كشفت لجنة تقصى الحقائق نقلاً عن شهود الوقائع الكاملة لأحداث ثورة 25 يناير وذلك فى بيانها الصادر صباح الخميس 1- سألت اللجنة مباشرة أو بواسطة الأمانة الفنية حوالي مائة و عشرين من شهود الوقائع التي حدثت في القاهرة و الجيزة. و قد بين بعضهم مشهد إطلاق الشرطة الأعيرة النارية و المطاطية و القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين ووفاة أشخاص من المتظاهرين و إصابة آخرين، وخاصة في يوم 28/1/2011 اذ وقف بعض القناصة على أسطح مجمع التحرير و فندق رمسيس هيلتون و مبنى الجامعة الأمريكية و ديوان وزارة الداخلية - القريب من ميدان التحرير- و أطلقوا النار على أشخاص من المتظاهرين . كما ذكر عديد من الشهود وقائع أحداث يوم 2/2/2011 ووصول مؤيدي النظام السابق إلى ميدان التحرير من كل صوب، ورشقهم المتظاهرين بقطع الطوب و كسر الرخام ، جلبوها بسيارات نقل من منطقة " شق التعبان " في حين اقبل نفر أخر من ناحية ميدان الشهيد عبد المنعم رياض يمتطون الجمال و الجياد ، يحملون عصى غليظة و قطع حديد و أسلحة بيضاء ، انهالوا بها ضربا على المتظاهرين ، فأصابوا و قتلوا و أحدثوا الرعب بينهم . و قد أمكن احتجاز بعضهم و تسليمهم للقوات المسلحة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وجارى الاستعلام عن هوياتهم. كما أدلى بعض الشهود بأسماء من شارك في هذا الاعتداء و ترتيبه و تمويله. 2- سألت اللجنة عددا من أطباء مستشفى القصر العيني التعليمي فشهدوا أنهم شاركوا في علاج المصابين في موقع الأحداث و في مستشفى القصر العيني- وقدم أحدهم عدة صور فوتوغرافية لمصابين و قتلى بأعيرة نارية ومطاطية، و تلاحظ أن إصاباتهم جاءت في الرأس و الرقبة و الجزء العلوي من الجسم. كما قال آخر من الأطباء انه شاهد إحدى سيارات إسعاف القصر العيني الجديد " الفرنساوي" في ميدان التحرير محملة بالبلطجية. 3- وقال بعض الشهود انه حال وقوفهم في مساء 28/1/2011 على كوبري 6 أكتوبر من ناحية ميدان التحرير شاهدوا سيارة ، أخفى راكبوها لوحاتها المعدنية ، على الكوبري إلى جوار الطريق و بها عدد من البلطجية يحملون قطع حديد و أسلحة بيضاء ومعهم "جراكن "محملة بالبنزين ، فتوجهوا نحوهم يستطلعون الأمر خشية قيامهم بإشعال النار في السيارات التي كانت تقف حينئذ في ذات المكان وعلموا منهم أنهم هم الذين احرقوا مبنى مقر الحزب الوطني الذي كانت تلتهمه النار في ذلك الوقت ، وعندئذ نزع أحدهم الغطاء الذي كان يستر لوحة السيارة و قام بتصويرها. و أضافوا أنهم شاهدوا في ذلك الوقت سيارة مدرعة بها ضباط امن مركزي و أربعة من رجال الشرطة يطلقون الأعيرة النارية تجاه المتظاهرين أمام فندق رمسيس هيلتون. 4- كما ورد في أشرطة الفيديو التي قدمت للجنة و إذاعتها وسائل الإعلام المرئية صوراً لسيارتين مصفحتين للشرطة تنحرف الأولى عمدا لتصدم احد المتظاهرين و تسير الأخرى للخلف لتصدم آخرين. كما شوهدت سيارة ثالثة تحمل لوحات معدنية رقم 20 هيئة دبلوماسية - قيل أنها خاصة بحراسة السفارة الأمريكية تنطلق مسرعة في اتجاه شارع قصر العيني و تصدم من تصادفه في طريقها كما جاء في احد أشرطة الفيديو المقدمة للجنة.