وما «الزيادة السكانية» سوي الشماعة التي يعلق عليها المسئولون فشلهم.. وما أزمات البطالة والإسكان والعشوائيات والفقر والجهل والمرض سوي نتائج طبيعية جدًا لسوء التخطيط والإدارة وتدهور التعليم والثقافة والفنون وغياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. ولكن الزيادة السكانية تبدو سببًا منطقيًا يصلح كشماعة مناسبة تمامًا لتعليق كل الأخطاء التي ارتكبتها حكومتنا العزيزة.. والتي دفع ويدفع وسوف يظل يدفع ثمنها المواطن العادي من منطلق أنه.. إنتوا مش بتخَلِّفُوا وبتعملولنا فيها رجالة آخر الليل؟! خلاص بقي.. إستحملوا! لهذا.. وبناءً عليه.. إنطلقت مع بدايات الثمانينيات حملة تنظيم الأسرة الشهيرة والمعروفة باسم «أنظر حولك».. وبصرف النظر عن عدم وجود أي علاقة منطقية بين أن يحدد البني آدم النسل وبين أن ينظر حوله.. فشلت الحملة وذهبت لحال سبيلها.. واستمر الناس في الخِلفَة.. ولم يبق من تلك الحملة سوي أغنية وفيلم.. أغنية «حسنين ومحمدين» لفاطمة عيد.. وفيلم «أفواه وأرانب» لفاتن حمامة.. والذي إضطر فيه «عبدالمجيد» (فريد شوقي) جوز أخت «نعمات» (فاتن حمامة) تحت ضغط الفقر والحاجة والعَوَز وكوم اللحم اللي متعلق في رقبته إلي تزويج «نعمات» بدون علمها من المعلم «البَطَّاوي» (العظيم والمتفرد والنادر وأيقونة فن التمثيل «علي الشريف»).. لتتصاعد الدراما حتي يعترف «عبدالمجيد» بعملته السودا.. وينتشل «محمود» (محمود ياسين) نعمات وأختها (رجاء حسين) وأولاد أختها من المصير المظلم الذي كان ينتظرهم.. كان هذا عن نهاية فيلم «أفواه وأرانب».. أما بقي عن نهاية فيلمنا إحنا.. فنود أن نعرفكم أن «نعمات» لاتزال في قبضة المعلم «البَطَّاوي».. فهل من أي «محمود» يُخَلصها؟!