اليوم تعلن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اسم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 118، الذى سيختاره طفل عقب انتهاء صلاة «القداس» بالكنيسة الكبرى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية من الثلاثة المرشحين الذين حصلوا على أعلى الأصوات فى الانتخابات البابوية يوم الإثنين الماضى، وهم الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة والأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة والقمص رافائيل أفا مينا وكيل دير مارمينا بكينج ماريوط. وإذا وقعت القرعة على الأنبا رافائيل أو القمص رافائيل أفا مينا، ليكون أحدهما البطريرك وظل على اسمه، سيكون البابا رافائيل الأول فى تاريخ بطاركة الإسكندرية، الذى بدأ فى القرن الأول مع القديس مرقس فى مصر عام 55 ميلادية، أما إذا وقعت القرعة على الأنبا تواضروس وظل على اسمه، فسيكون البابا تواضروس الثانى بعد البابا تواضروس الأول رقم 45 فى تاريخ باباوات الإسكندرية، وجلس على الكرسى فى 25 يونيو عام 730 ميلادية، وتنيّح عام 742 ميلادية.
وشهدت الكاتدرائية المرقسية أمس حالة من الطوارئ للانتهاء من الترتيبات والاستعدادات للانتهاء مما أعلن عنه الأنبا بولا المتحدث باسم الكنيسة فى الانتخابات البابوية يوم الخميس الماضى، وسط مجهودات لفرق الكشافة من أسقفية الشباب وعدد من الكنائس الأخرى. فى الوقت نفسه قام القائمقام البطريركى الأنبا باخوميوس، بفحص الاستمارات التى وصلته لاختيار الطفل الذى سيشارك فى القرعة الهيكلية، وفحص أكثر من 300 استمارة، ليختار منها 12 طفلا سيشاركون معه فى صلاة القداس، وسيختار أحدهم ويعصب عينيه ليختار إحدى الورقات التى ستحمل اسم البابا الجديد.
وينتظر البابا الجديد أن يتم تجليسه على الكرسى البابوى خلال القداس الذى سيقام صباح يوم الأحد 18 نوفمبر الجارى، وسيقرأ عليه القائمقام الأنبا باخوميوس قرار التنصيب، وهو نفس القرار الذى تم به تنصيب البابا شنودة الثالث، وكان بعنوان «تقليد البابوية لقداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى كل إفريقيا والشرق والمهجر..
البابا ال117 المئة والسابع عشر فى عداد الآباء بطاركة الكرسى الإسكندرى للقديس العظيم مرقس الرسول». وجاء فيه «نحن قائمقام بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية، وبطريرك أديس أبابا وكل إثيوبيا والمطارنة والأساقفة. خدام بيعة الله الطاهرة الأرثوذكسية بأقاليم الكرازة الرسولية المرقسية التابعة لكنيسة الإسكندرية ذات التاريخ التليد المجيد.
والتقاليد الأرثوذكسية العريقة.. نعلن لشعوب المسكون كلها، ولشعوب الكرازة المرقسية وأكليروسها ورهبانها فى جمهورية مصر العربية ومدينة إلهنا أورشليم القدس، والإمبراطورية الإثيوبية، وجمهورية السودان والنوبة، وبلاد أوغندا وكينيا وجنوب إفريقيا وأقاليم شمال إفريقيا، والمملكة الأردنية، وكل بلاد فلسطين، ولبنان والكويت وقارات آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا، إنه فى هذا اليوم المبارك، وهو الأحد، الموافق الرابع عشر من نوفمبر سنة 1971 لميلاد المسيح بالجسد.
وهو الرابع من هاتور سنة 1688 للشهداء الأبرار.
قد تمت -بنعمة الله- ترقية الحبر الجليل والأسقف الطوباوى المكرم، والأب المجمل بالفضائل الروحية، والسيرة الطاهرة النقية، والعالم بحقائق الديانة المسيحية والتعاليم الأرثوذكسية وجميع الطقوس الكنسية وعلوم الشريعة المسيحية، نيافة الأنبا شنودة وهو أسقف الكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية والتربية الكنسية، ورفعه إلى كرامة الباباوية، وتنصيبه وتتويجه وتجليسه على كرسى البطريركية لكل أقاليم الكرازة المرقسية فى كل إفريقيا والشرق والمهجر».
قرار التنصيب وضح مهام البابا، وجاءت كالتالى «وبموجب هذه الرسامة وهذه المناداة بالبابا شنودة الثالث صار له سلطان رئيس الأحبار والحبر الأعظم للخلافة المرقسية على الحل والربط، والتشريع والتقنين والرعاية والتدبير وعلى التدشين ورسامة كل من يقامون فى درجات الكهنوت ورتبه المختلفة من بطاركة ومطارنة وأساقفة، وعمل الميرون المقدس، وبالتالى على جميع ما يقوم به البطاركة والمطارنة والأساقفة من سيامة الكهنة والشمامسة وتدشين الكنائس والهياكل والمذابح وكل أدواتها وسائر أعمال الكهنوت.. وعلى المؤمنين من شعب الله أن يحبوا باباهم ويهابوه، ويحترموه ويكرموه ويخضعوا له، فقد قال الوحى المقدس «أطيعوا مدبريكم واخضعوا لهم فإنهم يسهرون على نفوسكم سهر من سيحاسب عنكم، حتى يفعلوا ذلك بفرح ولا يئنون لأن هذا نافع لكم»، رسالة بولس للعبرانيين.
