"التعليم": حرصنا أن يعتمد المنهجان للتربية الدينية الإسلامية والمسيحية على القيم الأخلاقية    سعر الفضة اليوم الإثنين 23 يونيو 2025| الفضة الإيطالي تسجل رقمًا جديدًا    23 يونيو 2025.. الجنيه يرتفع 12 قرشا أمام الدولار رغم التوترات الجيوسياسية    رفع 650 طنًّا من المخلفات والرتش من نفق الفكهانية بحي العمرانية    رئيس الوزراء يتابع جهود فض التشابكات المالية بين عدد من الجهات الحكومية    بلومبرج: 4 سيناريوهات محتملة تواجه الاقتصاد العالمي بعد الضربات الأمريكية لإيران    الحكومة الإيرانية: الاعتداءات الإسرائيلية طالت مبنى الهلال الأحمر في طهران    صحة غزة: 39 شهيدا و317 إصابة جراء عدوان الاحتلال آخر 24 ساعة    السويد: لا يمكننا أن نظل مجرد متفرجين على أوضاع غزة    كبير مفتشي وكالة الطاقة الذرية الأسبق: ضرب منشأتي نطنز وفوردو لم ينهِ الملف النووي الإيراني    مدرب العين يكشف أسباب الخسارة.. ويتحدث عن مواجهة الوداد    تردد mbc action HD.. تعرف عليه    صحيفة.. فيفا يفتح تحقيقًا في مزاعم إساءة عنصرية للاعب ريال مدريد    أول رد من رئيس حى شبرا عن سبب انهيار عقار بشارع الترعة البولاقية    مطروح: لا شكاوى من امتحان مادة التوحيد لطلاب القسم العلمى بالثانوية الأزهرية    رفع جلسة استئناف قضية طفل دمنهور لبحث طلبات دفاع المتهم    وزير الثقافة ومحافظ شمال سيناء يفتتحان بيت ثقافة قاطية ببئر العبد بعد تطويره ورفع كفاءته    الليلة.. عرض الوهم واليد السوداء ضمن مهرجان فرق الأقاليم المسرحية    الأربعاء.. قصور الثقافة تدشن صالون النشر الثقافي في الجيزة    دعاء الحفظ وعدم النسيان لطلاب الثانوية العامة قبل الامتحان    منها انتقاء المصادر.. 7 إجراءات تساعدك على متابعة الأخبار دون توتر    وزير الصحة: حريصون على ترسيخ شراكات أفريقية في المجال الصحي وبناء أنظمة تخدم القارة    ارتفاع أسعار الفاكهة اليوم بأسواق الإسكندرية.. البرقوق ب55 جنيها للكيلو    الحجر الزراعي: استيراد 4.9 مليون طن قمح منذ بداية العام وحتى الآن.. و6.6 مليون طن ذرة صفراء وفول صويا    تامر حسني يحافظ على المركز الثاني بفيلم "ريستارت" في شباك تذاكر السينمات    د.حماد عبدالله يكتب: عصر "الكتاتيب"،"والتكايا!!"    تنسيق الجامعات 2025.. تعرف على تفاصيل الالتحاق بكلية التكنولوجيا والتعليم بجامعة حلوان    البحوث الإسلامية: إنصاف الأرامل واجب ديني ومجتمعي لا يحتمل التأجيل    التحقيقات تكشف تفاصيل انهيار عقار ب شبرا مصر    مدرب إنتر ميامي: مواجهة بالميراس لحظة تاريخية    رئيس جامعة جنوب الوادي يناقش خطة الخدمات الطبية المتكاملة المقدمة    «وزير الإسكان» يشدد على رفع مستوى الخدمات المقدمة لسكان ورواد قرى مارينا    المجموعة الخليجية بالأمم المتحدة تحذر من تداعيات استمرار التصعيد بالشرق الأوسط    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    الزمالك: الإعلان عن المدير الفني الجديد خلال الأسبوع الجارى    ضبط أحد الأشخاص بالقليوبية لقيامه بإدارة كيان تعليمى "بدون ترخيص"    ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر: مرض السرطان تحديًا صحيًا عالميًا جسيمًا    رئيس جامعة قناة السويس يتابع امتحانات كلية الألسن    «التضامن» تقر عقد التأسيس والنظام الداخلى لجمعية العلا التعاونية للخدمات الاجتماعية    كوريا الشمالية تندد بقوة بالهجوم الأمريكي على إيران    شركات الطيران العالمية تراجع خططها فى الشرق الأوسط بسبب حرب إيران وإسرائيل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    كوريا الشمالية تندد بالهجوم الأمريكي على إيران    وزير خارجية أمريكا: سعي إيران لإغلاق مضيق هرمز انتحارًا اقتصاديًا    في القاهرة والمحافظات.. مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23 يونيو 2025    رغم تذبذب مستوي محمد هاني .. لماذا يرفض الأهلي تدعيم الجبهة اليمنى بالميركاتو الصيفي؟ اعرف السبب    حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025 وتوقعات الأبراج    «متقللش منه».. مشادة على الهواء بين جمال عبدالحميد وأحمد بلال بسبب ميدو (فيديو)    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    هاني رمزي: ريبيرو لديه بعض الأخطاء..والحكم على صفقات الأهلي الجديدة صعب    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    مأساة في البحيرة.. طفلان خرجا للهروب من حرارة الصيف فعادا جثتين هامدتين    ثورة «الأزهرى».. كواليس غضب الوزير من مشاهير الأئمة.. وضغوط من "جميع الاتجاهات" لإلغاء قرارات النقل.. الأوقاف تنهى عصر التوازنات وتستعيد سلطاتها فى ضبط الدعوة    الأزهر للفتوى يحذر من الغش في الامتحانات: المُعاونة على الإثم إثم وشراكة في الجريمة    السبكي: الأورام السرطانية "صداع في رأس" أي نظام صحي.. ومصر تعاملت معها بذكاء    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    18 يوليو.. هاني شاكر يلتقي جمهوره على مسرح البالون في حفل غنائي جديد    وشهد شاهد من أهله .. شفيق طلبَ وساطة تل أبيب لدى واشنطن لإعلان فوزه أمام الرئيس مرسي!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمدان أبو زيد يكتب:هل فيكم أبو عبيدة؟
نشر في الدستور الأصلي يوم 23 - 09 - 2012

