بمجرد استئناف الدراسة إذا بأولياء الأمور تنتابهم حالة من القلق تكاد تصل إلي الرعب خوفا علي مصير أبنائهم الذين يتركونهم في الشوارع ليذهبوا إلي مدارسهم في أتوبيسات المدرسة أو سيرا علي الأقدام في ظل الغياب الأمني في شوارع المدن. خاصة في المناطق النائية, لدرجة أن الآباء يرون أنهم من الممكن أن يضحوا بالعام الدراسي بأكمله ولا أنهم يتركون أبناءهم يذهبون للمدرسة فما الذي يضمن لهم سلامة أبنائهم خاصة في المناطق النائية مثل التجمع الأول والخامس وطريق مصر الإسماعيلية والمقطم وغيرها. فالقاهرة وحدها بها حوالي3500 مدرسة تضم5,1 مليون طالب وطالبة في كافة المراحل تقريبا والأهالي يتساءلون: في رقبة من حماية هؤلاء الأطفال فلذات أكبادنا وما تبقي لنا في هذه الحياة الصعبة؟ المناطق النائية القريبة من الطرق الصحراوية والتي بنيت فيها المدارس ويقطع التلاميذ حوالي ثلاثين كيلو مترا علي الطريق الدائري بباصات المدرسة ألا يتوقع المسئولون أن يتم ترهيب هؤلاء الأطفال أو سرقة ما معهم أو خطفهم كرهائن لتنفيذ طلبات أي مجموعة لها مطالب غير شرعية؟ و وقد تسائل البعض هل الغرض من العودة الي المدرسة هو دفع مصاريف الفصل الدراسي الثاني وتسلم الكتب الدراسية علي أن يتم بقاء التلاميذ في منازلهم لحين استقرا الأمن فيمكن تأجيل التيرم بأكمله وتبحث وزارة التعليم كيف يمكن تعويضه في الشهور المقبلة أو حتي السنة القادمة بما يتفق مع تأمين وحماية الأطفال. وعن مدي الاستعدادات لتأمين عودة التلاميذ للمدارس يقول د.عبد العظيم وزير محافظ القاهرة يقول لقد اتخذنا قرار استئناف الدراسة بعد الرجوع للأجهزة الأمنية والتأكيد علي أن الأمن شبه مستتب وسيتم تكثيفه بصورة أكبر كما أن المدارس علي استعداد تام لاستقبال التلاميذ كما تم إخلاء جميع المدارس والتي كانت مستخدمة كمقرات مؤقتة لأقسام الشرطة المحترقة والمدمرة خلال الأحداث الماضية وتوفير مقرات أخري لأقسام الشرطة وإعادة المدارس لما كانت عليه وأن معظم الكتب الخاصة بالمرحلة الثانية تم توفيرها بالمدارس لذا لم يعد هناك مبرر لتأجيل الدراسة. كما اوضح قدري حسين محافظ حلوان: لقد قمت بمراجعة كافة الجهات الأمنية سواء القوات المسلحة أو الداخلية وكذلك مديري الإدارات التعليمية ووجدت أن الأمن متوفر ومظاهر الأمور الحياتية اليومية لا شيء فيها يثير الخوف, الأحوال تتحسن كل يوم أفضل من السابق له وأن مظاهر الخوف تقل يوما بعد يوم ولا يمكن أن تتوقف الدراسة لمجرد احتمالات قد تحدث أو لا تحدث فالخوف سيظل مستمرا لا ينتهي بعد أسبوع أو إثنين كي نؤجل الدراسة لذا كان لابد من استئنافها وليس واردا نهائيا أن يتم فتح المدارس لأمور مادية لا من قريب ولا من بعيد. ويقول مدحت مسعد مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة لابد أن تبدأ الحياة في العودة إلي طبيعتها ونستكمل العام الدراسي فلا يمكن أن تتوقف الأمور هكذا خاصة أن الحالة الأمنية في القاهرة: تسمح بذلك ولقد قمنا بإبلاغ مديري المدارس بأن من يري منهم- وكذلك مجلس الأمناء- أن مدرسته تقع في منطقة متطرفة وأن هناك خطورة علي التلاميذ فعليهم أن يتقدموا بطلب لنا بتأجيل الدراسة سنوافق علي هذا الطلب وليس هناك إجبارعلي الذهاب للمدرسة بل لن يؤخذ الغياب في الأسبوع الأول من استئناف الدراسة, حتي يطمئن أولياء الأمور ويبدأ التلاميذ في الانتظام في الذهاب إلي مدارسهم.