رغم مرونة الفكر التى أظهرها عديد من قيادات الحركات الإسلامية التاريخية، عقب ثورة يناير، رغم سابقة ممارستها العنف، فإن الأحداث المتلاحقة الأخيرة كشفت أن بعض هذه الحركات ما زالت تنتهج العنف كأسلوب فى التغيير ووسيلة حتمية تلجأ إليها لنشر فكرها، فقد أكد القيادى بتيار السلفية الجهادية، عادل شحتو، أنه ما زال مقتنعا بفكره القديم رغم خروجه من السجن الذى قضى به 20 عاما، مؤكدا أنه لم يتبن أى مراجعات فكرية. شحتو قال، فى مقطع فيديو بثه عديد من المواقع الإلكترونية مؤخرا، بلغت مدته 5 دقائق، إنه يرى مبارك فرعون مصر، وإنه لا يختلف عن السادات وعبد الناصر وبقية الحكام العرب، الذين كفَّرهم شحتو جميعا، مضيفا: «كلهم كفار كفر بواح.. مخرج من الملة.. ومرتدون عن الإسلام لأنهم لا يحكمون بشريعة الله.. ويحكمون بشريعة الشيطان وبإله العصر الذى يسمونه الديمقراطية»، معتبرا أن الديمقراطية هى دين اليهود والنصارى، حسب قوله.
شحتو اعتبر أن أبناء التيار الإسلامى الذين خرجوا من السجن وانخرطوا فى اللعبة السياسية ألبسوا الحق بالباطل، وأوهموا أتباعهم بأن الشورى هى نفسها الديمقراطية، وهو ما اعتبره القيادى الجهادى كلاما باطلا فيه تلبيس على البشر والمسلمين، «لأن الديمقراطية ليست من الإسلام فى شىء».
القيادى الجهادى، أكد فى كلمته أنه حذَّر التيارات الإسلامية من الدخول فى اللعبة السياسية، لأنها مخالفة لشريعة الله، مضيفا: «قمنا بطبع عدد من الكتب للرد على ما يثار وتم توزيعها على قادة الحركات الإسلامية فى مصر والعالم حتى نقول إن الديمقراطية دين اليهود والنصارى، وكفى بالمسلمين غفلة، وعليهم أن يعودوا إلى ربهم، وأن شرع الله لن يقوم إلا بالجهاد فى سبيل الله».
«خلافنا مع من دخل اللعبة السياسية هو خلاف عقائدى بحت»، هكذا أكد شحتو، متحدثا عن أنصار التيار الإسلامى الذين دخلوا الحياة السياسة، مضيفا: «لدينا قرآن وسنة وهدى صحابة وسلف صالح.. ولسنا فى حاجة إلى الديمقراطية التى تخالف الفطرة السليمة»، وتابع موجها حديثه إلى التيار الإسلامى (إخوان وسلفيين): «نناقشكم بالحجة وليس بقياس المصلحة والمفسدة»، مؤكدا أنه أرسل عديدا من الكتب إلى مشايخ الدعوة السلفية، ولكنهم لم يردوا عليه بالحجة والدليل، متهما الإخوان المسلمين بأنهم سعوا لإخراج شباب تيار السلفية الجهادية من ميدان التحرير.