إنه أحد السابقين الأولين.. شهد له النبى صلى الله عليه وآله وسلم، بالجنة، وسماه «أمين الأمة» ومناقبه شهيرة وكثيرة، فكان رضى الله عنه ممن هاجروا إلى الحبشة، وهو مَن عزم أبو بكر الصديق على جعل الخلافة من بعده بينه وبين عمر بن الخطاب.

إنه الصحابى الجليل أمين الأمة أبو عبيدة بن الجراح الذى روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم (رغم قربه الشديد من الرسول) حديثًا واحدًا فى صحيح مسلم، ليس لأنه لم يسمع عن الرسول إلا ذلك الحديث الواحد، فالرجل سمع منه الكثير، لكنه تقدير المسؤولية والخوف من النقل والتبليغ عنه صلى الله عليه وآله وسلم.

لم يكن رضى الله عنه أمين الأمة لأنه كان يحفظ أمانات المسلمين (مثل النبى محمد قبل البعثة) وحسب، ولكن الرسول الكريم الذى لقبه قومه (المشركون) بالصادق الأمين، منح لقب «الصادق» لصدِّيق الإسراء والمعراج والصاحب يوم الهجرة، أبى بكر، ولم يجد صلى الله عليه وسلم بين أصحابه خيرًا من أبى عبيدة بن الجراح حتى يعطيه اللقب الثانى، فائتمنه على الأمة وناداه «الأمين»، فكان بحق (حتى مات) خير مؤتمن على تلك الأمة، رضى الله عنه وأرضاه.

