ردد متظاهرون أمام الديوان الملكي الأردني ليل الخميس شعارات تنادي بإسقاط النظام بشكل لافت، في أول تظاهرة من نوعها بالمملكة ترفع الشعار الذي كان يرفع بشكل فردي ومتقطع في السابق. وهتف المئات من المتظاهرين في مسيرة وصلت لبوابة الديوان الملكي من حي الطفايلة القريب وسط العاصمة عمان بشعار 'الشعب يريد إسقاط النظام'، وشعارات أخرى منها 'حرية من الله.. يسقط يسقط عبد الله'، وغيرها من الشعارات.
وكانت شعارات إسقاط النظام ظهرت بوضوح في المسيرات والاحتجاجات منذ بدئها مساء الثلاثاء الماضي بعد إعلان الحكومة الأردنية عن قرارات برفع الأسعار، لكن رفعها أمام الديوان الملكي وبمسيرة منظمة بدا تحولا في الحراك الأردني، وفق ما قرأه سياسيون.
وجاءت هذه التطورات بعد أن أعاد رئيس الوزراء عبد الله النسور في لقاء مع قناة الجزيرة مساء الخميس التأكيد على أن الحكومة لن تتراجع عن قرار رفع أسعار المحروقات.
واستمرت في الأردن الاحتجاجات والاضطرابات طوال يوم الخميس، حيث فرقت قوات الدرك بالقوة وباستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع محاولة المئات من الشبان الوصول لدوار الداخلية.
كما اشتبكت قوات الأمن مع الشبان في منطقة جبل الحسين التجارية التي تحولت لليلة الثانية على التوالي إلى ساحة مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن.
وانتقل الشبان الغاضبون لمنطقة وسط البلد في مجمع رغدان السياحي وأعلنوا عن البدء باعتصام مفتوح حتى إسقاط قرار الحكومة برفع الأسعار.
وفرقت قوات الأمن والدرك احتجاجات في مناطق عدة من عمان أغلقت خلالها شوارع عدة من قبل المحتجين لليلة الثالثة على التوالي.
وفي إربد شمال الأردن فرقت قوات الأمن بالقوة اعتصاما كان ناشطون بدؤوه منذ يومين في ميدان وصفي التل وسط المدينة مما أدى لمواجهات بين الشرطة والدرك والمتظاهرين في المدينة الشمالية.
وكانت إربد وبالتحديد منطقة كفر أسد سجلت فجر الخميس سقوط أول قتيل باحتجاجات الأردن هو الشاب قيس العمري الذي أكد والده للجزيرة أنه لن يتسلم جثمانه حتى تتم محاكمة كل من رئيس الوزراء عبد الله النسور ومدير الأمن العام حسين المجالي.
ونفى والد الشاب أن يكون ابنه هاجم المركز الأمني للواء الوسطية بالأسلحة النارية، وقال إن ابنه أصيب أمامه برصاصة من بندقية (M16)، فيما قال مدير الأمن العام إن رجال الأمن أطلقوا النار ردا على هجوم مسلح على المركز الأمني.
وتواصلت الاحتجاجات العنيفة والمواجهات مع قوات الأمن في مناطق الجنوب الأردني، حيث شهدت مدن الكرك والطفيلة ومعان احتجاجات عنيفة أحرقت خلالها العديد من المؤسسات الرسمية والسيارات التابعة لها.
وقال مدير الأمن العام في مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس إن الأمن سيضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الأردني أو يقوم بحرق المؤسسات العامة.
وقالت مديرية الأمن العام في بيان لها مساء الخميس إن الأمن تعامل مع 102 حالة شغب وتظاهرة احتجاجية في الساعات ال48 الماضية.