فى الوقت الذى تخرج فيه الملايين فى ميادين وشوارع مصر ضد الإخوان ودستورهم المشبوه.. واستفتائهم «المزور» تجد الرئاسة تعلن عن حوار وطنى برعاية محمد مرسى ورئاسة نائبه محمود مكى. وتدعى رئاسة مرسى أن هذا الحوار يشارك فيه عدد من القوى السياسية ورجال الفكر والسياسة والأحزاب المصرية!!
فأى حوار وطنى يدّعونه.. والشعب غاضب لسلوكيات الإخوان التى تسعى لتحويل البلد والوطن إلى عزبة خاصة للإخوان وحلفائهم ومواليهم الباحثين عن مناصب ومنافع شخصية.
وأى أحزاب أو قوى سياسية أو رجال فكر الذين يشاركون فى هذا الحوار؟
وعلى أى أساس يكون الحوار.. ومحمد مرسى وجماعته يسيرون فى ما يرسمون من السيطرة بالديكتاتورية والاستبداد لبناء عزبتهم الفاشية على حساب الوطن والمواطنين.
إنه «حوَل» وطنى.. وليس حوارًا وطنيًّا!
إنهم يذكّروننا بنفس سياسات وحوالات «حوارات» الحزب الوطنى الفاسد التى كان يقودها صفوت الشريف.. ويأتى بالأحزاب الكرتونية المصنوعة فى أمن الدولة.. وشخصيات موالية.. وكأنه يجرى حوارًا مع شخصيات معارضة.. فى حين كانت المعارضة فى الشارع.. ليزعم بعد ذلك فى وسائل الإعلام والصحف التى يسيطر عليها بأن هناك حوارًا وطنيًّا!!
نفس الأمر يحدث الآن.. وباستخدام موالين جدد.
تخيلوا حوار الرئاسة مع حزبى الحرية والعدالة والوسط.. وشخصيات تنتمى إلى هؤلاء الحزبين فضلا عن موالين من أمثال حاتم عزام وحزبه.. ومحمد الصاوى الذى وصل به الفُجر بأن يدعى أنه ممثل الكنيسة فى «التأسيسية».. وهو نفس الشخص الذى يوجه اتجاهه مع من فى السلطة ولم ينس أنه مدير شركة إعلانات.. وهو الذى هرول إلى أحمد شفيق عندما دعاه إلى وزارة الثقافة.. ليكون وزيرا لمدة أسبوع.. ويا سبحان الله.. أصبح الآن من الثوار الإخوان الذين يتهمون المعارضين لهم بأنهم فلول!!
حوار أم حَوَل وطنى.. ويصرون على دستور مشبوه باطل أنتج برعاية الغريانى من أجل مصلحة جماعة لا من أجل وطن.
حوار أو حَوَل وطنى ورئيسهم يعتدى على السلطة القضائية ويضرب بأحكامهم عرض الحيط.
حوار أو حَوَل وطنى ورئيسهم يحصن قراراته ضد الأحكام القضائية.
حوار أو حَوَل وطنى ورئيسهم لا يملك شيئا إلا تنفيذ تعليمات من أتوا به كمندوب لهم قى قصر الاتحادية.
حوار أو حَوَل وطنى.. ومهزلة الاستفتاء الباطل مستمرة.. وانتهاكات يباشرها أعضاء حزبهم من الحرية والعدالة الذين يثبتون كل يوم أنهم لا حرية ولا عدالة!
حوار أو حَوَل وطنى وشباب النيابة العامة لا يقبلون بأن يكون النائب العام من تعيين رئيس الجمهورية.. ويعتصمون ويقفون وقفة رجالة ضد تدخل مرسى ومستشاريه من ترزية السوء فى أعمال القضاة!
حوار أو حَوَل وطنى وأنصارهم يحاصرون المحكمة الدستورية ويمنعون قضاتها من الدخول ويمنعونهم من أداء مهامهم ونظر القضايا.. ومنعهم من النظر فى قضايا حل مجلس الشورى للحفاظ على رئاسة صهر محمد مرسى له.. ومميزاته التى يحصل عليها من مكافآت مالية وسيارات وحراسة خصوصا بعد حل مجلس الشعب وقد أصبحت الأمور فى يديه.. كما أنهم يسعون أن تكون التشريعات فى مجلس شورى صهر الرئيس بعد إقرار الدستور المشبوه.. من أجل تمرير القوانين الذين يريدونها.
إنه فعلا حَوَل وليس حوارا.. لقد أصيبت الرئاسة بالحَوَل ولم تعد ترى ما يحدث فى الشارع من معارضة وتماسك ضد العبث الذى يمارسه محمد مرسى وجماعته ومستشاروه.