وقد تجلت إمامته وأمانته عندما زهد فى الإمامة (والزعامة) حفاظًا على وحدة الأمة بعدما أرسله الرسول الكريم على رأس مدد من مئتى صحابى، بينهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، إلى عمرو بن العاص الذى كان أميرًا على سرية ذات السلاسل فى ثلاثمئة صحابى، فعندما أصر عمرو بن العاص على أن يَبقى أميرًا للجميع لأن المدد جاء إليه، قَبِل أبو عبيدة لحسن خلقه ولينه وحلمه الزائد وتواضعه الجمّ، متبعًا أمر الرسول وعهده بالحفاظ على وحدة الأمة، ليس لأنه صحابى فقط، فجميعهم (حتى عمرو بن العاص) صحابة، ولكن لأنه أمين للأمة، فالأمة كلها أمانة بين يديه، ويجب عليه أن يحافظ على وحدتها، لا يسعى لنشر الخلاف بين رجالها، فكان كهارون مع قومه عندما ذهب موسى لملاقاة ربه «إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى»، فرغم تأكده ويقينه من أنهم مخطئون (وهذا الخطأ هو الكفر بعينه)، فإنه خشى من أن يزرع الفتنة والفرقة بين أبناء قومه.

شهد أبو عبيدة بدرًا فقتل يومئذ أباه (ليس جحودًا ولكن لأنه لا يخاف فى سبيل الحق والدعوة إليه والدفاع عنه أن يكون قاتل والده وسبب وجوده فى الدنيا)، وأبلى يوم أُحد بلاء حسنًا ونزع الحلقتين اللتين دخلتا فى وجنة رسول الله من ضربة أصابته فانقلعت ثنيتاه (سنتاه الأماميتان) فحسن ثغره بذهابهما حتى قيل «ما رؤى هتم (الأهتم هو من تكسرت أسنانه الأمامية) قط أحسن من هتم أبى عبيدة». وقال أبو بكر الصديق وقت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسقيفة بنى ساعدة قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة، وقد انقطع نسله رضى الله عنه وولد إخوته، شأنه فى ذلك شأن نبيه ومعلمه الرسول الكريم.
ومن شدة حب الخليفة العادل الفاروق له وثقته به أنه كان يقول لأصحابه "أتمنى بيتا ممتلئا رجالا مثل أبى عبيدة بن الجراح"، ولذلك فقد أرسله على رأس مدد إلى الشام بعدما عزل خالد بن الوليد عن إمارة الجيش الذى يحارب الروم (كان ذلك فى موقعة اليرموك)، فكان من شدة حلمه أن كتم خبر عزل خالد وتوليته هو إمارة الجيش بدلا منه، حتى فتح خالد بن الوليد البلد عنوة وطلبوا الصلح، فأعلن أبو عبيدة أنه أميرُ أميرِ المؤمنين عمر بن الخطاب على الجيش، وقام هو بعقد الصلح معهم، ونحى خالد بن الوليد (ليؤكد أنه الأمير الفعلى للجيش ويمارس سلطاته).
فهل يمن الله علينا ويرحمنا القدر ويلطف بنا فى ما جرت به المقادير ويرزقنا مسؤولين يكون منهم حكام ونواب ومستشارون وقضاة ومفكرون من أمثال هذا الصحابى الجليل أبى عبيدة بن الجراح، رضى الله عنه وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فيا من تدعون أنكم تحكمون بما أنزل الله، وأنكم ولاة أمور بقدر من الله لرفعة دينه ونصرة رسوله، هل فيكم أو بينكم أبو عبيدة، أو حتى شبيهه؟
لا نريد مسؤولين يبحثون عن مناصب أو وجاهة، ولا مسؤولين يدّعون أن المناصب هى التى تبحث عنهم، وأنهم بدافع من الولاء والواجب الوطنى يقبلون بالمسؤولية على مضض!!
نريد مسؤولين يسعون لوحدة الأمة (لا أقصد بين المسلمين والمسيحيين فقط) لأن التناحر بين أبناء الوطن الواحد يكون بداية سقوط الإمبراطوريات والممالك العظمى، فما بالك بالدول المهزوزة والمُزلزلة أصلا؟!
أما آن لتلك الأمة أن يكون لها أمين يحافظ عليها من فكاك الذئاب وأنياب الثعالب؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.