شهدت ندوة فيلم هليوبوليس المشارك فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى لمسابقة الأفلام العربية حضوراً كبيراً من النقاد والصحفيين، حيث حضر جميع أبطال الفيلم خالد أبو النجا وحنان مطاوع ومحمد بريقع وهانى عادل ويسرا اللوزى ومروان عزب وعاطف الليثى وآية سليمان مع مخرج ومؤلف الفيلم أحمد عبدالله والمنتج شريف مندور. ندوة الفيلم أدارها الناقد طارق الشناوى بحضور جميع أبطال الفيلم وكان من أهم الأسئلة التى تم توجيهها فى البداية لمنتج الفيلم هو: هل ستظل السينما المستقلة بعيدة عن الربح التجارى، حتى إذا كان يلعب بطولتها نجوم كبار؟، وردا على هذا السؤال أجاب المنتج شريف مندور: السينما المستقلة مازالت بعيدة حتى الآن عن الربح التجارى، وحرص الجمهور على حضور مثل هذه الأفلام سيعطيها شهرة ورواجا، فالجمهور هو من يحدد إذا كان للأفلام المستقلة مستقبل فى مصر أم لا، أما المخرج ومؤلف الفيلم أحمد عبدالله فقال: إنها ليست حربا بين الأفلام المستقلة والأفلام التجارية، الفيلم المستقل له طابع وطعم خاص فى طريقة إنتاجه وكتابته وفى أداء النجوم لأدوارهم به! وفى سؤال وجه للمخرج أحمد عبدالله عما كان يدور فى ذهنه أثناء كتابة الفيلم وإخراجه فقال: فى البداية كانت لدى أفكار وأحداث حدثت لى بالفعل فى فترة ما فى حياتى ارتبطت بها بمجموعة من الأشخاص، أردت أن أكتب عن هذه التجربة فى فيلم، وعندما بدأت فى كتابة السيناريو لم يكن سيناريو بالشكل التقليدى لأنى حاولت استرجاع حاجات أنا شاهدتها، لذا تعمدت كتابة السيناريو دون تطور للشخصيات والاهتمام بالمشاهد أكثر من الحوار، لذا كان من الطبيعى أن تجد شخصية مثل العسكرى اقتصر أداؤه على التعبير بالحركات والانفعالات بعيداً عن الحوار والكلام!وتعقيبا على كلام المخرج قال المنتج شريف مندور : تكاليف إنتاج الفيلم مرت بظروف خاصة تختلف فى مضمونها عن الأفلام التجارية التى تدفع لنجومها أجوراً بالملايين .. نجوم فيلم هليوبوليس شاركوا بجزء كبير من أجورهم فى إنتاج الفيلم، وقاموا بتصوير الفيلم فى ظروف صعبة جدا، لأن أغلب لقطاته كانت مصورة فى الشوارع والزحمة، لذا لم نشعر كما يحدث فى الأفلام الأخرى بتصرفات استفزازية ودلع من قبل النجوم لأن نجوم فيلمنا كانوا مؤمنين بما يقدمونه ويريدون لهذا الفيلم أن يظهر إلى النور. وعن الرسالة التى يريدها الفيلم وعما إذا كان فيلما تسجيليا يؤرخ لأحداث وأماكن فى مصر الجديدة أم أنه فيلم روائى له رسائل أخرى؟! فأجاب مخرج الفيلم: هذا سؤال متكرر ولكنى أرى أن الفيلم لو قلت لك ما هى رسالته لن يكون له معنى، فأى فيلم أعتبره مثل الكلمات المتقاطعة، ولكن بشكل عام الفيلم يكشف عن قصص عن مصر الجديدة فى مجتمع ملىء بالتعددية والثقافات المختلفة، وماذا حدث لمصر الجديدة بعد ذلك حتى وصلت بهذا الشكل الذى شاهدناه فى الفيلم، وكل يفسر ما شاهده كما يريد! وتحدث أحد أبطال الفيلم محمود بريقع عن تجربته فى الفيلم خاصة أنه لم ينطق بأى كلمة أثناء تأديته لدور العسكرى الذى يحرس إحدى السفارات وقال أنه فى الأساس راقص استعراضى لعروض التحطيب، وبعدين انتقلت