قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن تنظيم داعش الإرهابي يهدم الآثار القديمة ويكسرها بالجرافات، ويبيعها في هدوء خارج العراقوسوريا ويكسب ملايين الدولارات من النهب المنظم بشكل متزايد من الكنوز الوطنية، وفقا للمسؤولين والخبراء، مضيفة أن داعش يدمر الآثار بحجة أنها وثنية وتمثل ثقافة ما قبل الإسلام، ومن خلف الكواليس تقوم بعمليات السلب والنهب بشكل منظم وممنهج، حيث أعلنت تراخيص الحفر في المواقع التاريخية. وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن تجارة الآثار المتزايدة تنعكس على مقاتلي داعش أنفسهم، وذلك منذ الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية، والأراضي التي يسيطرون عليها داخل سوريا، لافتة إلى أن المجموعة المتطرفة نهبت مؤخرا مدينة تدمر السورية التاريخية والتي يبلغ عمرها نحو ألفي عام، مما يلقي الضوء على المخاطر التي تشكلها داعش على التراث الثقافي الغني في المنطقة. من جانبه، قال "قيس حسين رشيد" وزير اللآثار والتراث العراقي:" إنهم يسرقون ما يمكنهم بيعه، وما لا يمكن بيعه يقومون بتدميره"، ويضيف:" لقد لاحظت أن تهريب الآثار زاد منذ يونيو الماضي"، في إشارة إلى الفترة التي استولت فيها داعش على مدينة الموصل. وتلفت "واشنطن بوسطت" إلى استيلاء داعش على مدينة نينوي العاصمة الآشورية القديمة، وفي شريط فيديو أظهر مقاتلي داعش يقومون بتحطيم الآثار في متحف الموصل، ولكن المسؤولين العراقيين أكدوا أن هذه التماثيل نسخ طبق الأصل من التماثيل الأصلية، أما التماثيل الأصلية يعتقد أن الجماعة الإرهابية خزنتها لبيعها بعد ذلك. وتوضح الصحيفة أن العراق يعاني منذ سنوات من نهب المواقع التاريخية، بسبب عدم الاستقرار في البلاد، منذ الغزو الأمريكي في عام 2003، حيث بعدها بقيت المتاحف تحت حراسة ضعيفة وتمكن اللصوص من سرقتها، خاصة المتحف الوطني في بغداد. وذكرت الصحيفة أنه يصعب تقدير مكاسب داعش من تجارة الآثار، إلا أن المسؤولين العراقيين يؤكدون أنها ثاني أهم نشاط تجاري لدى الجماعة الإرهابية بعد مبيعات النفط، وقد تصل المكاسب لعشرات الملايين من الدولارات. وفي هذا السياق، قال مايكل دوناتي، أستاذ علم الآثار في جامعة بوسطن، ويعمل مستشار في وزارة الخارجية على الآثار المنهوبة من العراقوسوريا:" بعض المسروقات الآثرية في طريقها إلى الولاياتالمتحدة والأسواق الغربية الأخرى، خاصة الآثار المتوسطة مثل الأختان الحجرية ذات النقوش المسمارية". وتشير الصحيفة إلى أن قيمة التحف والقطع الأثرية القديمة التي تستوردها الولاياتالمتحدة من العراق ارتفعت إلى أربعة أضعاف بين عام 2010 و2014، لتصل إلى أكثر من 3.5 مليار دولار، وفقا للجنة التجارية الدولية في الولاياتالمتحدة، كما ارتفعت أيضا الواردات من سوريا ومصر. quot; بعض المسروقات الآثرية في طريقها إلى الولاياتالمتحدة والأسواق الغربية الأخرى، خاصة الآثار المتوسطة مثل الأختان الحجرية ذات النقوش المسمارية