لم يكن يتخيل صناع فيلم «عبده موتة» أنه سوف يكون سببًا فى دخولهم سلسلة من الأزمات، وأن أقدامهم لن تهدأ من التجول بين النيابات العامة والمحاكم ودار الإفتاء، وذلك بعد أن أصبحت تلقى عليه الاتهامات من كل اتجاه. منتجا الفيلم أحمد السبكى ونجله كريم السبكى كانا صباح أول من أمس الأحد أمام النيابة العامة للتحقيق فى بلاغ مقدم من محامٍ عن «الدعوة السلفية» إلى المحامى العام لنيابات شمال الجيزة، يتهم فيه صناع الفيلم بازدراء الدين الإسلامى، بسبب أحد مشاهد الفيلم الذى يحتوى على رقصة لدينا على خلفية «يا طاهرة» حيث اعتبره مقدم الدعوة مشهدًا يزدرى الدين الإسلامى من خلال ذكر اسم آل البيت فى أوضاع لا تليق، وهو المشهد الذى كان سببًا فى أزمات سابقة مع المتصوفين والشيعة، لكن الكل توقع أن تنتهى أزمات الفيلم بعد مبادرة المنتج أحمد السبكى بحذف المشهد مراعاة لمشاعر المعترضين، إلا أن نيابة الدقى استمعت إلى أقوال أبطال مجموعة من صناع الفيلم فى البلاغ الجديد. كريم السبكى فى تعليقه على ما حدث معه فى النيابة قال ل«الدستور الأصلي» إنه يرى أن البلاغ المقدم لا يستند إلى أى حقائق، وإنه لن يسفر عن شىء، وأضاف «القضية لا سند قانونى لها، خصوصا أن الأزمة قد انتهت بمجرد أن تقابل الحاج أحمد السبكى مع المفتى، وقررا معا أن تحذف الأغنية، وبحذفها تم حل الأزمة بشكل نهائى، رغم أننى أرى أن الأزمة تضخمت وأخذت أكبر من حجمها، وحسب كلام كريم السبكى فإنه لا يظن أن يتم استدعاؤهما إلى النيابة مرة أخرى، لأن البلاغ برأيه مبتدع من الأساس.
وتابع المنتج متسائلا: «كيف يتهمنا البلاغ بازدراء الأديان، على الرغم من الأزمة التى أثيرت بشأن الأغنية لا علاقة لها بازدراء الأديان كما ينص القانون؟»، وأضاف «لا نعلم متى تتوقف كل تلك الاتهامات»، كما أشارا إلى أن الفيلم وافقت عليه هيئة الرقابة قبل عرضه، كما أن الأغنية مثار الجدل تم حذفها أصلا من الفيلم الذى تعرض نسخة فى دور العرض حاليا بدونها. لكن كريم السبكى لا يزال يبدى اندهاشه، حيث يقول إن أغنية «يا طاهرة يا أم الحسن والحسين» ليست جديدة علينا، وأننا كنا دائما نتعامل مع تلك الأغنيات على أنها تنتمى إلى الطبقات الشعبية، دون أن نرى فيها أبدًا أى إهانة لآل البيت، أو الرسول عليه الصلاة والسلام، وتطرق إلى الحديث عن أوضاع البلد فى الوقت الحالى «أبدًا لم نكن نعلم أن الوضع سيتغير فى مصر إلى هذا الحد، وأرى أنه توجه مختلف تمامًا عما كنا نعيشه من قبل، فهذه كلها محاولات فقط للنيل من الفن والفنانين وحرية الإبداع ولكننا كمنتجين لن نسمح بهذا التدخل السافر من أى جهة تفرض وصايتها على الفن».