إرتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الجمعة لليوم الخامس علي التوالي مقتربة من مستواها القياسي عند 97 دولار للبرميل تحت متأثرة بهبوط مخزونات الخام الامريكية والتوترات السياسية التي اعقبت إغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بنيظير بوتو والتوترات علي الحدود التركية العراقية. وكسبت اسعار عقود النفط الامريكي الخفيف لأقرب استحقاق في شهر فبراير القادم 35 سنتا مسجلا 97.96 دولار للبرميل ، بعد ارتفاعه في وقت سابق الي 97.12 دولار للبرميل لتصل مكاسبه منذ 20 ديسمبر الي نحو ستة دولارات للبرميل. وكانت عقود الخام الامريكي قد قفزت الخميس 97.79 دولار وهو أعلي مستوي لها منذ 26 نوفمبر الماضي ليرتفع السعر أكثر من 5.05 دولار علي مدي الجلسات الاربع الماضية ، وهو ما أعقب الاعلان عن هبوط مخزونات النفط الخام التجارية في الولاياتالمتحدة - أكبر مستهلك للطاقة في العالم- بقدار 3.3 مليون برميل خلال الاسبوع المنتهي في الحادي والعشرين من ديسمبر الي ادني مستوي لها منذ يناير 2005. وفي لندن ، صعد خام القياس الاوروبي مزيج برنت 89 سنتا مسجلا 95.67 دولار للبرميل ، وإرتفعت أسعار العقود الآجلة للخام والمستحقة في فبراير القادم بمقدار 31 سنتا مسجلة 94.25 دولار للبرميل. والي اسواق اسيا، قفزت اسعار النفط الخام في المبادلات الالكترونية غداة اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنيظير بوتو حيث ارتفع سعر برميل النفط الخفيف لأقرب تسليم في فبراير القادم 39 سنتا مسجلا 97.1 مقابل 96.62 دولار للبرميل. يذكر ، أن بوتو لقيت حتفها الخميس اثناء مغادرتها اجتماعا حاشدا في إطار الحملة الانتخابية لحزبها في مدينة روالبندي وبث خبر الاغتيال الذعر في صفوف المستثمرين ، الذين أبدوا خشيتهم حيال احتمال وقوع توترات أمنية في منطقة معروفة بدورها الاقتصادي العالمي مما دفعهم الي جني الارباح. وأجج تصاعد التوترات الجيو-سياسية الناجمة عن اغتيال بوتو ، والذي قاد باكستان الي مرحلة جديدة من التوتر، أسعار النفط الي مستوي قياسي حيت كسبت نحو خمسة دولارات خلال أسبوع. ولفت مدير تحرير نشرة "النفط والغاز العربي" المتخصصة فرانسيس بيرين الي انه علي الرغم من ان باكستان ليست منتجة للنفط الا انها تقع في منطقة بالغة الاهمية من الناحية الاستراتيجية ، واضاف " أن وجود السلاح النووي والتطرف يشد انتباه المتعاملين النفطيين وهذان العاملان بالاضافة الي عوامل اخري قادا الي ارتفاع الاسعار في الاسواق علي مدي الايام الماضية". وأضاف جيمس مور المحلل الاقتصادي لدي "بيليون ديسك" أن موجه من الارتفاع تسود السوق" ويمكن ان تتفاقم "في حال حدوث بلبلة بشأن الانتخابات الباكستانية او في حال إعادة فرض حالة الطوارئ في تلك البلاد". ويُظهر انخفاض المخزون الامريكي من النفط "مستوي مهم من الاستهلاك النفطي" في الولاياتالمتحدة ، في الوقت الذي اسهمت فيه مخاوف من تباطؤ كبير في أسعار النفط في ما وراء الاطلسي في تراجع أسعار الخام علي مدي الاسابيع الاخيرة. ويؤثر العامل الجيو-سياسي علي اسواق المواد الاولية مع تواتر التدخل العسكري التركي ضد متمردي حزب العمل الكردستاني في شمال العراق البلد الذي يمتلك رابع اكبر احتياطي عالمي من الخام. وفي ظل هذة الظروف فإن اسواق النفط مشدودة الي أفق المائة دولار للبرميل ، وبات من الصعب مع إقتراب الاسعار مرارا من هذة العتبة الرمزية "ألا تبلغها".