسية جاكرتا متمسكة بوساطة طرف ثالث.