صدر عن دار "العين" ديوان جديد للشاعر سيد محمود عنوانه "تلاوة الظل"، هو الثاني في تجربته الشعرية بعد "تاريخ تاني" الصادر بالعامية عام 2000 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. ينطوي "تلاوة الظل" على إبداع ثري مفتوح على طبقات عدة من التأويل، في إحداها نجد أم كلثوم وشوبان و"بحيرة البجع" ومحمد وردي (المطرب السوداني الراحل) وآنية من خزف، وحدائق مزهرة، وأوبرا ومسجدا وكنيسة، وحبا شفيفا يقف على تخوم الجسد، في مواجهة سعي محموم - خارج الديوان بالطبع - لطمس الفنون ووأد الجمال، بل وقتل من يخالف ما يرى القتلة أنه الحق.
في البداية صوت وصدى، وفي الختام ظل وشجر، وبين البداية والختام أعمى يتعثر في الضوء، وزهرة وبحر وموسيقى، وحبيب يصف الحبيبة ويناجيها وكأنه يصلي في محراب.
أما الغلاف الذي صممته بسمة صلاح، فجاء بمثابة قراءة خاصة في محتوى الديوان.. صوفي بعمامة يرقص، وعلى العمامة صورة أم كلثوم، وأسفل الثوب الفضفاض راقصة باليه. الديوان جاء في 66 صفحة، ويضم أربعة أقسام، أو أربع حركات لنشيد يتصاعد نغمه نحو الذروة في ختام التلاوة.
القسم الأول عنوانه "أعمى يتعثر في الضوء"، والثاني "أنت زهرة"، والثالث "في البدء كان البحر"، والرابع "موسيقى الحجرة". في "تلاوة الظل" عودة إلى تقاليد الغزل العفيف، و"الحب الإلهي" أيضا، وطيف حسية يلوح من بعيد على استحياء ... "أحب أن تكون كلماتي آخر ما تذهبين به إلى السرير.
ربما إذا شعرت بالعطش تقودك إلى الماء"، وفيه من ثم حبيبة سماوية "تعزف كلما مشت"، و"راهب يرعى عمره في الصحراء"، لكن ذلك لا يمنع أن يكون لها صدر يشبه "طائرة تقلع براكبين على وشك السقوط"، وأن تكون هي نفسها -أي الحبيبة- مثل كنز، كل من مروا عليه أهل كهف، أو شجرة تنمو أوراقها في ضلوع ذلك الراهب الذي يرى نفسه آنية من خزف، وهي زهرة نبتت مثله من طين الحديقة.