الأهالي : نفرح بالتوفير في النفاقات فالكتب التى نشتريها من المدرسة ب 100 جنية تباع ب50 على الأرصفة طايل: أمناء المخازن ومسئولي التوريد يهربون آلاف النسخ عن طريق التلاعب في أعداد الطلاب .. وعلاقات مصالح تربط أصحاب المدارس الخاصة وأصحاب المكتبات تمنع كشف التلاعب
تنتعش مافيا الكتب المدرسية المضروبة والمهربة مع اقتراب كل عام دراسي جديد ، حيث تقوم مطابع تحت بير السلم بطباعة مئات الألاف من النسخ المضروبة من الكتب المدرسية وخاصة كتب اللغات الأجنبية التى تُدرس في المدارس الخاصة ومدارس اللغات ، كما يقوم بعض أمناء المخازن بتهريب آلاف النسخ من مخازن وزارة التربية والتعليم وبيعها لمكتبات تقوم بدورها ببيعها لأولياء الأمور بأسعار زهيدة مقارنة بالأسعار التى تباع بها في المدارس الخاصة ، والأهالي من جهتهم سعداء بالتوفير في النفاقات وبعض أمناء المخازن وأصحاب المكتبات أصبحو من أصحاب الملايين من وراء تجارة الكتب المهربة والمضروبة، والخسارة تتحملها ميزانية الدولة وحدها !!
وتنتشر هذه المكتبات بجوار المدارس الخاصة الموجودة في كل منطقة ومنها على سبيل المثال لا الحصر مكتبة "الاسراء" بشارع شلهوب في زهراء عين شمس ومجموعة من المكتبات المجاورة لها ويباع في هذه المكتبات – على سبيل المثال- كتاب اللغة الإنجليزية" سمايل فور مي" ب20 جنية في حين يباع في المدارس الخاصة ب 55 جنية ، في حين تباع كتب المرحلة الإعدادية كاملة ب 75 جنية في المكتبات و يشتريها أولياء الأمور من المدارس ب 200 جنية ، وهذا هو سبب إمتناع كثير منهم عن شراء الكتب من المدراس -كما أكدوا للتحرير – توفيرا للنفاقات خاصة مع المبالغ الطائلة التى يدفعها الأهالي لإلحاق أبناءهم بمدارس اللغات ليتلقوا تعليم جيد ولا يشغلوا أنفسهم كثيرا بالتسائل عن سبب انخفاض سعر الكتب من مكان لأخر مدام ذلك سيوفر لهم ، فالكتب التي تباع ب 100 و200 جنية في المدارس الخاصة تصل الى 50 و75 جنية عند أصحاب المكتبات.
وكشف موجه في أحد المدارس الثانوية -فضل عدم ذكر اسمه- أن بعض أصحاب المدارس الخاصة يقومون بشراء الكتب المضروبة والمصنوعة تحت بير السلم بأسعار زهيدة ويبيعوها بأرقام مضاعفة لأولياء الأمور باعتبارها النسخ الاصلية التى توزعها الوزارة ، وأن كتاب "ابورتيونتي" –أحد كتب اللغات الأجنبية- الذي تطبعه شركات بتكلفة 110 جنية يتكلف 35 جنية في مطابع تحت بير السلم، قائلا "كله بيسرق من كله"
ومن جهة أخرى يقوم أمناء المخازن بتهريب الكتب كمخزن مدرسة النقراشي بحدائق القبة بجوار مدرسة النقراشي الثانوية ويستطيع أي فرد مراقبة هذا المخزن لخمس دقائق لإكتشاف أن أمين المخزن محمد خلف يقوم ببيع الكتب للراغبين في الشراء ، وكذلك مخزن الإعدادية بجوار مدرسة ابن خلدون في منطقة عين شمس وأمينه يدعى "عاشور " ويقوم ببيع الكتب لأصحاب المكتبات الخارجية ، ولا يتم اكتشاف تلاعب الأمناء إلى عن طريق الصدفة فمن الصعوبة ان يتم اكتشاف نقص عدد الكتب أثناء الجرد في ظل وجود ملايين النسخ، وهناك طرق أخرى يتحايل بها أمناء المخازن كما يقول عبد الحفيظ طايل مدير المركز المصري للحق في التعليم في تصريح للتحرير ،عن طريق وضع تقديرات لعدد الطلاب أعلى من العدد الحقيقي ويباع الفائض لتجار السوق السوداء والمدارس الخاصة التى تبيعها بدورها للمكتبات المحيطة بها.
ويضيف طايل أن قرار وزير التعليم الأسبق أحمد زكي بدر بإجبار أولياء الأمور على استلام الكتب من المدارس فقط لضرب مافيا تهريب الكتب لم يتم العمل به فلا توجد آلية لتنفيذه والتأكد إذا كان الطالب اشترى الكتب من المدرسة او من مكتبات خارجها ولوجود علاقات مصالح بين أصحاب المدارس والمكتبات ، وعندما اكتشف هذا الهدر لم يعالج من المنبع وعاقبت الموردين فقط وتركت اصحاب المخازن الذين أصبحوا ملونيرات، مؤكدا ان هذه المكتبات تتواجد في الاماكن التى يكثر فيها المدارس الخاصة ومدارس اللغات .