يعتمد تمويل تنظيم داعش الارهابي في اغلبه على بيع النفط من حقول النفط التي تسيطر عليها فى اراضى كلا من العراق و سوريا، الا انه يوجد ايضا رافد مالى غزير يعتمد عليه ايضا التنظيم و هو "القطع الأثرية السورية" التى يقوم اعضاء التنظيم بنهبها من المناطق التى يسيطرون عليها و يقومون بتهريبها عبر الحدود و بيعها بمئات الالاف من الجنيهات ، بل قد يصل سعر بيع بعضها لاكثر من مليون من الجنيهات الاسترلينية . و قد كشف تحقيق جديد لشبكة اخبار بى بى سى البريطانية ، ان الكثير من هذه الاثار و القطع الفنية التى يتم تهريبها عبر الحدود السورية ينتهى بها الطريق الى المملكة المتحدة ، على الرغم من توجيه رئيس الوزراء البريطانى تحذيرا لجامعى الاثار و التحف بمنطقه الخليج و الذين يغذون هذه التجارة التى اصبحت رائجة جدا . لبنان محطة عبور اثار سوريا المهربة لاوروبا والآثار التي تنهب من سوريا كل يوم تقدر بمئات الآلاف من الجنيهات وتوفر مصدرا رئيسيا لتمويل داعش إيزيس، و يقول احد الشهود فى التقرير ان القطع الاثرية و الفنية يتم نهبها و تهريبها من الاراضى التى تقع تحت سيطرة داعش بل ان اعضاء التنظيم يشرفون على هذه العمليات و يفرضون عليها ضريبة تقدر بنحو 20% من سعرها ، و من يريد ان يحفر للبحث عن الاثار يجب ان يحصل على اذن مسبق من ادارة التنظيم . و اغلب الاثار تاتى من "حلب "و من شرق سوريا خاص من "الرقة " ، و من بين القطع المنهوبة تماثيل للحيوانات، والمزهريات، والنقود المعدنية الذهبية وزجاجات يرجع تاريخها الى 8500 عام قبل التاريخ و قد تم بيعها باكثر من 1.1 مليون دولار(800 الف جنيه استرلينى) . و يقول العميد "نيكولاس سعد" من الشرطة اللبنانية، الذي يشرف على شن غارات كبرى و كشف شبكات تهريب الاثار " ان لبنان هى محطة العبور، التى تصل اليها القطع الأثرية السورية المهربة ، و منها تنتقل تلك القطع الى الخارج ، و تعد لبنان واحدة من الأبواب التي يتم تهريب الاثار منها إلى أوروبا ". و يؤكد الدكتور "مأمون عبد الكريم"، عالم الآثار المسؤول عن المواقع الأثرية السورية في دمشق "نحن متأكدون من خلال جميع المصادر ان معظم القطع الاثرية و الفنية يتم تهريبها إلى أوروبا، خاصة سويسرا، ألمانيا، المملكة المتحدة ، فضلا عن دول الخليج مثل دبي وقطر ". و يقول "فيرنون ريبلي Vernon Rapley" الرئيس السابق لفرقة مكافحة سرقة الفن والآثار فى شرطة العاصمة "سكوتلانديارد " انه لم يسبق ان تم اعتقال اى شخص فى المملكة المتحدة لبيعه او متاجرته فى القطع الأثرية السورية المنهوبة ولكنه اكد " ثقته تماما من وجود مضبوطات من هذه القطع تم ضبطها بالفعل داخل البلاد ". ويقول "إيليا مانيير Elijah J. Magnier " كبير مراسل قناة" راي Rai "الايطالية ، إن الأموال تتوفر لدى التنظيم من خلال مجموعة متنوعة من المصادر، فضلا عن الآثار، هناك عائدات النفط و قيمة الفدية عن المختطفيين .. كذلك هناك بند الضرائب الذى تفرضه" داعش "على كل بيت وكل متجر وكل سيارة في المناطق الخاضعة لسيطرتها وعلى معبر البضائع الى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة العراقية . و يضيف " ايليا " انه على الرغم من كل هذه الموارد الا ان التنظيم يبدو من الواضح أنه يعاني ماليا " لقد رأيت التعليقات التي يدلى بها المقاتلين عن نقص في البنزين و غيرها من الاحتياجات ، فالجهود العسكرية تتطلب المال، والخدمات اللوجستية ". تجارة الاعضاء البشرية : والى جانب تهريب الاثار و التحف هناك رافد اخر وهو المتاجرة بالاعضاء البشرية ، الا ان تنظيم "داعش" قد نفى في وقت سابق مزاعم سفير العراق لدى الاممالمتحدة ، بان التنظيم يقوم بالمتاجرة باعضاء البشر و بيعها لتوفير الاموال اللازمة له .. و تشير التقارير ان تجارة الأعضاء تعد تجارة مربحة بالنسبة للتنظيم، إذ يوفر ما يزيد عن مليوني دولار في العام من الأعضاء البشرية التي يأخذها من الرهائن الأحياء وجنوده القتلى ،بالإضافة إلى المصابين الذين تركهم ذووهم، والأفراد الذين تم اختطافهم. و قد اسس التنظيم الإرهابي نظاما متخصصا لتهريب الأعضاء، مهمته بيع القلوب البشرية والكبد والكلى في الأسواق السوداء عالميا، وتجرى الجراحة داخل المستشفى، ويتم نقل الأعضاء بواسطة أجهزة متخصصة عبر شبكات محددة للاتّجار بالأعضاء البشرية. كان السفير العراقي "محمد الحكيم" قد حث امس الثلاثاء مجلس الأمن للتحقيق في مقتل 12 طبيبا في الموصل، وقال انهم قتلوا بعد رفضهم المشاركة فى نزع الأعضاء من الجثث، مشيرا الى ان السلطات العراقية كشفت العديد من الجثث المشوهة و التى فقدت بعض اجزاء من جسدها ، ومن بينها الكلىة و الكبد و بعض الانسجة القابلة للاستخدام على نطاق واسع. و اشار السفير العراقى الى وجود سوق ضخم فى اوربا يمثل المحطة الرئيسية للاعضاء البشرية التى يتاجر بها التنظيم الارهابى ، و هى تجارة تمثل جزء اساسى من تمويله اليومى لمعاركه فى العراق . وقال "نيكولاي ملادينوف Nikolay Mladenov" المبعوث الخاص للامم المتحدة بالشرق الاوسط انه سيتم التحقيق في ادعاء سرقة الاعضاء البشرية ، من قبل تنظيم داعش أو غيره من الجماعات المتطرفة، مشيرا الى انه أمر مقلق للغاية، و لكن على الرغم من التقارير الواردة الا انه يجب التاكد من هذه المسألة حتى يمكننا مجابهاتها ، و لكن من الواضح جدا أن توسع التنظيم فى وحشية التكتيكات التي يتبعها يوما بعد يوم .