صدر ديوان للشاعر البحريني قاسم حداد تحت عنوان "لست جرحا ولا خنجرا"، ضمن سلسلة إبداع عربي التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب. المخاطب في عنوان الديوان "لست جرحا ولا خنجرا"، مؤنث، وقد يكون البحرين الوطن الذي تبدلت أحواله جذريا مع طفرة النفط، ما خلف آثارا اجتماعية وثقافية يصعب تفادي تأمل عمقها، خصوصا في ظل حراك يبتغي الإصلاح في إطار الربيع العربي. ويضم الديوان 65 قصيدة، يبدأ بقصيدة دالة على التحول الفادح في بنية المجتمع البحريني، الذي كان يعتمد قبل ظهور النفط على الصيد من مياه الخليج، وعنوانها "مسامير السفينة". تتحدث القصيدة عن مسامير السفينة/الوطن، التي طالها الصدأ كنتيجة طبيعية لهجرها إلى مصدر آخر للرزق، أو أكثر، فتغرق ثم لا يملك أهلها في النهاية سوى البكاء حسرة على ما ضاع وحنينا إلى ما انقضى. يقول قاسم حداد في تلك القصيدة: "اهدأ قليلا/ وانتظر تلك الحشود تمر ذاهبة إلى الماضي/ ودعها/ دع لها مستقبلا ينساك/ واهدأ/ ريثما يتذكر القتلى خريطتهم". وفي قصيدة أخرى عنوانها "العظم الواهن" يواصل تأكيد الحنين إلى ماض لم يبرح الذاكرة:"كان السفر بعيدا والساحل يرى القلوع تنقصف تحت حوافر الإعصار قل الأرض/ الأنين عائد من البحر وحده/ والأطفال يكبرون". ولقاسم حداد المولود عام 1948 أكثر من 25 كتابا، صدر أولها في ابريل 1970 بعنوان
"البشارة"، ومن أبرزها "يمشي مخفورا بالوعول"، و"عزلة الملكات"، و"ما أجملك أيها الذئب"، و"فتنة السؤال"، و"مكابدات الأمل"، و"المستحيل الأزرق". ويعتبر "لست جرحا ولا خنجرا" الذي رسم غلافه الفنان أحمد اللباد، هو ثالث الكتب الصادرة ضمن سلسلة "إبداع عربي" التي يرأس تحريرها أحمد توفيق، بعد كتابي "رماد مريم" للجزائري واسيني الأعرج، و"الرواية العربية ورهان التجديد" للمغربي محمد برادة.