وتلاقي نفسك بتتصرف بنفس الطريقة الأولانية وبتكرر الغلط تاني! الأكلاشيه في السينما هو اقتران أحداث بأحداث أخري معينة داخل الفيلم ويعاد استخدامها في أكثر من فيلم بشكل نمطي ومتكرر، فلو أنك نظرت إلي حياتك واعتبرتها فيلم سينمائي سوف تجد أنها عبارة عن أكلاشيهات متلاحقة تعيش بداخلها.. نفس الكلام نفس الأحداث.. نفس الأشخاص كل حاجة بتتكرر كل حاجة بقت كلاكيت مليون مرة ومع التكرار يتحول الإنسان إلي ماكينة تعمل دون أن تفكر دون أن تستمتع ومن هنا تكون الأزمة لما الواحد مننا يحس إنه متبرمج حيث يجتاح الملل طريقه ويصبح إيقاع الحياة هابط ممل وبذلك تكون الفرصة متاحة للاكتئاب لغزو النفوس.. كل حاجة في حالة إعادة مستمرة.. كلام الناس.. أخبار الجرايد.. نفس الأسئلة.. نفس الإجابات.. نفس الخطوات.. كل شيء بقي متوقع.. نفس المواضيع بنتكلم فيها.. ونفس درجة حرارة العلاقات.. كله بقي أكلاشيه.. تتصرف في موقف تصرف معين تقول بعده لو الزمن رجع بيا هاتصرف بشكل تاني ويمر الوقت ويتكرر معاك نفس الموقف وتلاقي نفسك بتتصرف بنفس الطريقة اللي كنت متضايق منها.. ولو فكرنا بنفس الطريقة علي أن حياتنا فيلم هنلاقي المونتاج دوره كبير ومحتاج مونتير شاطر يحذف كل المتكرر ويادوب ممكن يلاقي كل أسبوع مشهد جديد.. بلاش تخلي حياتك فيلم ممل مالوش طعم مليان أكلاشيهات.. التمرد هو عدو الأكلاشيه.. تمرد فأنت إنسان بيده يختار قراره.. لديه كلمة عظيمة وهي «لا» خاصية منقذة من ذلك الفخ فالتمرد وحده هو المنقذ.. فيلم حياتك إنت مؤلفه وبطله ومخرجه.. اجعله فيلماً عظيماً مبهراً بطزاجة أحداثه حتي لو ما قدرتش تغير طريقة حياتك بسبب سيطرة الروتين وأكل العيش ممكن تغير تفاصيل صغيرة هتفرق معاك.. يعني لو مثلاً متعود تمشي في شارع معين وأنت مروح بيتكم إمشي من شارع تاني.. لو قاعد علي القهوة غير مشروبك اللي متعود تشربه واللي حافظه القهوجي وبينزلهولك من غير ما تطلبه.. غير برمجة حياتك هتحس بنشوة هي نشوة التغيير وقتل النمطية.. حاول أن تكون مغامراً بالرغم من صعوبة ذلك في مجتمع يجهض ولادة المغامرة.. خلي أحداث حياتك غير متوقعة كأحداث الفيلم السينمائي كلما كانت أحداثه متوقعة هرب المشاهد من متابعتها وكلما كانت الأحداث غير متوقعة كلما كان الإنجذاب والمتابعة.. حاول تدخل حياتك شخصيات جديدة تكون بإرادتك ماحدش يفرضها عليك ماتخليش حد يجبرك تعيش مشهد مش عاوز تعيشه داخل فيلمك ومش شرط يكون فيلمك أحداثه كلها سعيدة ومبهجة.. زي ما فيه مشاهد سعيدة هيبقي فيه مشاهد حزينة بس المهم إنك تكون راضي عن أحداثه وعشان فيلمك ما يقعش إدي للي حواليك مساحة أدوار جوا فيلمك بس خليك أنت البطل ما تبقاش دور تاني لأنك هتبقي دور تاني في فيلم حد غيرك اللي هو هيبقي بطله ومؤلفه ومخرجه.. كل يوم بيمر عليك بيتكتب مشهد جديد جوا فيلمك ما ينفعش مشهد يتكرر من غير لازمة عشان الفيلم يستاهل سنين عمرك اللي بتروح.. وعلي الرغم من إن حياتك فيلم بس مشاعرك لازم تكون صادقة من غير تصنع ولا تمثيل عشان ده فيلم حياتك جوا الواقع اللي بتعيشه.. وأهم حاجة ما تخليش فيلمك أكلاشيه وعشان ده يحصل لازم تكون متمرد وغير مُتَوقَع ومستعد لضرب أي أكلاشيه بالحذاء بدون أدني تردد.