أكد أطباء أن البشر يرسلون الى بعضهم رسائل عبر روائح الجسم وهو ما يعرف ب "التواصل الكيميائي" والذى لم يكن معروفا حتى الآن سوى في عالم الحيوان، ولكن تم اكتشافه مؤخرا عند الإنسان، عندما يفرز في بشرته ما يعرف بالفيرمونات، وهي مواد عضوية معقدة أكثر من الروائح، ويمكن للإنسان المستهدف أن يشعر بها حتى ولو كانت مخففة وبكميات ضئيلة. واضافوا ان إذا شم إنسان هذه الفيرمونات دون أن يعرف ماهيتها فإن ذلك يؤدي تلقائيا إلى نشاط مناطق المخ المسؤولة عن التعاطف مع الآخرين وعن التعرف على الخوف، وتكوين حالة الخوف الذاتي، وجمع فريق الباحثين عينات عرق للإنسان أثناء ممارسة الرياضة، بالإضافة إلى رائحة الجسد في حالته الطبيعية، ودراسة تأثير هذا العرق على الآخرين فوجدوا أن رائحة العرق الطبيعي للرجال كان لها تأثير مهدئ على النساء، في حين أن هذه الرائحة لم يكن لها تأثير على الرجال أو أدت إلى بعض الانفعال والغضب. ويرى بعض العلماء أن حاسة الشم عند الإنسان أهم بكثير مما نعتقد حتى الآن، وتلعب دورا في التواصل البشري، فالإنسان يمكن أن يرسل الى أشخاص آخرين رسالة خوف عبر عرقه تنذر بالخطر، وتظهر آثار هذه الرسالة بوضوح أيضا على هؤلاء الأشخاص من دون أن يعرفوا السبب في ذلك، بل إنهم يغيرون تصرفاتهم أيضا وبشكل واضح، كما ذكرت صحيفة القبس . ويضيف العلماء "تنتج الحيوانات مواد حاملة لرسائل بيولوجية لنقل أخبار إلى أقرانها من أجل تحذيرها أو لجذب شريك حياتها.. ولم يفقد الإنسان هذه القدرة بشكل كامل على مدى آلاف السنين، وقد أثار التواصل اللإرادي عبر روائح الجسد فضول الأطباء وعلماء النفس خلال الأعوام الماضية. وتركز اهتمامهم على عرق الخوف. وأثبت فريق علمي عام 2009 أن الخوف له تأثير معد حيث قام طلاب بجمع عرقهم المتصبب من الخوف قبيل الامتحان من خلال وضع قطنة تحت إبطهم، وبالرغم من أن المشاركين في التجربة لم يستطيعوا التعرف بشكل متعمد على رائحة العرق بعد تخفيفه بقوة إلا أن خوف الطلاب المتصببين عرقا من الامتحان انتقل إليهم.