.. وقراء موقع «الدستور»: مقاومة الاستبداد أهم من «شعار» محمد بديع مازال الجدل قائماً حول إصرار جماعة الإخوان علي خوض الانتخابات القادمة بشعار «الإسلام هو الحل»، ومواجهة القيادات الإصلاحية التي طرحت فكرة تغيير الشعار، فعلي مدار اليومين الماضيين انقسمت الجماعة إلي اتجاهين، فريق علي رأسه «د.محمد جمال حشمت» عضو مجلس شوري الجماعة يتبني فكرة احتمالية تغيير شعار «الإسلام هو الحل» في الانتخابات القادمة، وفريق آخر يري أن هذا بمثابة تنازل عن مبادئ الجماعة، حتي وصل الأمر إلي أن يقول «علي عبدالفتاح» القيادي الإخواني «واهم من يظن أن الجماعة ستغير الشعار، ولم يفهم دعوة الإخوان بعد». من جانبه، رفض الدكتور «مصطفي الفقي» رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب استخدام شعارات دينية في المعركة الانتخابية القادمة، قائلاً: «الدستور يجرم استخدام الشعارات الدينية حتي لا نري من يقول إن المسيحية أو اليهودية هي الحل»، واصفاً شعار «الإسلام هو الحل» الذي ترفعه الإخوان بأنه شعار استبعادي وإقصائي. وقال «ضياء رشوان» الباحث في شئون الجماعات الإسلامية «الإخوان يدركون أنهم يخوضون بهذا الشعار معركة إثبات وجود خاصة مع تأكدهم أن خسارتهم الانتخابات شبه مؤكدة، نتيجة إلغاء الإشراف القضائي»، مضيفاً: «هذه محاولة لإعادة الورقة الإخوانية للحوار العام في مصر». وأضاف «رشوان»: «هم يعرفون أن الدستور يحظر استخدام شعارات دينية واستبدلوه بشعارات أخري في انتخابات الشوري والمحليات الماضية، وأنا عن نفسي غير راضٍ عن هذا الشعار». وأكد «د.رفيق حبيب» المفكر القبطي أن الجماعة تري الشعار قانونياً، بعدما حصلت علي أحكام قضائية بذلك، ويعبر عن برنامجها ومشروعها، مشيراً إلي أن الجماعة تعتبره أيضاً شعاراً عاماً وليس إقصائياً وموجهاً لكل المجتمع، وسترفض أي ضغوط عليها لاستبدال الشعار. وأضاف «حبيب»: في تصوري هذا لا يمنع خوض الانتخابات بشعارات أخري أو أن ترفع شعار «الإسلام هو الحل» شعاراً رئيسياً وترفع بجانبه شعارات أخري، مؤكداً أن الشعار بالطبع ليس مقدساً، فالجماعة لم تستخدمه قبل عام 1987 وعبر تاريخها استخدمت شعارات أخري، مشيراً إلي أن الجماعة إذا استخدمت شعاراً آخر لن يغير النظام الحاكم أو التيارات الأخري موقفهما التعسفي من الإخوان. وعلي الجانب الآخر، أكد «أحمد أبوبركة» أحد محامي الجماعة البارزين أن شعار «الإسلام هو الحل» سياسي 100%، وحصل علي أحكام قضائية تؤكد عدم حظره. وفي نفس السياق، شارك العشرات من قراء موقع «الدستور» في الجدل القائم حول شعار «الإسلام هو الحل»، حيث قال القارئ «أحمد شوقي» لا يمارِ أحد في حق الإخوان في اختيار الشعار الانتخابي المناسب، وبالتالي لا حق لأحد في المصادرة عليهم في هذا الشأن، بيد أن المرء لابد أن يصاب بالدهشة من «انتفاضة» الإخوان للدفاع عن شعار الإسلام هو الحل، ولا يري هذا البأس في مقاومة نظام الفساد والاستبداد الجاثم علي قلب مصر حتي آخر نبضة وآخر نفس. وخاطب آخر جماعة الإخوان قائلاً: انزلوا الميدان ببرنامج سياسي، وبدون شعارات دينية تدغدغ مشاعر البسطاء والسذج، وقال ثالث: «الإسلام هو الحل»، ولكن هل كل من ينتسبون إلي الإخوان هم من بأيديهم الحل. واستغرب آخر موقف أعضاء الجماعة وتشددهم في أن يفنوا حياتهم من أجل الشعار، متسائلاً: ألا توجد شعارات أخري تؤيد مبادئ الإسلام مثل «العمل واجب» أو «الاعتدال هو الحل»، وهل حب الوطن ليس من مبادئ الإسلام؟ واقترح بعض قراء الدستور علي جماعة الإخوان استبدال شعار «الإسلام هو الحل» بشعارات «التغيير هو الحل» و«معاً للإصلاح» أو «نحو النور» أو «نحو الحرية».