فى فرقة الورشة وبعد ذلك قابلت أحمد عبدالله وهذا كان أول أدوارى على الإطلاق. أما عاطف يوسف الذى قام بدور العريس الذى يبحث مع خطيبته على شقة فقال: هذا أول دور أقدمه، وبما أننى لم أقدم أى عمل من قبل لذا لم أكن متعودا على طريقة معينة فى التمثيل لذا كان من السهل على أداء ما كتبه أحمد عبدالله بالضبط! يسرا اللوزي قالت أنها شعرت بالخوف من التجربة فى البداية لأن السيناريو كان عبارة عن مشاهد دون التركيز على أى حوار، وكان يعتمد على تلقائية الممثل لكن فى النهاية اندمجت مع زملائى ووجدت أن الموضوع صعب وجميل فى نفس الوقت. أما آية سليمان فلها العديد من التجارب المسرحية وكان هليوبوليس أولى تجاربها السينمائية وتقول: أحببت السيناريو جداً وكما يقولون فإن العمل المسرحى يظهر مدى نجاحه من أول بروفة، أما العمل السينمائى فيظهر نجاحه من مقابله المخرج، أديت دور العروسة التى تبحث عن شقة ولديها العديد من مشاعر القلق والتوتر، ولأننى المفروض أن أظهر طول الأحداث عصبية كنت خائفة الناس تكرهنى لكننى حاولت أن أظهر ما بداخل أى بنت حريصة على تأسيس بيتها مع من تحب حتى لو على حساب كثير من الأشياء. حنان مطاوع قالت: أنا فرحانة أن الفيلم عجبكم وعلاقتى بأحمد عبدالله بدأت عندما كان مونتير فيلم الغابة الذى كنت واحدة من أبطاله، ولكنه بعد ذلك اتصل بى وقال لى أريدك أن تلعبى دور بنت بسيطة تعمل فى ريسبشن فندق ثلاث نجوم فى هليوبوليس ووجدت السيناريو يشبه كثيرا من الأفلام العالمية التى شاهدتها واحترمتها.. وأعجبتنى فكرة الفيلم وهى حلم الشباب الذى لا يتحقق حتى لو كانت هذه الأحلام بسيطة شعرت بأنه لمس كل واحد منا. أما خالد أبو النجا فقال كان المخرج يبحث عن أبطال ينقلون ما كتبه على الورق إلى السينما من خلال تصور يطرح فيه ماذا حدث لهيليوبوليس وهو أحد الأحياء المهمة فى مصر، وما تغير فيه من خلال الشخصيات وأردت أن أقول من خلال هذه التجربة أنه ممكن جداً أن يعمل النجوم نجوم الأفلام التجارية فى الأفلام المستقلة حتى يقفوا على تجارب مهمة تحمل فكرا مختلفا ومهما. أما المنتج محمد العدل فكان من ضمن الحضور وعلق على الفيلم: أردت أن أشكر كل من عمل فى الفيلم وأبدى إعجابى به رغم أنى كنت لا أحب أن تعذب الناس إنتاجياً ويوجه كلامه للمنتج والمخرج ويكمل: عملت نمطا مختلفا أتمنى أن يكون متواجدا فى شركات الإنتاج ولكن دون عذاب، والحقيقة شاهدنا شكلا جديدا للسينما واستمتعت به للغاية. أما المخرجة هالة خليل فأشادت بالفيلم وبمؤلف ومخرج الفيلم أحمد عبدالله وأبطال الفيلم وقالت: ماليش دعوة ده فيلم مستقل، ولا غير مستقل هذا لا يهم الناس فى شىء، لكن المشاهد يهمه مدى اختلاف الفيلم عن السائد فى شكله وإيقاعه، والمهم أن تكون لدينا أفلام كثيرة مثل هذا الفيلم، وتذكرت اثناء مشاهدتى أحداث فيلم هليوبوليس سينما الثمانينيات التى لم تنجح فى بدايتها إلا بعد أن حدث تراكم لها، لن أستغرب إذا لم يحقق هليوبوليس إيرادات ولكن مثل هذه الأفلام هى التى ستغير الذوق الموجود الآن بكل ما فيه من تراجع ، وأتمنى أن تكون هناك أفلام كثيرة من هذه النوعية!