و جارى الاستعلام من السفارة الأمريكية بواسطة وزارة الخارجية عن ظروف و أسباب وجود هذه السيارة بين المتظاهرين. 5- سألت اللجنة اثنين من كبار رجال الشرطة السابقين و قد أفادا بأن إطلاق الأعيرة النارية على المتظاهرين لايكون إلا بأمر من وزير الداخلية. 6- أرسلت اللجنة في 22/2/2011 كتابا إلى وزارة الداخلية متضمنا موافاتها بالتعليمات الدائمة و الخطة الأمنية المقررة لمختلف القطاعات المعنية بالوزارة لمواجهه المظاهرات و على الأخص ذكر المختص بإصدار الأمر للقوات بإطلاق القنابل المسيلة للدموع و الأعيرة المطاطية و النارية وموافاتها أيضا عما إذا كانت صدرت أوامر في هذا الخصوص بمناسبة المظاهرات التي جرت في يوم 25/1/20111 حتى يوم 11/2/2011 عما إذا كان صدر أمرا بانسحاب الشرطة يوم 28/1/2011 من عدمه. و قد أرسلت وزارة الداخلية تقريرا بالمعلومات فى هذا الشأن وأرسلت نسخة منه للنيابة العامة. 7- انتقل بعض أعضاء أمانة اللجنة إلى مستشفى القصر العيني التعليمي لتسجيل الشهادات من الأطباء و المرضى الذين مازالوا تحت العلاج، فتشير شهادات أطباء مستشفى الطوارئ إلى انه بدءاً من الساعة3.30 عصراً يوم الجمعة 28/1/2011 استقبلت المستشفى أعداد كبيرة من المصابين بإصابات متعددة و انه قبل الغروب بقليل بدأت تتوافد حالات الاختناق بالغاز و الحالات المصابة بالرصاص الحي و الخرطوش المتشظي. و انه بعد الساعة الثامنة مساءاً استقبل المستشفى خلال ساعة واحدة مائة مصاب بانفجار فى العيون و نزيف فى الصدر و تهتك بالرئة كما بلغ عدد المصابين بالمستشفى خلال عشر ساعات بعد ذلك حوالي 200 مصاب. كما أفاد مستشفى الطوارئ بالقصر العيني التعليمي أن كل حالات الوفاة و التي بلغت 32 حاله كانت نتيجة طلق ناري و أن الضحايا من المصابين و الوفيات قد تركزت أيام 28-29 يناير 2-3 فبراير2011. أما بالنسبة لشهود العيان من المصابين بالمستشفى فذكروا أن تشكيلات كاملة من الأمن المركزي أمعنت فى ضرب المتظاهرين فى ميدان التحرير فضلا عن قيام قناصة من الأمن بملابسهم الرسمية فوق مبنى الجامعة الأمريكية و بعض المباني المحيطة بإطلاق النار عليهم، كما ظهر فوق كوبري الجلاء تمركز بعض القوات التي عمدت إلى تفريق المتظاهرين بالقنابل المسيلة للدموع والدهس بالسيارات و الضرب بالرصاص الحي بقصد القتل الذي يصل حد الإبادة حيث أطلق على احد الشباب 14 رصاصة حية دفعة واحدة بعد تفاديه محاولة دهسه بإحدى السيارات ، كما تم أمام جامع عمر مكرم إسقاط قتلى ، احدهم كان يحمل فوق رأسه الذي تهشم بالكامل لافته عليها " سلمية " كما تمت محاوله استدراج للمتظاهرين إلى الشوارع الجانبية لقتلهم بدون ادني رحمه لمن يسقط منهم أرضا لضمان إنهاء حياته. 8- كلفت اللجنة عدداً من الفنيين بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية لتفريغ أشرطة الفيديو التي وردت إليها من هيئة الاستعلامات و ممن القنوات التليفزيونية ومن الأفراد بشأن أحداث 25 يناير2011.و جارى إرسال ما تجمع لدى اللجنة من دلائل عن هذه الوقائع إلى النيابة العامة لاتخاذ ما تراه بشأنها. و مازالت اللجنة تباشر مهمتها لاستكمال تقصى الحقائق و إعداد تقرير نهائي مفصل بما تسفر عنه أعمالها.