دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا أولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مكالمة هاتفية ثلاثية السبت الأطراف المتحاربة في اوكرانيا الى الاتفاق على وقف لاطلاق النار في محادثات السلام التي يجرونها في مينسك. وجاء في بيان للكرملين "أنه تم الاعراب عن الامل بأن يتم التركيز على مسالتي التوصل الى وقف عاجل لاطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة" في أجندة محادثات الهدنة التي تجري في مدينة مينسك. من جهة أخرى انطلقت بعد ظهر السبت في مينسك عاصمة بيلاروسيا محادثات السلام الهادفة الى التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين القوات الاوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو في شرق اوكرانيا، الذي يشهد تصاعدا في اعمال العنف كان اخرها مقتل 15 جنديا خلال الساعات ال24 الاخيرة. والتقى في مينسك في مقر حكومي في العاصمة البيلاروسية كل من الرئيس الاوكراني الاسبق ليونيد كوتشما ممثلا عن سلطات كييف، والسفير الروسي ميخايل زورابوف، وممثلة منظمة الامن والتعاون في اوروبا هايدي تاجليافيني وموفدين عن "جمهوريتي" دونيتسك ولوجانسك الانفصاليتين في شرق اوكرانيا. كما وصل الى مكان الاجتماع مستقلا سيارة تابعة للسفارة الروسية فيكتور مدفيدتشوك الذي كان مسئولا في عهد الرئيس السابق كوتشما ويعتبر من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم يعرف دوره في هذه المحادثات . كان المتمردون الاوكرانيون قد هددوا الجمعة أنه في حال فشل المفاوضات فإنهم سيعمدون الى توسيع هجومهم "حتى التحرير الكامل لمنطقتي دونيتسك ولوجانسك" لان القوات الاوكرانية التابعة لكييف لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من هاتين المنطقتين. أما في كييف فقد أعلن وزير الدفاع الاوكراني ستيبان بولتوراك السبت مقتل 15 جنديا اوكرانيا واصابة 30 بجروح في خلال 24 ساعة في الشرق الانفصالي الموالي لروسيا موضحا أن الخسائر وقعت تحديدا في منطقة لوجانسك الانفصالية وقرب مدينة ماريوبول المرفأ الاستراتيجي الخاضع لسيطرة حكومة كييف حيث قتل 30 مدنيا في عمليات قصف نسبت الى المتمردين قبل اسبوع. وأوضح من جهة ثانية ان مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية الواقعة ايضا شرق اوكرانيا "قد سقطت جزئيا بأيدي المجموعات المتمردة" غير أن وزارة الدفاع الأوكرانية عادت ونشرت بيانا اوضحت فيه ان "ديبالتسيفي لا تزال تحت سيطرة الأوكرانيين" وان المتمردين "يقصفون ضواحيها". وأمام هذا التصاعد في اعمال العنف خلال الايام القليلة الماضية اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا انها تتوقع التوصل الى التوقيع على "اتفاق ملزم لوقف فوري لإطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة من خط التماس" اليوم السبت في مينسك، حيث تم التوصل الى اتفاقيات سلام أولى لشرق اوكرانيا في سبتمبر الماضي. دبلوماسيا ستستقبل اوكرانيا في الخامس من فبراير وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي سيؤكد لكييف "دعما كليا" في النزاع في شرق البلاد قبل ان يتوجه الى ميونيخ للمشاركة في المؤتمر حول الامن وحيث يتوقع ان يلتقي نظيره الروسي سيرجي لافروف. من جانبه شدد الاتحاد الاوروبي من جهته هذا الاسبوع الضغط على روسيا لدورها في الازمة الاوكرانية، ودعمها لمقاطعتى دونيتسك ولوجانسك اللتين أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا من جانب واحد من خلال تمديد العقوبات التي تستهدف شخصيات انفصالية موالية لموسكو شخصيات روسية لمدة ستة أشهر وتوسيع اللائحة السوداء التي تشمل اصلا 132 شخصا تم تجميد أرصدتهم ومنعوا من السفر إلى الاتحاد دول الاوروبي. أما روسيا المتهمة بتسليح التمرد الموالي لها في شرق أوكرانيا ونشر قوات فيها، فنفت من ناحيتها أي تورط في النزاع الذي أسفر حتى الآن عن سقوط اكثر من خمسة آلاف قتيل خلال تسعة اشهر .