فى أعقاب المشكلات والأزمات التى تعرضا لها مؤخرا لم يجد هانى أبو ريدة المرشح لرئاسة اتحاد الكرة، وأحمد شوبير المرشح على منصب العضوية، أمامهما سوى اتخاذ قرار الانسحاب من سباق الترشح. السبب الرئيسى والأهم فى انسحاب أبو ريدة وشوبير، الذى لم يعلناه أمام الإعلام هو ضغوط الدولة والمسؤولين فى الحكومة التى نجحت وبشدة فى تحقيق هدفها الرئيسى خلال الفترة الماضية، وهى إبعاد الثنائى عن انتخابات الجبلاية، وخرج المشهد فى النهاية أمام وسائل الإعلام على أن كلا منهما يخشى على مصلحة البلاد، إلا أن فتح ملفات الفساد القديمة كان وسيلة الضغط لإجبارهما على الانسحاب. «الدستور الأصلي» كان قد تابع فى أكثر من عدد قصة انسحاب أبو ريدة وضغوط الدولة، وكان آخر ما نشرته الجريدة فى عدد 1 أكتوبر الجارى فى موضوع تحت عنوان «مسؤول فى حكومة قنديل: انتخابات الجبلاية لن تقام قبل انسحاب أبو ريدة وشوبير».
أبو ريدة قال إنه يحترم الجمعية العمومية التى تمسكت به وأرسلت خطابات إلى اتحاد الكرة للمطالبة بعودته وعدم العمل بقرار لجنة الطعون التى استبعدته، إلا أنه شدد على أن الظروف الحالية غير مهيأة للعمل، مشيرا إلى أنه سيخدم مصر سواء كان مسؤولا أو غير مسؤول.
بينما قال أحمد شوبير إنه كان يرغب فى العمل مع أبو ريدة فى اتحاد الكرة، إلا أنهما اتفقا على عدم خوض الانتخابات والانسحاب من المشهد، لأن الأجواء المحيطة غير صحية الآن، مؤكدا أنه لم ينسحب بسبب جماهير أو غير جماهير أو حتى لوائح، إلا أنه انسحب لمصلحة الكرة المصرية.
انسحاب الثنائى من الانتخابات عكس حالة من الفرحة الشديدة على أعضاء ألتراس أهلاوى، الذين أصدروا بيانا عقب لحظات من إعلان الانسحاب قالوا فيه: «انسحاب هانى أبو ريدة وأحمد شوبير من انتخابات اتحاد الكرة.. مطلب جديد من مطالب ألتراس أهلاوى يتحقق.. المجد لدماء الشهداء الذين أصبح موتهم نقطة تحول لإنهاء فساد الرياضة، ولا مكان لمزور أو متواطئ فى أى مكان قيادى داخل البلد.. المجد للشهداء».
فى السياق ذاته أكد مصدر داخل اتحاد الكرة ل«الدستور الأصلي» أن الانتخابات بذلك ستقام فى موعدها المحدد لها سابقا يوم 11 أكتوبر، ودون أى تغيير فى المواعيد، على أن تختار الجمعية العمومية الأنسب لها للوصول إلى مقاليد حكم «الجبلاية».
وشدد المصدر على أن «الجبلاية» لن تفتح باب الترشح مجددا كما طالب البعض، لدخول شخصيات جديدة على كرسى الرئاسة الذى أصبح لا يتنافس عليه سوى الثلاثى إيهاب صالح وأسامة خليل وجمال علام، مؤكدا أن الباب فتح أمام الجميع ولن يفتح مرة أخرى إلا فى حالة واحدة وهى عدم اكتمال النصاب القانونى، وحينها يتم فتح الباب مرة أخرى وتحديد موعد جديد للانتخابات فى غضون شهرين من الآن.
على جانب آخر، ورغم ثناء العامرى فاروق وزير الدولة لشؤون الرياضة على قرار الثنائى أحمد شوبير وهانى أبو ريدة بالانسحاب من انتخابات اتحاد الكرة، فإن مصادر قريبة من وزير الرياضة أكدت ل«التحرير» أن حالة من السعادة انتابت العامرى فاروق فور إعلان الثنائى انسحابه من انتخابات «الجبلاية» لأمرين: الأول لرد الصفعة لعضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى «فيفا» بعدما استقوى بالفيفا لإلغاء القرار الذى اتخذه وزير الرياضة بتعيين لجنة برئاسة عصام عبد المنعم والإطاحة بأنور صالح، والأمر الثانى هو نجاح العامرى فى تحقيق مطالب ألتراس أهلاوى بانسحاب الثنائى لعودة الدورى.
من جانبه، ناشد العامرى فاروق أهالى الشهداء ومجموعات الألتراس وجماهير الكرة بالترفع والموافقة على عودة النشاط الكروى من جديد، مؤكدا أن الوضع صعب للغاية ويجب عودة الدورى من أجل مصلحة البلد، مشددا على أن بعض الأندية اقترب بشدة من إعلان إفلاسه بالفعل.
وأضاف العامرى أن الانتخابات فى موعدها 11 أكتوبر الجارى، وأنه سيناقش مع عامر حسين القائم بأعمال المدير التنفيذى ل«الجبلاية» الإجراءات النهائية لخروج الانتخابات بشكل شفاف، وأن تقوم القنوات الفضائية بنقلها بالصوت والصورة.
العامرى كان قد عقد جلسة مع وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين أمس (الخميس) فى حضور عامر حسين القائم بأعمال المدير التنفيذى للجبلاية لترتيب الإجراءات النهائية لعودة النشاط الرياضى عبر الدورى المزمع انطلاقه 17 من الشهر الجارى، خصوصا فى ظل حالة الرضا التى تسود بين أسر الشهداء والألتراس بعد انسحاب أبو ريدة وشوبير. واتفق الثلاثى خلال الجلسة على تأكيد إقامة الدورى فى موعدها.
على جانب آخر تقدم أحمد شوبير بخطاب رسمى للجبلاية يؤكد انسحابه من الانتخابات بينما سيتقدم أبو ريدة بخطابه الرسمى خلال ساعات.