في غضون بضعة عقود، سيصبح توليد الكهرباء القائم على نطاق واسع الان اعتمادا على الوقود الأحفوري ، شيئا من الماضي في أوروبا. . كان هذا هو ابرز ملامح التقرير الصادر عن بنك الاستثمار يو بى اس investment bank UBS ، الذي صدر مؤخرا و يحمل توقعات بارزة بشان انتاج و استهلاك الطاقة الكهربائية فى اوربا . التقرير توقع ان تكون الطاقة الشمسية، وتكنولوجيا البطاريات، والسيارات الكهربائية .. هى ابرز ثلاثة محاور هجومية سوف تجعل توليد الطاقة التقليدية امر من الماضى ، و ان المرافق الكبيرة لتوليد الطاقة والتي تعتمد على الفحم أو الغاز الطبيعي سيكون قد عفا عليه الزمن . ووفقا للتقرير، ستكون نقطة التحول بحلول عام 2020. وعند هذه النقطة سيكون الاستثمار في نظم الطاقة الشمسية المنزلىة قد مر عليها نحو 20 عاما، بالإضافة إلى بعض تكنولوجيا البطاريات المنزلية والسيارات الكهربائية، و التى سوف تكون قادرة على الدفاع عن وجودها وسيكون قد مرت ست إلى ثماني سنوات لاستخدامها بالنسبة للمستهلك العادي في ألمانيا وإيطاليا، وإسبانيا، وجزء كبير من بقية أوروبا. و يرى التقرير ان هذه التوقعات و الحسابات المستقبلية ستكون فعالة بشكل حاسم، حتى من دون أي دعم حكومي للطاقة الشمسية. و'بعبارة أخرى'، وكما يتوقع التقرير، " فان المستهلك الألماني سيتمتع بنحو 12 عاما من الكهرباء مجانا لدى شرائه لنظام من انظمة الطاقة التى ستباع في عام 2020″ . وهذا يعني أنه بعد عام 2020، ستؤدى الحوافز الاقتصادية إلى تشجيع الأسرة الأوروبية المتوسطة على وقف الاعتماد على نموذج المنفعة التقليدي لتلبية احتياجات الكهرباء ، و يعترف التقرير بانه " ليس كل [محطات الطاقة التقليدية] ستكون قد اختفت في عام 2025 ، ولكن علينا أن نكون جريئين بما فيه الكفاية لنقول أن معظم تلك المحطات التى ستخرج من الخدمة لن يتم استبدالها في المستقبل". ويشير التحليل أيضا أن مرافق الطاقة ( شركات الانتاج و التوزيع ) التى ستنجو و تريد ان تبقى على قيد الحياة في هذا العالم الجديد، تحتاج إلى التركيز على توفير شبكات توزيع ذكية ، لإدارة الطلب على الطاقة فى نطاق شبكة لامركزية تعمل على نحو أفضل، وتوفر على نطاق ضيق محلي القدرة و البديل الجاهز لتخزين وتوليد الطاقة. و هذا الطريق من شأنه العمل على مستوى الأسرة ، بحيث يمكن شحن السيارات الكهربائية في الليل، و الطاقة الشمسية توفر الكهرباء خلال النهار، على ان تخزن الطاقة الشمسية الزائدة فى بطاريات يمكن استخدامها في المساء لتغطية معظم احتياجات الطاقة المتبقية للأسرة . و الطاقة التى يتم توفرها عبر مثل هذه الشبكة المتصلة من المرجح ان لا تفقد تماما، حيث سيتم نقلها عبر شبكات التوزيع المحلية لتسد الثغرات فى بقية انحاء الشبكة التى قد يزيد فيها الاستهلاك او يقل نتيجة اى سبب ، لذا فان شبكات الطاقة الذكية بالمنازل و شبكات التوزيع المحلية النطاق الذكية ، سيسمحان بالتعامل مع الطلب و العرض على الطاقة بكفاءة أكبر بكثير. و يرى التقرير ان الامر سيستغرق فترة أطول بالنسبة لمحور السيارات الكهربائية ، ليستطيع التغلب على الاعتماد السائد الان على النفط للتزود بالوقود فى مجال النقل. و يتوقع ان تنخفض اسعار السيارات الكهربائية و الذى يعد حائلا امام انتشارها ، و ان كانت التكلفة الإجمالية لامتلاك سيارة على مدى ثلاث سنوات لسيارة كهربائية من طراز Tesla S هي بالفعل مساوية لتكلفة امتلاك سيارة تسير بتكنولوجيا الاحتراق مثل سيارة طراز أودي A7. . كذلك تخطط بعض شركات السيارات الكهربائية مثل "تسلا " لانتاج سيارة كهربائية جديدة للسوق الاستهلاكية في 2017 لا يزيد ثمنها عن 35 الف دولار ، و هو الامر الذى سيدفع بالسيارات الكهربائية الى الامام و يجعلها تحتل مكانة فى السوق ، وسوف يزيد هذا بشكل كبير بعد عام 2020، ويعتبر التقرير أن سيطرة السيارات الكهربائية على نسبة 10 في المئة من السوق فى ذلك الوقت سيكون تقدير متحفظ . ومع ذلك، وعلى الرغم من النمو الملحوظ في السيارات الكهربائية والمكونات في مبيعات السيارات الهجين، إلا أنها مازالت تمثل شريحة صغيرة للغاية من أسطول السيارات العالمي . وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أنها سوف تحتاج إلى خفض ثلاثة أرباع مبيعات السيارات العالمية مع حلول عام 2050 بهدف الحفاظ على متوسط درجات الحرارة في العالم و عدم ارتفاعها بمعدل أكثر من درجتين مئويتين. و يتوقع التقرير ان تطور تكنولوجيا البطاريات و تخزين الطاقة سينعكس ايجابا على قدرة تخزين الطاقة و على اسعار هذه البطاريات التى من المتوقع ان تنخفض بمعدل النصف بحلول عام 2020. . و هذا من شأنه أن يجعل السيارات الكهربائية وبطاريات تخزينالطاقة الثابتة للمنازل أرخص و سيؤدى الى ارتفاع الطلب ايضا عليها و بالتالى تزداد فرص تحقيق المزيد من خفض التكلفة . و وفقا لنحليل بنك UBS ، فان التأثير المشترك لتبنى الطاقة الشمسية والبطاريات والسيارات الكهربائية سيتقاطع تاثيره و ينقل اوربا الى نقطة التحول الحاسمة ، و انه " قد حان الوقت للانضمام الى ثورة الطاقة الخضراء" التى يعنى تمددها و تزايد اختيارها من قبل المواطن الاوربى بمثابة صفعة هائلة الى تلك الحكومات والشركات التى مازالت تعتقد أن الوقود الأحفوري و نظم الطاقة المركزية القائمة ستظل تهيمن لعقود قادمة.