جميع منظمات حقوق الإنسان في مصر ، بلعت ألسنتها ، و لم تنطق بكلمة واحدة ، بشأن اساءة الصحيفة الدنماركية للنبي الكريم صلى الله عليه و سلم ! رغم إن هذه المنظمات كثيرا ما تبحث و تسأل عن أي حدث حتى لوكان تافها ، لتصدر بشأنه تقارير لتلفت نظر "الممولين" بأنها ب"تعمل" الواجب و زيادة ! لقد لفت هذا الصمت"المريب" نظر بعض الكتاب ، و تساءلوا :أين منظمات حقوق الإنسان المصرية ؟!، صحيح أنها في أغلبها ، مؤسسات يسارية ، و اليسار العربي منذ نشأته و حتى نهايته على يد رفعت السعيد ، و هو في خصومة مع الدين أو على الأقل مع التيار الإسلامي ، غير ان ظاهرة الاساءة للرسول صلى الله عليه و سلم ، اساءة ل"امة" تعدادها أكثر من مليار و نصف مليار مسلم ، و ليست اساءة ل"جماعة اسلامية" في خصومة سياسية مع هذا التيار أو تلك . ومن ثم فإن الأمر جلل و يستحق أن تتطهر هذه المنظمات من هذا الإرث اليساري المعادي للدين بصفة عامة ، و ان تدافع عن حقوق أمة تهدر يوميا في الداخل و الخارج . و لقد كشف المفكر الكبير د. محمد يحى في زاويته اليومية ب"المصريون" أن هذا السكوت كان ثمنه 800 مليون دولار ، تدفعها "الدنمارك" وحدها لمثل هذه المؤسسات في العالم العربي سنويا ! و يبدو أن الاستاذ نجاد البرعي ، وهو واحد من أبرز نشطاء حقوق الانسان في مصر ، ويرأس واحدة من المنظات العاملة في هذا المجال ، ساءه أن يسمع مثل هذا التقريع من المستائين ، فكتب مقالا في المصري اليوم 4/2/2006 ، كان من عنوانه "شتيمة" و احتقارا للمسلمين الذين غضبوا لرسول الله صلى عليه و سلم ، ووصفهم بأنهم كانوا يتصرفون تحت تأثير "ثقافة القطيع" ! و ساق الحقوقي البارز ، ذات الحجج التي كان يرددها اليسار المصري و غلاة العلمانيين المصريين ، في كل عمل كان مسيئا للمسلمين ، متهما اياهم بالتصرف بجهل بدليل أن لا واحد منهم رأي بنفسه "الرسوم الكاريكاتورية" التي أساءت للنبي الكريم ! و أنه و بحسب رأيه " لايمكن لشخص أو مجموعة اشخاص أن تحتكر لنفسها الحق في الحكم على ما هو مقبول و غير مقبول " ! و أن " الثقافة الديمقراطية تفترض أن يصدر المجتمع حكمه بناء على ما رآه و شاهده بنفسه" ، وطالما أن "المجتمع المسلم " لم ير الرسومات المسيئة بنفسه يتساءل نجاد فعلام الغضب و المظاهرات ؟! .. بالله عليكم هل رأيتم سفسطة و تحديا لمشاعر الناس أكثر من ذلك ؟! المثير في كلام سي "برعي" .. أنه زعم أن السفراء الدنماركيين في العالم الاسلامي حاولوا شرح أن الحكومة الدنماركية و العالم الغربي كله ليس مثل الحكومات العربية و الاسلامية ، بيدها فتح أو غلق أية صحيفة بجرة قلم ، و انهم هناك يحترمون حرية التعبير بلا قيود ، غير أن العرب بحسب نجاد البرعي "مش عايزين يفهموا" هذه "الحقيقة" ! بل طالب المسلمين بأن يقدموا بدلا من هذه الاحتجاجات الجوفاء للدنمارك و للغرب عموما "وجها جديدا للاسلام يعتمد على التسامح" ! أي على المسلمين أن يعتذروا للدنمارك و ليس العكس ! و الحال إن هذه أكاذيب و تبرير رخيص يشرع لإهانة النبي صلى الله عليه و سلم ، لأن العرب و المسلمين لم يطلبوا أن تغلق الحكومة الدنماركية "الصحيفة " و انما طلبوا اعتذارا رسميا من الحكومة نفسها ، غير أن الأخيرة كابرت و رفضت تقديم اعتذارها للمسلمين ! أما حكاية "حرية التعبير" في الغرب .. فهذا كلام يباع و يسوق في أي مكان آحر من العالم يكون معزولا أو مغيبا أو "اهبلا" لايدري ما يجري حوله من أحداث . فإذا شاء الغرب ان يمنع مثل هذه السخافات لمنعها .. فهو ذاته الذي سن التشريعات و القوانين التي تقر بحقوق المثليين و الشواذ جنسيا .. و هو ذاته الذي سن قوانين تخفي من ينكر "الهولوكست" وراء الشمس ! وهو الغرب الذي وضع من التشريعات التي تحفظ لليهودي قدسيته و عصمته ، و هو ذات الغرب الذي صادر كتاب "الحلال و الحرام " للقرضاوي ، و هو ذاته الذي منع بث قناة المنار .. و القائمة يا "سي برعي" طويلة و يضيق المقام لذكرها . و عيب أن نبيع ديننا ب 800 مليون دولار تدفعهم الدنمارك لمؤسسات من المفترض أنها تدافع عن "حقوق الانسان" و ليس عن "حقوق الممولين" لأنشطها "الخجولة" في كل شئ ! [email protected]