وعلي رأي الست دي أمي « ما فيش حاجة تيجي من الغرب... ممكن تسر القلب »... فإذا انتهينا من منع «الإيشارب » في فرنسا ظهرت لنا الدنمارك بالإساءة للرسول ( ( (... فإذا نسي الناس قليلاً هذه الإساءة قامت الدنمارك بالاحتفال بصاحب الرسوم المسيئة... فإذا قلنا كما كان يقول عبد الفتاح القصري حينما تشخط فيه زوجته قائلة «حنفي» فيقول لها وهو منحني الرأس ...«خلاص تنزل المرة دي» يستمر الغرب في الاعتداء علي الإسلام والمسلمين فتمتنع سويسرا عن بناء المآذن وتصدر قانوناً يحرم ذلك... مع إن مجموع المساجد في سويسرا لا يزيد علي ستة مساجد فقط لا غير لكل الجاليات المسلمة... وهكذا... وكلما سكتنا يذكرنا الغرب بأن منهجه العلماني الذي يدعي الإيمان بحرية العقيدة هو في خدمة كل العقائد إلا الإسلام... فمن حقك في أوروبا أن تعبد «البقرة»... سواء أكانت مسلولة من أبقار الهند أو سمينة من أبقار أستراليا... كما أن من حقك أن تقيم لهذا البقر «زريبة» في أوربا لكي تصلي فيها... أو أن تستأجر لها حجرة في «الشانزليزيه» وفي أوروبا من حقك أن تعبد «النار»... و«البوتاجاز»... و«الولاعة الأوتوماتيك» أما «الولاعة العادية» فلا يمكن أن تعبدها لإنها لا تباع بالأسواق... ومن حق المرأة هناك أن تعاشر المرأة... وهناك نوادٍ للمعاشرة الجماعية يصدر لها ترخيص من وزارة «المسخرة»ومن حق الرجال أيضاً أن يعاشروا الرجال في أماكن رسمية ولكن بعد سداد الضرائب اللازمة... ولكنهم لا يعترفون بالزواج علي الطريقة الإسلامية . وقد تم صياغة تشريعات في كل أوروبا لمنع المظاهر الإسلامية من أول «الإيشارب» وانتهاء «بالصلاة»... حتي صدر أخيراً القرار العنصري رقم «ألف» باستخدام الضوء الأخضر في المساجد بدلاً من الأذان وصاحبة هذا القرار هي الدولة التي ظهر فيها «جان جاك روسو» فيلسوف الحريات وهي الدولة التي تزعم أنها دولة علمانية تحترم الأديان... وهي فرنسا... صاحبة جيوش المقدمة في الحروب الصليبية والتي قادها ملك فرنسا بنفسه والذي قال :أتيت لإبادة المسلمين ولن أدفن أجسادهم، بل سأتركها للطيور». ومن هنا فإن المسلم في فرنسا إذا ما مر علي مسجد... هذا لو سمحت فرنسا ببناء المساجد أصلاً... فإنه لابد أن ينظر إلي الضوء الذي ينبعث من المسجد فإن كان الضوء «أخضر» فعليه أن يصلي... أما إذا كان «أصفر » فمعناه انتظار الصلاة، أما الضوء الأحمر فهو يحذرك من الصلاة في وقت الكراهة، أما إذا قطع النور لسبب أو لآخر... فلا صلاة ولا أذان... أما الضوء الأسود فهو أكيد لصلاة الجنازة وهذه هي أوروبا أيها السادة... عنصرية تامة وكراهية للإسلام والمسلمين... والمفروض أننا بعد أن فهمنا هذه الحقيقة أن نبني عليها عقولنا... ونرتب بها الحقائق... فنفهم مثلاً لماذا يساند الغرب كله وأمريكا من أمامه وجود إسرائيل في قلب الوطن العربي... والإسلامي ...؟ ونفهم أيضاً لماذا يرحب الغرب وأمريكا بتقسيم البلاد العربية ثم تقسيم الدولة الواحدة إلي شمال وجنوب، ثم تمزيق البلاد العربية بالطائفية بين مسلم ومسيحي؟ وسني وشيعي؟ ونفهم أيضاً لماذا يستعبدون الشعوب العربية من خلال حكامهم، ذلك لأنهم يحققون من خلال الحكام العرب ما لا يستطيعون أن يحققوه بأيديهم... وسنفهم أيضاً لماذا انهارت الجامعة العربية وانحصرت وظيفتها في إطلاق عبارات الإدانة... هذا إن استطاعت أن تطلقها أصلاً... ونفهم أيضاً لماذا أنشأوا وكالة دولية لمنع السلاح النووي عن الدول العربية وعن باكستان... ثم أخيراً عن إيران ...ونفهم أيضاً لماذا دمروا العراق الدولة القوية .. لتحل محلها مجموعات متحاربة وانتخابات مزيفة ورئيس ضعيف وشعب بأسه بينه شديد .... المهم يا سادة... أننا بعد مرحلة الفهم والوعي... علينا أن نضبط إيقاع الحركة الشعبية الجماعية... فلا ينبغي أن تخدعنا الحكومات أو نشتت الجهد حول الفرعيات أو أن نساعد دعوات الانقسام . وأخيراً فيجب أن نفهم في ضوء هذه العنصرية أن الحكام العرب لا يريدون حل مشكلة فلسطين، وإنما هم في الحقيقة مكلفون بالبحث عن حلول لتأمين دولة إسرائيل والكيان الصهيوني وتأمين حدودها، فإذا أزعجت «إيران» إسرائيل... فالكل ضد إيران... وإذا أزعجت «حماس» الكيان الصهيوني فليحاصر الجميع «شعب غزة» وإذا شكل حزب الله خطراً علي إسرائيل فليحرض الجميع شعب لبنان وحكومته ضد «حزب الله»... لأن إسرائيل هي سلاح الغرب العنصري ضد الأمل في عودة الوحدة الإسلامية... وأخيراً فقد قال الراحل «نزار قباني» في الحكام العرب شعراً فقال عنهم.... «لم يبق فيهم لا أبو بكر... ولا عثمان جميعهم هياكل عظمية... في متحف الزمان» وعجبي