اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس خلال احياء الذكرى السادسة لرحيل ياسر عرفات في رام الله انه سيبقى ملتزما بالثوابت التي التزم بها الرئيس الفلسطيني الراحل. وشارك في حفل احياء الذكرى قرب ضريح عرفات الاف الفلسطينيين فيما منعت حركة حماس تنظيم احتفالات في قطاع غزة. وقال عباس في خطاب القاه في المناسبة, مشيرا الى شعارات كتبت على لافتة خلف المنصة "هذه الكلمات هي كلمات بليغة تعبر بكل صدق عن حقيقة موقفنا". وكتب خلف عباس "موقفنا ثابت والدولة بلا استيطان والقدس عاصمة لنا والعودة الى الوطن". وقال الرئيس الفلسطيني "نحن على العهد باقون, واتحدى ان كان هناك اي تنازل واحد منذ 48 لغاية الان عن اي ثابت من ثوابتنا". وحول قرار القيادة الفلسطينية الاربعاء اللجوء الى مجلس الامن الذي اعتبرته الولاياتالمتحدة واسرائيل احادي الجانب, قال عباس "نحن نفكر ان نذهب الى مجلس الامن, وتفكيرنا هذا اعتبروه تصرف احادي الجانب, وهم (الاسرائيليون) يقومون باعمال احادية بدأ من الجدار والاجتياح والقتل وقلع اشجار الزيتون, فهذا لا يعتبر تصرفا احادي الجانب". وتابع "لا زال هناك ظلم في العالم, ولا بد ان نرفع صوتنا, ونحن نفذنا كل التزاماتنا منذ العام 1993, ونتحدى الجميع ان كانت اسرائيل نفذت التزاما واحدا منذ ذلك التاريخ". وكانت القيادة الفلسطينية قررت الاربعاء اللجوء الى مجلس الامن في مواجهة استمرار الاستيطان اليهودي فيما ضربت اسرائيل عرض الحائط بالانتقادات الدولية باعلانها المضي في اعمال البناء الاستيطاني في القدسالشرقية. واشار الرئيس الفلسطيني الى خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما في الاممالمتحدة في 24 ايلول/سبتمبر الماضي الذي دعا فيه الى اقامة دولة فلسطين العام المقبل لتكون عضوا جديدا في المنظمة الدولية. وقال "وهذا نعتبره تعهدا من الرئيس اوباما وليس شعارا ونامل ان لا ياتي العام القادم وان يقول اسفين لم نستطيع". واضاف عباس متوجها الى اوباما "هذا تعهد عليك ودين في رقبتك بان تكون دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الاممالمتحدة". وشدد عباس بان لا مفاوضات مع استمرار الاستيطان, وقال "نحن لن نقبل ذلك اطلاقا واي حل لا يشمل القدس لن يكون حلا". وفيما يخص اللاجئين قال عباس " نريد حلها (قضية اللاجئين) وفق مبادرة السلام العربية حلا عادلا ومتفقا عليه". واضاف" ان الاسرائيليين لا يريدوا ان تضع قضية اللاجئين على طاولة المفاوضات ونحن لن نقبل ذلك اطلاقا". وابدى عباس تمسكه بالمقاومة الشعبية, وقال "نحن مؤمنون بها وبحقنا بان نمارسها". وتوجه عباس الى المجتمع الاسرائيلي وقادة حركات السلام والقوى المؤيدة للسلام في اسرائيل قائلا "ان صنع السلام اهم من الاستيطان والسلام الشامل والعادل اهم من الائتلاف الحكومي في اسرائيل ومن الاستيطان وليبرمان". وقال "نريد ان يعيش اولادنا واولادكم بسلام وامن نقول ذلك قبل ان تضيع الفرصة وليس قبل ان نغير راينا ". من جهته جدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة ومسؤول مؤسسة ياسر عرفات الخميس تحميل اسرائيل المسؤولية عن "اغتيال" عرفات. وقال القدوة "لن نمل من اصرارنا في البحث عن قطعة الدليل الاخير على اغتيال ياسر عرفات". واضاف "لدينا قناعتنا بذلك منذ البداية, واكدنا مسؤولية اسرائيل عن عملية الاغتيال, لكنا نريد الدليل على ذلك وسنحصل عليه". وكان عرفات توفي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2004 اثر اصابته بمرض غامض بعد ان تمت محاصرته من قبل اسرائيل في مكتبه برام الله. ويقول اكثر من مسؤول فلسطيني انه توفي مسموما. وقد توقفت الدروس في المدارس والعمل في المؤسسات الحكومية اليومية للمشاركة في احياء ذكرى رحيل عرفات.فيما امتلئت الساحة الرئيسية المحاذية لضريح عرفات في رام الله (المقاطعة) بالاف الشبان والشابات والنساء والرجال, وهم يحملون الاعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح. واغلقت قوات الامن الفلسطيني الطرق المؤدية الى المقاطعة امام المركبات, وسمحت فقط للمشاركين في الاحتفال بالسير على الاقدام ودخول المقاطعة بعد الخضوع لتفتيش امني وعلقت على بناية مجاورة لمكان الاحتفال صورة عملاقة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس عرفات وكتب عليها "حملنا الامانة ولن نحيد عن الدرب". من جانب اخر, اكدت هيئة العمل الوطني الفلسطيني في قطاع غزة الخميس ان الشرطة الفلسطينية التابعة لحماس منعت إقامة المهرجان المركزي لاحياء الذكرى السنوية السادسة لوفاة عرفات بحسب بيان رسمي. وقالت هيئة العمل الوطني التى تمثل كافة التنظيمات الفلسطينية المنضوية تحت لواء منظمة التحرير "ان هيئة العمل الوطني قد تصرفت بمسؤولية عالية وحرص وطني كبير وتقدمت حسب الأصول للجهات المعنية في قطاع غزة كما اجرت الاتصالات اللازمة لضمان اقامة المهرجان المركزي في ساحة الكتيبة بجوار جامعة الأزهر". واضاف البيان "الا أن هيئة العمل الوطني فوجئت برفض طلبها هذا دون ذكر الأسباب إلى جانب شن حملة اعتقالات واستدعاءات واسعة, الأمر الذي يحول دون إقامة مهرجان الوفاء للقائد الشهيد". وقال ان اسرائيل تصر على استمرار الاستيطان والاعتراف ياسرائيل دولة يهودية مع انهم يقولوا ان دولتهم واحة الديمقراطية في المنطقة ونحن نرفض هذه التسمية جملة وتفصيلا موقفنا الثابت لن نقبل على الاطلاق لاننا نعرف ما يسعون لتحقيقه وهذا لن نتنازل عنه ولن نفسح لهم المجال لتحقيق ما يريدون وهذا لن نتنازل عنه ".