عندما تعرفت علي المنتج الدكتور محمد العدل وعائلته الكريمة نشأت فورًا صداقة بيني وبين كل أفراد تلك العائلة، وخاصة آخر عنقود هذه العائلة والذي كان طالباً في معهد السينما وقتها والذي استشعرت من حواراتي معه وإنصاتي لآرائه السينمائية ومتابعتي لأفلامه القصيرة أن الرجل ده بيحب السينما بجد واختار أن يدرس الإخراج علشان هو عايز يبقي مخرج ويعمل أفلام بطعمه مش علشان نشأ وترعرع في عائلة فنية، وصادف وقتها أني تابعته وهو يعمل كمساعد مخرج مع زميلي المخرج محمد علي لما كانوا بيصوروا فيلم «لعبة الحب» وكنت أتابع دأبه وإخلاصه واستمتاعه باللي بيعمله فتأكد رأيي الذي كونته عنه وراهنت روحي علي إن كريم العدل هيبقي مخرج كويس. وفي رحلة مع أصحابي علي شاطئ البحر الأحمر قابلت شابا كنت قد رأيته في عدة لقاءات عابرة قبلها وكان تعريفه عندي وقتها أنه خطيب صديقتي اللذيذة الممثلة علا رشدي وجلسنا جميعا في أولي أمسيات تلك الرحلة نتسامر ونغني بالساعات وكان خطيب علا ده ممسكا بالطبلة يعزف بطفولة واستمتاع دون أن تفارق شفتيه ابتسامة بشوشة وساحرة من تلك التي تجعل صاحبها يدخل قلبك بسرعة وبدون استئذان وعدنا من الرحلة وقد اكتسبت صديقًا يصغرني بأعوام عدة ويخلق لدي شعورًا بأنه أخويا الصغير، بل وإن روحه الطفولية البريئة جعلتني أشعر أنه ابني بدون مبالغة، وأصبحت أهميته في أنه أحمد داود الذي يدخل علي قلبي البهجة بمجرد أن أراه وبقيت أقول إن الراجل ده هو المرادف الصريح لكلمة كاريزما أو قبول ولما عرفت إن كريم العدل اختاره ليكون بطل أول أفلامه الروائية الطويلة كمخرج، راهنت نفسي علي أن أحمد داود بسبب قبوله وفطرته هيبقي ممثل كويس. ويوم العرض الخاص لفيلم «ولد وبنت» حرصت علي أن أكون حاضرا. خصوصا أنه المفروض يكون فيلم طازج ومختلف فمؤلفته ومخرجه ومدير تصويره ومؤلف موسيقاه وأبطاله يقدمون عملهم الأول وهم كلهم من الشباب، وشباب بجد لأن أغلبهم لم يصل إلي الثلاثين من عمره بعد، ولم أحبط ولم يخذلوني فقد شاهدت فيلما جديدا وفريش وروحه شبه روح أصحابه وصدقه جاي من صدق صانعيه..فيلم ممتع تكمن أهميته في أنه من الأفلام القليلة التي تناولت موضوع الحب الأول بإحساس شباب يمكن يكونوا هم نفسهم لسه بيعيشوا الحب الأول في حياتهم الشخصية بجد دلوقتي، «ولد وبنت» فيلم بيتكلم عن الحب الأول النهاردة بحلاوته ومرارته وبراءته وعذاباته اللي كلنا جربناها في يوم من الأيام.. بساطة وصدق مشاهد عديدة في الفيلم تجعلك لا تنساها أبدا. زي مشهد سينما قصر النيل ومشاهد المطر ومشهد الولد والبنت وهم بيتمشوا وبيتكلموا عن أحلامهم لما يتجوزوا ومشهد الصفعة المدوية وإحساس صاحبتهم ضلع المثلث المعذب والذي أدته بصدق وموهبة بنت الوز العوامة آية محمود حميدة واستخدام الأغاني وبالأخص أغنية عمرو دياب علي تترات الفيلم. الخلاصة يعني إن الفيلم بجد مختلف وممتع ببساطة تعمدها كل من شارك في هذا الفيلم وبالأخص كريم العدل وأحمد داود اللي كانوا سبب مباشر في إني أكسب الرهان.